وفي حديثٍ خاص عبر "تلفزيون
لبنان" مع الإعلامية الزميلة دينا رمضان، قال براك إنه "ليس لدى أميركا أي مطالب"، مشيراً إلى أن نية
واشنطن إزاء لبنان هي كـ"صديق"، وأضاف: "جئنا تلبية لطلب المساعدة وإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل المكوّنات التي فشلت في التوصل إليه".
وأكمل: "تم التواصل معنا وكأننا طبيب وأن هناك حاجة لعملية جراحية لمريض على الطاولة وطلب منا المساعدة. ليست هناك أي مطالب ولم نعلن عن أي مطالب وما فعلناه هو اننا جئنا وقلنا دعونا نساعدكم ونساعد الجميع".
وقال: "من الواضح انني لم أجرِ أي محادثات مع "حزب الله" شخصياً والتصاريح التي يُدلي بها الحزب هي تصاريح خاصة به".
وذكر براك أن "هنالك معضلة مع حزب الله"، مشيراً إلى أن اسرائيل كانت واضحة وصارمة للغاية حول توقعاتها بشأن علاقتها مع "الحزب".
وعن إستراتيجية "الجزرة والعصا"، قال براك إن "هذه الإستراتيجية منطقية في أي عملية تفاوض، ونحن ننظر إلى المسألة بأن هناك غياب الثقة من جهة الحكومة اللبنانية وغياب الثقة من قبل حزب الله وأيضاً غياب الثقة من قبل إسرائيل".
كذلك، أكد براك أنه على لبنان أن يكون قلب المنطقة الاقتصادية والسياحية، وأضاف: "اللبناني هو الاذكى والألمع والاكثر علماً والثقافة الموجهة للخدمات دائماً. وعلى مدارخمسين عاما حصة لبنان لم تتجاوز سوى 5 سنتات من كل دولار تحققه المنطقة. ليس لان الشعب اللبناني غير قادر او لانه ليس الألمع، وليس لأن المكان ليس الأكثر جاذبية، بل لأن الأمن غير متوفر وليس هناك بيئة آمنة للسياحة والاقتصاد والصناعة والاستثمار. لديكم الشعب الاكثر علماً ، وهو بحاجة للأمن ، والامن كان هدف هذه الاتفاقية التي لم تنجح".
واستكمل: "على اسرائيل أن تأخذ قرارها حول مصيرها في ما يتعلق بلبنان. كما تعلمون في
الولايات المتحدة الاميركية يُنظر الى حزب الله كمنظمة إرهابية أجنبية، ولكن ليست هذه هي الحال داخل لبنان، وهذا يجب ان يكون موضع بحث لبنان معهم، ونفوذنا من الخارج هو في مرحلة ما ان نقنع الاسرائيليين انه لدينا خطة او بساط مزخرف ذات مغزى للجميع للوصول الى السلام وفي نهاية المطاف الى الازدهار، لان ما يحتاج اليه الشعب اللبناني هو السلام والازدهار وقد حان الوقت لذلك".
ورداً على سؤال عما إذا كانت أميركا راضية عن الإصلاحات التي أنجزتها حكومة الرئيس نواف سلام، قال برّاك: "نعم ما يعتزمون القيام به هو هائل، والقرارات إن كانت في ما يتعلق بالمسائل المصرفية او في ما يتعلق بالفجوة المالية جمعيها تصل الى نتيجة، وهنالك حاكم مصرف لبنان حائز على الاحترام من كل الجوانب".
وتابع: "عندما نقول اننا نريد إعادة الاشخاص الى لبنان فانتم بحاجة الى نظام مصرفي وانتم بحاجة الى مصرف مركزي، ويجب ان تكون هناك مصارف مراسلة، وهي بحاجة الى الكهرباء والماء والانترنت والطاقة. إذاً كيف يُمكن تأمين هذه الاحتياجات الأساسية للاشخاص الذين بدورهم سيتمكنون من تأمين هذه المسائل".
واستكمل: "اعتقد ان الحكومة وكل الهيئات التشريعية تقوم بعمل جيد للغاية لمعالجة هذه المسائل بطريقة منهجية، وما يحتاجون إليه لتوفير كل ذلك هو الامن، لانه لن تأتي اي مؤسسة خارجية او اي مستثمر اجنبي الى هنا قبل ان نتمكن من تأمين ذلك لهم".
وأكد براك أن الولايات المتحدة تولي احتراماً كبيراً للجيش اللبناني، وأضاف: "قلت في وقت سابق ان احدى المسائل التي علينا جميعاً القيام بها هي هندسة منهجية لتقديم المزيد من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لكي تكون لديهم الموارد لتقديم الدعم العسكري من الطراز الاول لعناصره، وان تُدفع لهم الرواتب ليكون لديه العدد الضروري من العناصر، رجالاً ونساءً، وان يكونوا بشكل مناسب ومدربين بشكل صحيح كقوات لحفظ السلام، وليس كقوات عسكرية هجومية، وضمن ذلك يُمكن ان يبدأ الجميع بالشعور بالارتياح".
وتابع: "لدينا
التزام ونية لمساعدة
الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل موجودة هنا منذ وقت طويل وتؤمن الدعم".
وعن مسألة التجديد لولاية "اليونيفيل" في شهر آب المقبل والموقف الأميركي من ذلك، قال براك: "نحاول العبور لما هو التوصية الصحيحة لما يجب القيام به بشأن قوات اليونيفل. اولاً نحن ممتنون لمشاركتهم ونُكن لهم احتراماً كبير وللأمم المتحدة لهذا العمل الصعب الموكل إليهم. لقد وصلنا الى نقطة نحتاج فيها التركيز الدقيق على ما هي المسائل وكيف نوفر الثقة للفريقين. اذاً، هذا القرار ما زال قيد البحث ولم يُتخذ بعد القرار بشأنه. وقبل نهاية شهر آب نقرر ما ستكون توصيتنا التي بالتأكيد ستُحوّل الى هيئة أكبر. اذاً وقبل أيلول سيتضح موقفنا او الى اين وصلنا في ما يتعلق باليونيفل".
ورداً على سؤال عما إذا كان بحث مع المسؤولين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا، أجاب براك: "نعم، انه بحث مستمر منذ 40 عاماً ولن نحله في اسبوع، شعوري تجاه ذلك بسيط، علينا جميعنا ان نُمضي قُدماً لمناقشات عن كيفية توفير الامل بالمستقبل لاولادكم واحفادي والى الاجيال القادمة وهي لا تتمحور حول خطوط رسمها رجال ونساء في الماضي لاهداف مختلفة وقد اصبحت دون معنى اليوم. حتى نتوقف عن التركيز على هذه المسائل والتي اصبحت تافهة ان كان الخط الأحمر او الازرق او الاخضر.
لبنان يستحق العودة الى الارث الذي كان لديه، ارث اللؤلؤة على رأس هذا العقد في منطقة كانت دائماً تعتبره في القيادة وبيئة رحبت دائماً بالمسيحيين والسنة والشيعة والدروز واليهود".