Advertisement

لبنان

هذا ما يُخطط له برّي.. "التحذيرات قرأها بجدية"!

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
15-07-2025 | 13:00
A-
A+
Doc-P-1391503-638881696832386945.png
Doc-P-1391503-638881696832386945.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
صحيحٌ أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يُمثل "الأخ الأكبر" لـ"حزب الله"، فهو الذي فاوض عنه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وهو الذي شكّل العصب الأساسي للردّ اللبناني الرسمي على ورقة الموفد الأميركي توماس برّاك إلى لبنان بشأن سلاح "الحزب".
Advertisement

فعلياً، فإنّ الدور الذي يقومُ به برّي اليوم يتفرّع نحو هدفين: الأول وهو ضمان تماسك الطائفة الشيعية بعد الحرب والحفاظ على مكانة "حزب الله" أقله في عمق البيئة سياسياً من خلال التحالف مع حركة "أمل"، والثاني يتمثل في ضمان مستقبل الحركة في خضم التحولات والتبدلات الجوهرية في المنطقة.

وحده برّي الذي يُدرك عمق التغييرات، وثمة ما يُقال إن رئيس البرلمان يقرأُ التبدلات المستقبلية وعلى أساسها يحجزُ دوراً لـ"حركة أمل" بجعلها مُتمايزة عن "حزب الله"، والمتمسكة الأكبر بما تفرضه التبدلات على قاعدة وطنية أساسها الركون إلى ما يفرضه منطق الدولة لا "الدويلات".

في الواقع، لا يريد بري كسر شوكة "حزب الله" في ملف سلاحه، لكنه في الوقت نفسه لا يريد أن يحرق "حركة أمل" لسنوات آتية. بشكل أو بآخر، يقرأ بري كافة التحذيرات الأميركية والدولية للبنان، ويستشعر أن سلاح "الحزب" بات عبئاً ثقيلاً. لهذا السبب، يسير "الأستاذ" بين الألغام، تارة يسعى لإنهاء وجود "الثغرة" أمام انطلاقة إعادة إعمار جنوب لبنان بعد الحرب والمتمثلة بـ"السلاح"، وتارة أخرى لا ينبذُ فكرة المقاومة ولكن من دون ربطها بـ"حزب الله" وحده، بل بإعادتها إلى جوهرها الطبيعي المتمثل بـ"الدفاع عن الأرض" في حال حصول أي احتلال، وهو أمرٌ حصل قبل "حزب الله" منذ أن بدأت إسرائيل مخططها الاحتلالي للبنان قبل أكثر من 4 عقود.

في تسعينيات القرن الماضي، قال برّي كلمة واحدة ما زالت حاضرة حتى الآن وهو أنَّ "الميليشيا والمقاومة شيئان مُختلفان تماماً"، مشيراً إلى أنَّ حق الدفاع عن الأرض مكفول ومقدس في مواثيق العالم، وبالتالي لا يمكن اعتبار الحركة المُقاوِمة "ميليشيا". على هذا الأساس، يبني بري معركته، فهو المتمسك بفكرة "مقاومة إسرائيل" في حال قررت الأخيرة مُجدداً اجتياح لبنان أو احتلاله.. فمن سيعارض هذه الفكرة؟ كل لبناني يتبنى الدفاع عن أرضه ويحمل السلاح لقتال إسرائيلي ومواجهتها إن حصل أي هجوم أو اعتداء. ولكن، في المقابل، لا يريد بري أن تبقى وصمة "الميليشيا" التي أُلحقت بـ"حزب الله" عائقاً أمام انخراط لبنان ضمن تبدلات ترسم الخارطة السياسية للشرق الأوسط للسنوات الخمسين الاتية.

لهذا السبب، يُعتبر بري "المحاور الدبلوماسي" الذي يأتي إليه الأميركيون والغرب، وفي الوقت نفسه يمثل الطرف الأبرز المؤثر على "حزب الله" وأيضاً المؤثر عليه في الوقت نفسه. اليوم، من دون حركة "أمل"، لا يمكن لـ"حزب الله" الاستمرار وليس العكس. الأصلُ هو الحركة التي تأسست قبل "حزب الله"، فهي التي تحاور مختلف الأفرقاء في الخارج والداخل، كما أن رئيسها يمثل "الرجل الشيعي الوحيد" الذي يحملُ صفة رسمية عليا "رئاسية" في لبنان وبلاد الشام والعراق. لهذا السبب، يُعد بري المتقدم الأبرز، ولهذا السبب يسعى لتأمين حركتهِ وبيئته للمرحلة المقبلة وإرساءَ ضمانات لجنوب لبناني مُزدهر على قاعدة ازدهار سيتحقق حينما يتم تثبيت مبدأ "حصرية السلاح" واقعاً لا تراجع عنهُ في لبنان.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

صحافي وكاتب ومُحرّر