مع التقدم المتسارع للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، أصبح دور الروبوتات متزايد الأهمية في مختلف القطاعات حول العالم.
لبنان، على الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها، ليس بعيداً عن هذا التوجه العالمي، حيث بدأت الروبوتات تشق طريقها ببطء نحو مجالات متنوعة في خطوة لافتة نحو الابتكار والتطور.
من كان ليظنّ أننا سنمشي يوماً ما في لبنان بالقرب من روبوت؟ طبعاً الأمر ليس من نسيج أفلام اللاخيال العلمي، إنما لا يمكن عدم مجاراة الحدّ الأدنى من التطور الذي يشهده العالم.
قبل يومين، تجوّلت الروبوتات بين المشاركين اثناء افتتاح مؤتمر
الذكاء الاصطناعي في لبنان 2025، وذلك في مركز مؤتمرات وتدريب
طيران الشرق الأوسط (MEA) في
مطار رفيق الحريري الدولي.
وفي السنوات الأخيرة، شهد لبنان اهتمامًا متزايدًا بالروبوتات، خاصة في القطاع التعليمي والطبي. إذ تمتلك جامعات لبنانية، مثل الجامعة الاميركية في
بيروت (AUB) والجامعة
اللبنانية الأميركية (LAU)، مختبرات متخصصة في الروبوتات حيث يقوم الطلاب والباحثون بتطوير روبوتات لأغراض مختلفة، بما في ذلك الروبوتات المتنقلة، الروبوتات الصناعية، والروبوتات الطبية.
وعلى سبيل المثال، تم تطوير نماذج أولية لروبوتات مساعدة في المختبرات لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، أو روبوتات للتفتيش في الأماكن الخطرة.
كما يشهد القطاع الطبي اهتمامًا متزايدًا بالتقنيات الحديثة، بما في ذلك الروبوتات، لتحسين جودة الرعاية الصحية وتسهيل الإجراءات الطبية.
وعلى الرغم من أن انتشارها لا يزال في مراحله الأولى بسبب التكلفة العالية، إلا أن بعض المستشفيات الرائدة في لبنان بدأت في استكشاف إمكانات الروبوتات الجراحية المساعدة، مثل نظام "دافنشي" (Da Vinci Surgical System).
ومهمة هذه الروبوتات تكمن في مساعدة الجراحين على إجراء عمليات جراحية دقيقة بأقل تدخل جراحي، مما يقلل من فترة التعافي للمرضى.
كما تعمل بعض الجامعات والمستشفيات على تطوير روبوتات مساعدة للمرضى أو لكوادر التمريض، مثل روبوتات لنقل الأدوية أو المعدات داخل المستشفى، أو روبوتات لمساعدة المرضى في التنقل. هذه المشاريع لا تزال في مراحلها التجريبية ولكنها تحمل وعدًا كبيرًا لتحسين كفاءة الرعاية الصحية.
ومع ذلك، تواجه عملية دمج الروبوتات في المجتمع اللبناني عددًا من التحديات. وعلى رأسها يأتي الوضع الاقتصادي المتردي، الذي يحد من قدرة الشركات والمؤسسات على الاستثمار في التكنولوجيا باهظة الثمن.
كما أن نقص الكفاءات المتخصصة في مجال الروبوتات وصيانتها وبرمجتها، يقف عائقاً في وجه هذا التطور، مما يستدعي استمرار الاستثمار في التعليم والتدريب.
إلا أنه على الرغم من كل التحديات، يبدو مستقبل الروبوتات في لبنان واعدًا، خاصة وأن دمجها ليس مجرد رفاهية تكنولوجية، بل هو ضرورة لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة الحياة.