كتب
صلاح سلام في " اللواء":اللافت في المحادثات التي أجراها
باراك مع الرؤساء الثلاثة أنها جرت في أجواء من المصارحة والواقعية. وقد بدا واضحاً أن الموفد الأميركي قد التقط حساسية الوضع اللبناني وتعقيداته، لا سيما ما يتعلق بسلاح «حزب الله» ودوره في المعادلة الإقليمية.
وقد ركّز باراك في مؤتمره الصحفي على أربع نقاط رئيسية، أولها ترك معالجة مسألة سلاح
حزب الله للدولة. وثانيها، ضرورة الإسراع في الإصلاحات المالية والإدارية المطلوبة. وثالثها، التأكيد على قدرة اللبنانيين على النهوض ببلدهم من جديد، و أهمية أن يكون
لبنان واعياً للمتغيرات الجارية في المنطقة، ليعمل على اللحاق بها.
الرد اللبناني،
من جهته، سعى إلى تأكيد الالتزام بالثوابت الوطنية، خصوصاً في ما يتعلق بالسيادة، ورفض الضغوط، مع عدم إغلاق الباب أمام الحوار.
ما بعد زيارة باراك، سيكون اختباراً حقيقياً لنية الأطراف المحلية والإقليمية في سلوك طريق الحل، لا إدارة الأزمة فحسب.
فهل تنجح
بيروت في تحويل لحظة باراك إلى مدخل للحل، أم أنها ستعود إلى دوامة الانتظار والتجاذب؟
الإجابة رهن بإرادة الداخل أولاً، وبمناخات الإقليم ثانياً، وبما إذا كانت
واشنطن جادة في فتح باب التسويات، لا الاكتفاء بتقليب صفحات الأزمة.