Advertisement

لبنان

ورقة مشروطة... والشرع يعيد التاريخ!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
08-07-2025 | 09:30
A-
A+
Doc-P-1388480-638875882145566000.jpg
Doc-P-1388480-638875882145566000.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
"خَد وعَين" اطل المبعوث الاميركي الى لبنان توماس برّاك على اللبنانيين حاملاً عبارات الامتنان للدولة اللبنانية على ردها المسؤول مستتبعا لها بـتصريحات تحمل "النقيض وضده". فهو ترفع عن تدخل واشنطن في حل الازمة اللبنانية في موضوع نزع سلاح حزب الله تاركاً للمسؤولين اللبنانين الحرية في التعامل لحلها، فهم اذا رغبوا، فان واشنطن ستقدم لهم كل الدعم والا فوات الفرصة، وفي نفس الوقت لم يحدد فترة زمنية لذلك، ولكنه اكد أن الرئيس الاميركي شجاع بحق الا انه لا يملك الصبر الطويل. ليس هذا فقط بل اعترف بان حزب الله هو حزب سياسي ولديه جانب عسكري، ودعا الى التوافق الداخلي، مُخرجاً ايران من دائرة المسؤولية في التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية عبر وكيلها حزب الله وفي ذلك تحميل واضح للدولة اللبنانية المسؤولية الكاملة في ما قد تصل اليه الامور لو لم تجد التعامل مع سلاح حزب الله مُلّوحاً بتركه على ما تحمل تلك العبارة من نتائج اقلها بقاء البر والجو مسرحاً مفتوحاً للاعتداءات الاسرائيلية.
Advertisement
 
بغض النظر عن ما سيحمله الرد الاميركي على الورقة اللبنانية فان موضوع التعامل مع سلاح حزب الله بات امراً محسوماً لدى الجانب الاميركي وواجب على الدولة اللبنانية القيام به وحيال ذلك ليس امام الدولة سوى خيارين، إما الحوار مع حزب الله الذي باتت بيئته في حالة عداء واضح مع الدولة في ظل غياب واضح لمحاولة استيعاب خسائرها والعمل على طمأنتها تحت كنف الدولة الامر الذي يجعل من الحوار امر لا يُدرك منتهاه، وإما قيام الدولة باستخدام القوة لنزع السلاح اي وضع الجيش في المواجهة وهذا امر مُر وصعب، سيما وان محاولة نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات كشفت عن عجز واضح رغم الاجواء الايجابية التي احيطت به.
 
في الحقيقة ان رصيد الدولة اللبنانية بدأ ينفد، فرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب يُمسكان بدفة السفينة لالتقاط الفرصة فيما يجلس رئيس الحكومة مرددا اغنية "عندك بحرية يا ريس" بينما يقف أعضاء الحكومة موقف المتفرج. مع العلم الى ان من يعود بذاكرته الى اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس السوري احمد الشرع بالرئيس الاميركي دونالد ترامب برعاية خاصة من ولي العهد السعودي، والحماسة والحفاوة والدعم الذي حظي بها الشرع الذي لم تمر اشهر على اقامته على كرسي الرئاسة، ودعوة لبنان الى اللحقاق بركب الشرع وتكرار الدعوة اليوم على لسان برّاك يدرك بان التاريخ سيعيد نفسه ولكن هذه المرة من البوابة السورية فمن اتى بالشهيد رفيق الحريري بعد اتفاق الطائف لإعادة بناء الدولة والاعمار، اتى اليوم بـالشرع ولبنان فيما اذا استمر على هذا المنوال لن يبق "لؤلؤة الشرق" لان سوريا يبدو انها ستصبح "قبلة العرب" كما جاء في كلمة المفتي عبداللطيف دريان في زيارته الاخيرة لسوريا، التي تبعت زيارة زعيم المختارة وليد جنبلاط المتقن لقراءة المستقبل. وبالتالي فان لبنان مهددة ورقته بالسقوط من قائمة الاهتمام الدولي لاسيما العربي والاقليمي بوجود بديل منفتح سيد يستطيع ان يعيد بناء نفسه ولديه كل المقومات الجاذبة للاستثمار والتطور.
 
في المحصلة، يمكن القول ان ما يجري من محادثات حول ورقة حل الازمة اللبنانية هي محادثات مشروطة بنزع السلاح اولا وان ما ورد من بنود مهما كان ترتيبها ستبقى حبراً على ورق الى حين نزع سلاح حزب الله.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem