Advertisement

لبنان

فوضى أم حرب أهلية؟

Lebanon 24
18-07-2025 | 23:13
A-
A+
Doc-P-1393674-638885025673497093.jpg
Doc-P-1393674-638885025673497093.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": واقعياً، إذا كان "حزب الله" يمتلك القدرة على استعادة توازن الرعب مقابل إسرائيل، ولو بعد حين، فسيكون من مصلحته أن يرفض تسليم السلاح. لكن تحقيق هذا التوازن لم يعد ممكناً بالتأكيد، ولعقود عدة مقبلة، لأنّ الفارق شاسع جداً على مستوى التكنولوجيا العسكرية، بين إسرائيل ومكونات المحور الإيراني كافة، بمعزل عن الدعم الأميركي الهائل لها في أي حرب تخوضها. ولذلك، ومن باب البراغماتية، لا أفق للمعاندة، ومن المناسب أن يسلّم "الحزب" سلاحه للدولة، عوضاً عن أن تدمّره إسرائيل في عملياتها اليومية، ومعه تقوم بتصفية نخبة الكوادر الحزبية. والأسوأ هو أن يدفع "الحزب" - ومعه لبنان- "عقوبة" نزع السلاح مضاعفة، كما في الرواية القديمة، فيخسر السلاح أخيراً بعد أن يكون قد خسر كل شيء بالاستنزاف. وإذا كان صعباً عليه تسليم السلاح إلى الدولة، فالسقوط في المنزلق الأصعب لا مبرّر له. يقول بّراك إنّ لبنان سيذوب في بلاد الشام وستندلع فيه حرب أهلية، إذا لم يوافق على الحلول المطروحة في ملف السلاح. وهذا التهديد قد لا يكون مجرد مناورة كلامية للضغط. فمع التطورات البالغة الخطورة، التي بدأت من السويداء وتهدّد بزعزعة استقرار سوريا، سيكون استقرار لبنان أيضاً في مهبّ الريح. وثمة من يخشى دخوله في فوضى أصعب من الحرب الأهلية، لأنّها تشهد انهياراً شاملاً، ويصعب فيها تحديد الأعداء والأصدقاء وتتعدد ساحات القتال وتختلط الأوراق. وللتذكير، يطلب برّاك من "الحزب" تسليم الصواريخ الدقيقة والمسيّرات التي يمتلكها، لأنّها تزعج إسرائيل، لكنه لا يبدو مهتماً بترسانة ضخمة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لديه. كما أنّ هناك أسلحة فردية منتشرة على نطاق واسع في لبنان، ومعها سلاح الفصائل الفلسطينية في المخيمات. أي إنّ لبنان هو اليوم عبارة عن فسيفساء من السلاح والمذاهب المشحونة، وما يقارب ال 2.5 مليون نازح سوري وفلسطيني، أي نحو % 35 من عدد سكان لبنان. وهذه الخلطة من السلاح والمذاهب والنازحين، محشورة في مساحة بضعة آلاف كيلومتر مربع، مفتوحة على النار الإقليمية، هي الوصفة المثالية للفوضى التي ستحول لبنان مسرحاً مكشوفاً للقوى الإقليمية والدولية التي تقوم بتصفية حساباتها عبر وكلائها المحليين، بحيث يصبح مستحيلاً إدراك مَن يقاتل مَن، ولأي هدف. هذه الفوضى الشاملة يُخشى أن تؤدي إلى "تقسيم الأمر الواقع"، وبروز "الدويلات-الكانتونات"، إذ تنهار سلطة الدولة المركزية وتتحول كل منطقة أو طائفة – مذهب أو حتى عشيرة إلى "دويلة" لها قوانينها وميليشياتها ونقاط التفتيش الخاصة بها، والتي يمكن أن تتصادم مع الآخرين فجأة بسبب حادث فردي أو اشتباك على حنفية مياه أو خلاف على أراضٍ أو حتى بسبب انتقام قديم. وهكذا، يدور الدولاب على لبنان، مجدداً وتكراراً.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك