انشغلت الأوساط السياسية بقراءة نتائج لقاءات ومواقف الموفد الأميركيّ توم برّاك التي امتدت على مدى ثلاثة أيام، من دون إحداث خرق، يخدم وضع سلاح
حزب الله في عهدة الدولة من زاوية قرار "السلم والحرب"واعتبار الدولة
اللبنانية هي مرجعية السلاح، ولا سلاح خارج ارادة الدولة.
على أن الاهم اعلان براك من بكركي حيث اختتم لقاءاته باجتماع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، انه سيعود الى
لبنان كلما دعت الحاجة.
وكان اللافت ان براك سئل قبيل مغادرته مطار
بيروت عن تبعات ما سيحصل إذا لم يلتزم لبنان الورقة الأميركية وعن الجدول الزمني، فاكتفى بالقول: "الوقت يحدده جيرانكم".
براك يترأس اليوم لقاء يضم
إسرائيل وسوريا، من دون أن يتحدد نهائيًا مكان اللقاء المرجَّح بين اسطنبول وباكو.
وذكرت "نداء الوطن" أن "الورقة الأميركية" المقدمة إلى لبنان تتضمن بنوداً شديدة التفصيل، خصوصًا في ما يتعلق بتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني. وتشير الورقة إلى ضرورة تسليم جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، إلى المؤسسة العسكرية الرسمية. ويبدو أن هذا الشرط يشكّل جوهر المقترح الأميركي لحل أزمة السلاح غير الشرعي في لبنان.
من حيث الجدول الزمني، تشير الورقة إلى أنه تم تقسيم الاتفاق المقترح إلى مرحلتين أساسيتين: الأولى مدتها 90 يومًا تخصص لعملية تسليم السلاح بشكل كامل ومنظم، فيما المرحلة الثانية تستغرق 30 يومًا، يتم خلالها وضع لبنان على "سكة الحلول"، أي إدماجه في المسار الدولي الداعم لاستقراره، وضمان استيعاب الوضع الجديد من قبل المجتمع الدولي.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان ما قاله الموفد الأميركي توماس براك في زيارته الى لبنان سيشكل محور متابعة لاسيما انه اعاد تكرار الفرصة الواجب الإستفادة منها في لبنان ودور الحكومة في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، مشيرة الى ان ما بعد هذه الزيارة ترقب لخطوات لبنانية بشأن التعهدات ببسط سلطة
الدولة على كامل أراضيها.
وقالت انه لا يمكن الحديث عن تفاؤل او تشاؤم بالنتائج التي خرجت بها الزيارة، انما انتظار جديد.
وكتبت" الديار": بحسب مصادر سياسية مُطلعة، هناك مخاوف جدّية من أن يكون صيف هذا العام، مُلتهبًا سواء جراء عدوان إسرائيلي جديد، أو جرّاء ما يحدث في السويداء. وشدّد المصدر على أن أسلوب برّاك في تصاريحه الإعلامية لا يُطمّئن إذ أنه يُشدّد على أن المُجتمع الدولي يقف بجانب لبنان ولكن على اللبنانيين أخذ القرار، ومن جهة أخرى يتحدّث عن ضمّ لبنان إلى بلاد الشام. وهو ما يُوحي بحسب المصدر أن خلف الإبتسامات الظاهرة أمرا ما يُحاك للبنان.
وافادت «البناء» ان بري اكد لبراك
التزام لبنان بكل ما تمّ التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مقابل تنصّل الاحتلال
الإسرائيلي، حيث شرح الرئيس بري لبرّاك مضامين القرار 1701 واتفاق 27 تشرين الثاني الماضي والمراحل والأولويّات وقدّم له الأدلة بالتفصيل على تنفيذ لبنان المطلوب منه مقابل عدم تنفيذ «إسرائيل» لأيّ شيء واستمرارها بالعدوان. واستعرض الرئيس بري بالأرقام الخروقات والاعتداءات، كما شرح بري موقف حزب الله من مسألة حصرية السلاح ودوافعه وهواجسه المحقة لجهة نكث الاحتلال بكل الاتفاقات والقرارات وعدم ضمانة الأميركيّين للوعود بتطبيق القرارات والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات والاغتيالات وإطلاق إعادة الإعمار». وأصرّ برّي وفق المعلومات على أولويّة وقف العدوان والانسحاب من الأراضي التي احتلّها العدو الإسرائيليّ، فيما لبنان انطلاقاً من المصلحة الوطنية وبما يحفظ سيادته وكرامته يعي التزاماته. كما كان رئيس المجلس حاسماً بأن المفاوضات مع الجانب الأميركي ليست للوصول إلى اتفاق جديد على حساب الاتفاقات والقرارات السابقة لا سيما اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي لا يمكن فرض اتفاقات جديدة فيما لم يطبق العدو الاتفاق الذي أنهى الحرب بضمانة أميركية.
وخرج بعض مَن التقى برّاك وفق المعلومات بأجواء تشاؤميّة حيال نجاح المفاوضات بين
الأميركيين والمسؤولين اللبنانيين وأن التصعيد العسكري الإسرائيلي مطروح بقوة بحال لم تنجح الدبلوماسية، على الرغم من نفي برّاك في مقابلة تلفزيونيّة احتمال شن «إسرائيل» عدواناً شاملاً على لبنان.
وكتبت " الاخبار" ان براك جلس برفقة السفيرة الأميركية ليزا جونسون أكثر من ثلاث ساعات في منزل النائب فؤاد مخزومي أوّل من أمس، حيث استمع إلى الوزراء والنواب الذين حضروا وأجاب على أسئلتهم، كما وضعهم في أجواء جولة لقاءاته بشأن الورقة الأميركية ونزع سلاح حزب الله.
وأكثر من مرّة أعاد المبعوث الأميركي على مسامع الحاضرين عبارة «Do something»، مُحاولاً تحريض الموجودين على حزب الله، قبل أن يجيبه بعض الحاضرين: «ليست بيدنا حيلة»، ليردّ بالسؤال: «هل تريدون منا أن ننزع نحن سلاح حزب الله؟».
ولمّا سئل عن الضمانات التي يُمكن لأميركا أن تُعطيها للبنان مقابل نزع سلاح الحزب، أجاب بأن بلاده «لا تمون على إسرائيل كي تعطيكم ضمانات». وقال: «أنا مقتنع بأن سلاح حزب الله موجود في المخازن ولا يُشكّل أي خطر ولكننا لا نستطيع إقناع إسرائيل بذلك».
وعن لقائه برئيس مجلس النواب
نبيه بري، قال إن اللقاء توقّف عند نقطة واحدة هي عدم قدرة أميركا على إعطاء ضمانات بتوقّف العمليات العسكرية
الإسرائيلية والاغتيالات في لبنان، وكذلك عدم قدرة بري على إعطاء جدول زمني لنزع سلاح حزب الله بشكل شامل إذا لم تكن هناك ضمانة بتوقّف العمليات الإسرائيلية.
واللافت أن برّاك أسهب في الحديث عن تاريخ الكيان الصهيوني في المنطقة، لكن بالطبع وفقاً لوجهة نظره، منطلقاً من ذلك لتشجيع النواب والوزراء على المطالبة بضرورة توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، ومحاولاً إقناعهم على طريقته بأن «إسرائيل تُريد العيش بسلام ولا تنوي التوسّع ولا تمتلك أصلاً مشاريع توسّعيّة وأطماعاً بمحيطها».
كما تحدّث عن سياسة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، ولا سيما ما يتعلق بالاتفاقيات الإبراهيمية، وقال بوضوح: «التقطوا الفرصة الأميركية الموجودة اليوم واذهبوا إلى السلام».
وفي الشأن السوري، أشار برّاك إلى أنّ «ما حصل في محافظة السويداء عطّل المسار التفاوضي في لبنان والمنطقة، خصوصاً أنّ أولويتنا في الوقت الحالي هي
سوريا، لأنّ أي خضّة أمنية فيها ستكون لها انعكاساتها على المنطقة»، لافتاً إلى أنّ «الأوضاع في السويداء أعطت ذريعة محقّة لحزب الله للتوجّس من نظام الحكم في سوريا وإمكانية انتقال ما حصل إلى المناطق اللبنانية الحدوديّة».
وأكّد، في هذا السياق، أنّ «اتفاقية وقف إطلاق النّار في السويداء يجب أن تستمر ويجب حمايتها من أي إخلال».
وأمس أنهى الموفد الأميركي توم براك زيارته الثالثة للبنان بلقاءات أبرزها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال بعد اللقاء: "المشكلة معقدة جدًا، وجئت إلى الصرح للاستماع إلى نصائح البطريرك حول ما يريد المسؤولون اللبنانيون فعله حقًا". وتابع: "المطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات والمطلوب الصبر ليستمر الحوار من دون خسائر. الكرة الآن في ملعب الحكومة، فهي التي عليها أن تقرر ما يجب فعله. وليست
الولايات المتحدة وحدها من تريد مساعدة لبنان، بل أيضا دول الخليج ودول الجوار. ولكن، من أجل أن تأتي المساعدة، على اللبنانيين أولا تحقيق الاستقرار". وعن إمكانية عودته إلى بيروت، قال: "طبعا سأعود إلى بيروت".
ولفت بيان صدر مساء أمس عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، نفى بشكل قاطع ما ورد من "
أخبار نُسبت إلى "حزب الله" حول جهوزيته للتصادم مع الدولة اللبنانية وإلى غير ذلك من أكاذيب". وأكد "أن تلك الأخبار والمعلومات هي عاريةً عن الصحة جملةً وتفصيلًا، وهي محض افتراءات مختلقة من مخيّلة تلك القنوات وخدمة لأجندات مشبوهة تسعى لخلق البلبلة وزعزعة الاستقرار في لبنان".