Advertisement

لبنان

لماذا بدأ برّاك السير على نهج أورتاغوس مع اللبنانيين؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
16-07-2025 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1392273-638882615270730699.png
Doc-P-1392273-638882615270730699.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لم يمرّ تلويح الموفد الأميركيّ توم برّاك بضمّ لبنان إلى "بلاد الشام" مرور الكرام، فرفض سياسيّون من مختلف الإنتماءات والكتل تصريحه، مشدّدين على استقلاليّة البلاد وسيادتها، بينما تمسّك البعض الآخر منهم بملف نزع السلاح غير الشرعيّ، لحماية اللبنانيين مما هو آتٍ، وخصوصاً وأنّ المنطقة تشهد تحوّلات سريعة وفق خطّة أميركيّة – إسرائيليّة لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، من حيث الجغرافيا والسياسة.
Advertisement
 
ولم يكنّ حديث برّاك للبنانيين شبيها بحديثه في آخر زيارة له، حينما أبدى إيجابيّة وارتياحاً بالجواب اللبنانيّ الرسميّ على ورقته المُتعلّقة بنزع سلاح "حزب الله"، وبسط الدولة لكامل سيادتها على أراضيها. وأشار الكثيرون إلى أنّ الموفد الأميركيّ انتقل بالفعل من الدبلوماسيّة الهادئة، إلى زيادة الضغوط على السياسيين من أجل دفع "الحزب" إلى التخلّي عن عتاده العسكريّ، وبشكلٍ خاص الترسانة الصاروخيّة التي تُهدّد "أمن الإسرائيليين"، وتُعرّض لبنان لحروبٍ ونزاعات جديدة.
 
ويبدو أنّ برّاك أمسى ينتهج طريقة مورغان أورتاغوس في التعاطي مع اللبنانيين، وذلك لسبب أساسيّ، وهو أنّ الردّ على ورقته لم يلقَ ترحيباً من قبل إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، فواشنطن تُريد خطّة عمليّة سريعة لتسلّم الجيش كافة السلاح من "حزب الله" ومن الفصائل الفلسطينيّة، وليس موقفاً مكتوباً على الورق، من دون أنّ يُترجم على أرض الواقع.
 
من هنا، فإنّ الولايات المتّحدة ، من خلال اورتاغوس أو برّاك، عادت إلى مُمارسة الضغوط على لبنان من أجل حسم موضوع السلاح الخارج عن سلطة الدولة، وحدّدت مهلة للقيام بهذه المهمّة، في الوقت الذي تقترب فيه إسرائيل من التوصّل إلى اتّفاقٍ مع حركة "حماس" في غزة، بينما تقود محادثات مع سوريا من أجل التوافق على وجودها العسكريّ داخل الأراضي السوريّة، وربما بضمّ دمشق إلى "اتّفاقيات ابراهيم" كما لوّح الموفد الأميركيّ.
 
أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فإنّ الإدارة الأميركيّة لا ترى أنّ بيروت ستستفيد من الفرصة السانحة أمامها، إنّ لم يُقدم رؤساء الجمهوريّة والبرلمان والحكومة على نزع سلاح "حزب الله"، وإعادة الإستقرار والهدوء إلى الحدود الجنوبيّة. فدول الخليج دخلت في علاقة جديدة أكثر تطوّراً مع ترامب من خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى بعض البلدان الخليجيّة، بينما الرئيس السوريّ أحمد الشرع، يعمل على تطبيق شروط واشنطن والغرب بهدف وضع سوريا على الخارطة العالميّة، والحصول على التسهيلات والمساعدات لبناء بلاده التي دمّرتها الحرب، وحصر السلاح وتوحيد المحافظات السوريّة، والتوصّل إلى سلام أو حلٍّ طويل الأمدّ مع إسرائيل.
 
كذلك، فإنّ ضغوط برّاك المُشابهة كثيراً لأورتاغوس، أتت أيضاً بعد توجيه ضربات عسكريّة لإيران ولمنشآتها النوويّة الرئيسيّة، ما يعني أنّه لا يجوز على اللبنانيين أنّ يبقوا منحازين إلى "محور الممانعة" الذي تلقى صفعات قويّة منذ 7 تشرين الأوّل 2023، بل الإنتقال إلى المشروع الأميركيّ الذي يدعو إلى إنفصال لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين عن طهران، وأنّ يكون قرار الحرب والسلم في يدّ حكومات هذه البلاد فقط، عبر حلّ كلّ الفصائل المُواليّة للنظام الإيرانيّ، كيّ تنعم ومنطقة الشرق الأوسط بالسلام والإزدهار، بعيداً عن الحروب.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

كارل قربان Karl Korban