Advertisement

لبنان

تبدل الأولويّات اللبنانيّة وارتياح لدى"حزب الله"بعد جولة براك الثالثة

Lebanon 24
23-07-2025 | 22:40
A-
A+
Doc-P-1395769-638889325233964912.jpg
Doc-P-1395769-638889325233964912.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب ابراهيم ناصر الدين في" الديار": يبدو حزب الله بعد الجولة الثالثة من زيارة الموفد الاميركي توم باراك اكثر ارتياحا، بعدما ثبت ان الوقت يعمل لصالح مقاربته للملف. ومن يراقب المناخات الاقليمية والدولية، يدرك ان التطورات وآخرها في سوريا، تعزز سرديته حول الاولويات اللبنانية التي تتقدم على كل ما عداها، والاهم من ذلك ان مقاربة الدولة الرسمية صارت اكثر قربا من موقفه، ان لم تكن متطابقة معها، وهو ما يفسر الهجمة الشعواء من قبل "خصوم" الحزب في الداخل على رئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث انطلقت حملة اعلامية وسياسية منظمة ضده تشكك بمصداقيته وقدرته على الوفاء بالتزاماته.
Advertisement
هذا الارتياح لدى حزب الله، بحسب مصادر مقربة من الحزب، لا يرتبط بماهية الموقفين الاميركي و"الاسرائيلي"، فالحذر موجود دائما، ورفع مستوى الجهوزرية لم يتوقف يوما منذ اليوم الاول لاعلان وقف النار، لان رفع نسق العدوان "الاسرائيلي" مرجح كل يوم، وواشنطن تمنح بنيامين نتانياهو "ضوءا اخضر" يتيح له التصرف "ببلطجة" دون حدود في لبنان، وما يجري كذلك في سوريا وغزة، وقبلهما ايران، نماذج لا تحتاج الى دلائل. وعدم قيام براك بعملية تفاوض جدية تقوم على مبدأ حلحلة العقد، ونقل الافكار بين الجانب اللبناني والعدو "الاسرائيلي"، وترك الامور على حالها، تشير بوضوح الى ان لا جدية اميركية في مقاربة الملف اللبناني حاليا، ولهذا لا "نوم على حرير" الديبلوماسية، والتعامل مع مسألة ارتفاع نسق الحرب يحصل وفق استراتيجية " الاستعداد وكأنها ستقع غدا"...
اما مناخات الارتياح فسببها الرئيسي داخلي، حيث اثبتت الاحداث صحة موقف حزب الله ومقاربته لملف السلاح، ولم يكن التماهي الرسمي مع سردية حزب الله تنازلا من قبل الدولة، بل جاءت الاحداث في سوريا لتعزز المخاوف لدى الجميع، فضلا عن الادارة الاميركية  للملف. فاذا كانت المناخات الاقليمية والدولية قد جاءت بعون وسلام الى سدة الحكم، لتنفيذ اجندة واضحة عمادها حصر السلاح بيد الدولة والاصلاحات، الا ان واشنطن لم تمنح الرجلين اي مقومات تساعدهما على المضي قدما في تنفيذ هذه الاجندة. فواشنطن تموضعت في موقع "الوسيط" الخادع عبر ادعاء عدم قدرتها على المونة على "اسرائيل"، رافضة تقديم اي ضمانات، وحتى انها لم تضغط على بنيامين نتانياهو لاجباره على تقديم خطوات "حسن نية"، سواء بالانسحاب او وقف الاعتداءات. في هذا الوقت امتنعت الرياض عن تقديم اي حوافز اقتصادية تساعد الدولة على تقديم انجازات يمكن البناء عليها في "حشر" حزب الله.
في الخلاصة، تبدلت الاولويات اللبنانية، وبات الهم الاول منع امتداد النيران السورية الى لبنان. الاحداث الاخيرة كشفت عن وجود ثغرات امنية تحتاج الى مقاربة حاسمة وذكية، لمحاصرة بعض البؤر الخطيرة، لم تعد واشنطن تملك اي "جزرة" قابلة للتسويق، والتهديد "بالعصا الاسرائيلية" غير مجد.  حزب الله قدم بالتنسيق مع الرئيس بري مقاربة متماسكة، بعد التشاور مع الرئيس عون، وهي "خارطة طريق" تقدم المصلحة الوطنية على ما عداها، وتأخذ بعين الاعتبار ان لبنان في قلب "عاصفة" اقليمية لا تزال في بدايتها، ولا يمكن مواجهتها دون "انياب".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك