كتب عمر البردان في" اللواء":الأمور تبدو ذاهبة إلى مزيد من التعقيد، توازياً مع إطلاق براك تحذيرات من مغبة أن يضيّع
لبنان الفرصة المتاحة أمامه، باتخاذ القرار الذي يَصبُّ في مصلحته، من خلال إيجاد الحل المناسب للسلاح غير الشرعي.
وفي لغة دبلوماسية هادئة، لم يُخفِ الموفد الأميركي قلقه من
المستقبل في حال بقي الوضع
اللبناني على ما هو عليه. وهذا مؤشر برأي مصادر دبلوماسية، إلى أن الرجل لم يستطع إحداث أي خرق في جدار ملف السلاح، طالما أنه لم يحصل على موعد بشأنه، باستثناء ما بات معلوماً بأن الحكومة أخذت قراراً نهائياً بحسم ملف السلاح، وببسط سيطرتها على كامل الأراضي
اللبنانية.
إن تصلُّب «حزب الله» ورفضه الالتزام بأي موعد لتسليم سلاحه، يؤكدان بما لا يقبل الجدل، أن سلاح «الحزب» ما زال مرتبطاً بالقرار
الإيراني. ولا يبدو أن
إيران في وارد الاستعداد لرفع الغطاء عن سلاح «حزب الله».
وفيما تتجه الأنظار إلى ما سيجري من مفاوضات بين
إسرائيل وسوريا برعاية أميركية، يتوقع أن يستقطب لبنان مزيداً من الحراك العربي والدولي في لحظة إقليمية بالغة الدقة، ينتظر أن تفرض انعكاساتها على الأوضاع الداخلية بشكل أو بآخر. وفيما ينصب الاهتمام الخارجي على تجنيب لبنان، أي ردات فعل في ما يتصل بأي تلكؤ في موضوع السلاح، فإن الحراك الدبلوماسي ما زال يركز على تأمين مظلة أمان للبنان، من خلال توطيد دعائم علاقاته السياسية والاقتصادية مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي. وهذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية
جوزاف عون من البحرين، بأن لبنان بأمسّ الحاجة إلى استثمارات خارجية تقوم على أسس من الثقة المتبادلة، مؤكداً في الوقت نفسه، أن «الاستقرار السياسي والتفاهمات الإقليمية والدولية هي ركيزة أساسية لأي خطة نهوض اقتصادي في لبنان»، ومشدداً على أن الإرادة الوطنية لا تزال حاضرة لحماية ما تبقَّى من المؤسسات وإطلاق مسار إصلاحي حقيقي بالتعاون مع الأشقاء العرب. وهذا يعكس حقيقة الموقف الرسمي اللبناني في تعزيز التواصل مع
الدول العربية، بالنظر إلى دورها الأساسي في توفير الدعم اللازم لمسيرة
العهد.