بتاريخ 16-7-2025، نظّمت الجمعية
اللبنانية الخيرية للإصلاح والتأهيل، بالتعاون مع
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبدعم من جمعية سينتيا طاوقجيان، حفل افتتاح معرض "مهارات خلف القضبان" داخل سجن
طرابلس للنساء. يأتي المعرض ثمرة دورتين تدريبيتين في فن الرسم والتعبير الفني، وتنظيم وتزيين البالونات، بهدف تطوير مهارات النزيلات وتمكينهن نفسيًا واجتماعيًا، ويجسّد رؤية هذه
المديرية العامة في تحويل السجن من مجرد مركز للعقاب إلى مساحة لإعادة البناء والتأهيل.
حضر هذه المناسبة، قائد منطقة
لبنان الشمالي في وحدة الدرك الإقليمي، العميد مصطفى بدران، ممثلاً
وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد
الحجار، آمر فصيلة سجون طرابلس المقدم عبد اللطيف الشعار، ممثلاً
المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله. كما شارك
الأمين العام للهيئة
العليا للإغاثة العميد بسام نابلسي، ورئيسة الجمعية اللبنانية الخيرية للإصلاح والتأهيل السيّدة فاطمة بدره، ورئيسة جمعية "سينتيا طاوقجيان" السيّدة سينتيا طاوقجيان، ومديرة سجن طرابلس للنساء السيّدة أوديل سعد، إلى جانب فعاليات سياسية ودينية واجتماعية وبلدية، وممثلين عن جمعيات أهلية ونقابات في
الشمال.
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله ألقاها المقدم عبد اللطيف الشعار، مما جاء فيها: شرّفني اللواء رائد عبد الله بتمثيله في هذه المناسبة التي نلتقي فيها حول لحظة فارقة، لحظة يعلو فيها صوت الإنسان، وتشرق إرادة التغيير من خلف القضبان، لتهتف: "نحن لسنا ما كنا، بل ما نصير إليه". معرض"الأمل" ليس كغيره، بل هو مساحة تحتفي بالإبداع وتكرّم الإرادة، وشهادة حيّة على أن العمل الإصلاحي، حين يُبنى على الاحترام والتمكين، يثمر مهما كانت الظروف صعبة. هذا الحل الذي يأتي تتويجًا لدورتين تدريبيتين في فنّ الرسم وتنسيق البالونات، ليس مجرد احتفال، بل هو إعلان عن ولادة روح جديدة، من داخل الزنازين، قررت أن تنهض وتُعبّر وتنتج. لقد التزمت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ضمن رؤيتها "معًا نحو مجتمع أكثر أمانًا"، بتحويل السجن من مركز للعقاب إلى مساحة لإعادة البناء، بالشراكة مع المؤسسات التأهيلية، لإتاحة فرص حقيقية للتغيير. اليوم نقف أمام تجربة ناجحة. كل عمل معروض هنا هو قطعة أمل، ورمز لإرادة تتجاوز الجدران، وفرح يولد في مكان لم يُعرف يومًا إلا بالحزن. التعبير الفني ليس ترفًا، بل هو وسيلة راقية للتفريغ والشفاء. وحتى تنسيق البالونات يحمل قيمًا تربوية ومهارية، قد تفتح أمام النزيلات بابًا لمستقبل كريم بعد الإفراج. نؤمن أن إعادة الاندماج لا تبدأ بعد السجن، بل من داخله، ومن استعادة الثقة بالنفس. ومن هنا، نوجّه تحية تقدير إلى فريق الجمعية اللبنانية الخيرية للإصلاح والتأهيل، على جهوده القيّمة في إنجاح هذا البرنامج النوعي، الذي يجمع بين التأهيل النفسي والمهني".
من جهتها، ألقت السيدة سينتيا طاوقجيان كلمة شدّدت فيها على أن التغيير الحقيقي في لبنان يبدأ بأشخاص يؤمنون بالأمل والوحدة. ورأت في النزيلات جزءًا لا يتجزأ من الوطن الذي نحلم به، وطن يقوم على المحبة والرحمة. وأعربت عن فخرها بالشراكة في هذا المشروع الذي يعكس إيمانًا عميقًا بقدرة كل فرد على المساهمة في بناء وطن أفضل، موجّهة شكرًا خاصًا للنزيلات على شجاعتهن وموهبتهن، ومؤكدة أن منح الفرص يفتح المجال أمام الإبداع.
وتقديرًا لجهودها في دعم هذا المشروع والمساهمة الفاعلة في إنجاحه، قدّم العميد مصطفى بدران درعًا تذكاريًا باسم
وزارة الداخلية والبلديات إلى السيدة طاوقجيان، عربون شكر وتقدير.
كما تخلّل البرنامج كلمة ألقَتها إحدى النزيلات نيابةً عن زميلاتها، وألقت أخرى قصيدة من تأليفها، فيما قدّمت الثالثة فقرةً غنائية مميزة.
واختُتم الاحتفال بجولة في المعرض الذي ضمّ أعمالًا فنيّة ولوحات ورسومات، إلى جانب تنسيقات مبتكرة للبالونات في باحة السّجن، تلتها مأدبة كوكتيل احتفالية.