نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، دفعت بوزارة الدفاع في تل أبيب لأول مرة، إلى استخدام كلاب ذاتية التشغيل لتحديد مواقع أشخاص مُحاصرين في مواقع تعرضت للتدمير بفعل القصف الإيراني على إسرائيل خلال شهر حزيران الماضي.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنّ الصواريخ
الإيرانية أدت إلى تدمير 36 موقعاً خلال 12 يوماً من القتال، فيما قُتل 29 مدنياً إسرائيلياً وجُرح المئات معظمهم إصاباتهم طفيفة، وأضاف: "لقد نجحت أنظمة الدفاع الجوي في منع معظم الأضرار، حيث اعترضت حوالى 87% من الصواريخ وأكثر من 99.9% من الطائرات المُسيرة الإيرانية".
وتابع: "لقد استعدت
الجبهة الداخلية لسيناريوهات قتالية صعبة ضد إيران، وتم إخفاء العديد من الاستعدادات لتجنب إثارة الشكوك لدى الجانب الإيراني. تمثلت إحدى المعضلات الرئيسية في كيفية التعامل مع العدد الكبير من مواقع الدمار - حيث قد يكون الناس محاصرين، أحياءً أو أمواتاً. إن الوقت اللازم للوصول إلى الضحايا بالغ الأهمية، كما أن تعقيد العملية في العديد من المناطق يزيد من صعوبتها".
وفي السياق، يقول الكابتن "نعوم"، وهو مسؤول المشاريع في مركز إدارة
الكوارث بوزارة الدفاع الإسرائيلية: "تلقينا طلباً تشغيلياً من قيادة الجبهة الداخلية للكشف السريع عن الأشخاص المحاصرين في سيناريو قائم على وجود مواقع تدمير متعددة في البلاد. كان من المقرر أن يعتمد هذا الطلب على حل حيواني يعمل في مواقع التدمير".
ووفقاً للتقرير، فقد استعدت قيادة الجبهة الداخلية لسيناريوهين: الأول نيران كثيفة من
الشمال (من
لبنان وسوريا)، والثاني زلزال. أدى كلا السيناريوهين إلى إدراك ضرورة نشر قوات إنقاذ كبيرة، وأن الطريقة الأكثر فعالية للعثور على الناجين هي كلب مستقل، لا يحتاج إلى حزام كهربائي أو تصاريح هندسية لدخول موقع مدمر، ويمكنه العمل حتى في ظروف صاخبة وخطيرة، من دون انتظار الهدوء كما هو مطلوب حتى الآن.
إلى ذلك، يقولُ العقيد (احتياط) أ، وهو ضابط التخطيط في منطقة حيفا التابعة لقيادة الجبهة الداخلية: "يستطيع الكلب العمل حتى في ظل ضجيج أعمال الهندسة والجرافات والانفجارات. حتى الآن، كنا نحتاج إلى موجة صمت لسماع الأصوات تحت الأنقاض، وهو ما يستغرق وقتاً ثميناً. إنَّ تشغيل الكلاب في مواقع الهدم ليس بالأمر الجديد، لكن الهدف الآن هو استخدام كلب ذاتي التشغيل، كلب يعمل بشكل مستقل وفقاً لأنماط البحث، ويحدد هوية الأشخاص المحاصرين دون الحاجة إلى هدوء المنطقة أو وجود مُشغّل بالقرب منه".
وفي ليلة الهجوم على إيران، وبعد إقلاع طائرات سلاح الجو، أصدر ضباط قيادة الجبهة الداخلية أمراً لاستنفار كل الكلاب المدربة والتي تعمل بشكل ذاتي. وفي غضون فترة وجيزة، وصلت إلى وحدات الإنقاذ وبدأت العمل في مواقع الاصطدام. في أبرز حالة، وهي هجوم صاروخي على حيفا، قام الكلب "كيرت" بمسح منطقة بأكملها خلال 3 ساعات، وهي تشمل عشرات الطوابق وثلاثة مبانٍ.
وفي مشهد آخر، عمل الرقيب م. مع كلب، وتمكن من تحديد موقع المصابين بسرعة ودقة، مما مكّن من إنقاذهم بسرعة.
وعندما سُئل عن ميزة الكلب على الروبوت أو الطائرة المسيرة، أوضح الكابتن نعوم: "يمتلك الكلب حاسة شم تُمكّنه من تمييز الأشخاص حتى دون النظر إليهم، حتى عندما يكونون محاصرين تحت باب أو عمود خرساني أو جدار. وهذا ما لا يمتلكه الروبوت".