Advertisement

لبنان

الجواب الأميركي لن يرضي "حزب الله"

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
13-07-2025 | 09:00
A-
A+
Doc-P-1390546-638879934141988913.jpeg
Doc-P-1390546-638879934141988913.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ينتظر أركان السلطة الجواب الأميركي على ورقة – الردّ، التي سُلّمت للموفد الأميركي توم برّاك وكأن على رؤوسهم أكثر من طير. وفي هذا الوقت لا تزال القوى السياسية تتعاطى مع الملفات الساخنة من زاوية تسجيل المواقف من دون أن يبادر أحد إلى طرح ما يمكن أن يُتخذ من خطوات سابقة لأي موقف قد يصدر عن البيت الأبيض، فيما لا ينفكّ قادة "حزب الله" عن التأكيد بأن نزع السلاح هو من رابع المستحيلات طالما أن إسرائيل تتربص بلبنان شرًّا، وهي التي تواصل اعتداءاتها اليومية، ليلًا ونهارًا، ومن دون هوادة.
Advertisement
 
 
 فبعد الردّ اللبناني على الورقة الأميركية، من المتوقع أن تتخذ واشنطن موقفًا حذرًا لكن ضاغطًا في آنٍ معًا تجاه المواضيع العالقة، خصوصًا تلك التي أشار إليها برّاك والتي تتعلّق بضرورة استلحاق لبنان بالمتغيرات الإقليمية، وهي متغيرات لم تعد تحتمل الجمود اللبناني التقليدي.
وبينما المنطقة تنحو نحو التغيير الفعلي، بدءًا بسوريا، يحاول أهل السلطة ملء الوقت الضائع بإلهاء اللبنانيين بملفات داخلية عبر بعض التعيينات، التي يعتبرها البعض إنجازات فيما المطلوب من مجلسي الوزراء والنواب خطوات إصلاحية تتماشى مع متطلبات العصر، وتجاوبًا مع ما يطالب به المجتمع الدولي.
 
وفي هذا الوقت الضائع بدا أن ثمة تباينًا في الرؤية الأميركية بالنسبة إلى الملف اللبناني، إذ تبيّن أن الخارجية الأميركية ومن خلال بيانها الأخير غير راضية على ما صرّح به برّاك في لبنان، إذ كان المطلوب منه نقل الموقف الأميركي كما هو من دون مساحيق تجميلية بالنسبة إلى مقاربته لموضوع "حزب الله"، من وجهة نظر الأميركيين، الذي جاء على لسان المتحدّثة باسم وزارة الخارجية، التي قالت إن "موقفنا من "حزب الله" لم يتغيّر ونحن نعتبر أنه منظّمة إرهابية ولا نفرّق بين جناحه السياسي وجناحه العسكري ولا نريد أن نراه يستعيد قدراته في لبنان".
ويسود اعتقاد في الإدارة الأميركية، واستنادًا إلى الردّ اللبناني "الانشائي"، أن الدولة اللبنانية عاجزة وغير قادرة على أن تبسط سيادتها ولا تريد أن تحتكر السلاح إلا بالتفاهم مع "حزب الله"، وهذا الموقف دفع بقيادة "الحزب" إلى تصليب موقفها، ورفضها تسليم السلاح. وهذا الموقف يدفع المحللين إلى توقّع جواب أميركي غير ديبلوماسي وحاسم سيحمله برّاك نفسه إلى المسؤولين اللبنانيين في خلال أسبوعين على أبعد تقدير.
 
وفي الانتظار تكثر التوقعات عمّا سيكون عليه الجواب الأميركي على الورقة اللبنانية. وتتراوح هذه التوقعات بين موقفين لا ثالث لهما. ففي الموقف الأول يميل أصحاب الرأي التفاؤلي إلى نظرية تكثيف الضغوط الناعمة على الطبقة السياسية اللبنانية، بحيث تلجأ الإدارة الأميركية إلى تفعيل أدوات الضغط السياسي والديبلوماسي لحثّ القوى اللبنانية على التفاعل بجدية مع "خارطة الطريق الأميركية"، خصوصًا لجهة الإصلاحات، وترسيم الحدود البرية مع كل من سوريا وإسرائيل، وحسم موضوع هوية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إضافة إلى ملف النازحين السوريين، وهو ملف تعلّق عليه الإدارة الأميركية أهمية قصوى كمقدمة لازمة لتطبيع العلاقات اللبنانية – السورية.
 
ويحكى عن أن الإدارة الأميركية قد تلجأ إلى أن تشمل هذه الضغوط تجميد أو تأخير بعض المساعدات غير العسكرية، وربطها بالتقدم في الملفات الإصلاحية، ويمكن من ناحية أخرى أن تبقي هذه الادارة باب التفاوض مفتوحًا مع تقديم "مهل غير مفتوحة"، خصوصًا أن اشنطن في غير الوارد أن تقفل الأبواب أمام لبنان، لكنها قد تبدأ بوضع سقوف زمنية غير معلنة لانتظار تجاوب حقيقي. أي أن الدعم السياسي والمالي لن يبقى مفتوحًا إلى ما لا نهاية، وبالأخصّ إذا أُخذت مسألة الربط بين الوضع في لبنان ومسار التطبيع الإقليمي في الاعتبار، في ضوء محاولات واشنطن لإعادة هندسة التوازنات في المنطقة، خصوصًا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، حيث تصرّ الولايات المتحدة على أن يكون لبنان جزءًا من خارطة الاستقرار الإقليمي، لا ساحة متفجرة أو نقطة فراغ دائم. وهذا ما يفسّر ما قامت به لجهة ممارسة أقصى الضغوطات الديبلوماسية لانتخاب العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية.
من جهة أخرى، وعلى رغم التباين بين وجهتي الخارجية الأميركية وتوم برّاك، بصفته رجل أعمال أميركي من أصول لبنانية، فإن ما  طرحه من أراء كثيرة يصبّ في خانة متمايزة عن موقفه بالنسبة إلى هوية "حزب الله"، لأن في جانب كبير مما طرحه يعكس توجهًا أميركيًا جديدًا لإشراك رجال الأعمال الأميركيين من أصل لبناني في رسم مستقبل لبنان عبر مشاريع استثمارية محتملة، لكن مشروطة بالاستقرار السياسي والإصلاح.
 
ويمكن الاستنتاج بأن الولايات المتحدة لن تذهب إلى القطيعة، لكنها لن تقبل بعد اليوم بسياسة تضييع الوقت. فإذا لم يلتقط لبنان الفرصة للتكيّف مع المتغيرات الإقليمية، من التفاهم السعودي – الإيراني، إلى التحولات في العلاقة مع سوريا وواقع "حزب الله" المأزوم، فستعمد واشنطن إلى خفض منسوب اهتمامها تدريجيًا بلبنان، وتركه في مهب أزماته الداخلية والإقليمية، ما قد يفتح الباب لمزيد من التدخلات من قوى أخرى، مع تزايد الضغط العسكري الإسرائيلي.
 
واستباقًا للموقف الذي ستتخذه واشنطن حذّر برّاك من أن لبنان يواجه خطر الوقوع تحت سيطرة قوى إقليمية ما لم تتحرك بيروت لمعالجة مسألة سلاح "حزب الله"، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود ليصبح بلاد الشام من جديد".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas