Advertisement

لبنان

"حزب الله" يضع عربة الحلّ أمام الأحصنة الأميركية

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
24-07-2025 | 09:01
A-
A+
Doc-P-1395831-638889440782309331.jpg
Doc-P-1395831-638889440782309331.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
جاء الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك إلى لبنان للمرّة الثالثة، وغادره من دون أن يحمل معه النتيجة، التي يمكن أن ترضى عنها الإدارة الأميركية. وقد يكون من بين الأسباب التي تجعل المتشائمين أكثر تشاؤمًا هو ما تضمّنه الردّ اللبناني الرسمي من عموميات، إضافة إلى سبب جوهري، وهو أن "حزب الله"، الذي سبق له أن وافق على إجراء محادثات مباشرة مع رئيس الجمهورية حيال سلاحه ومصيره، عاد وتمسّك بشروطه، التي يصفها البعض بأنها "تعجيزية"، خصوصًا أن هذا الإصرار على تمسّكه بسلاحه أكثر من أي وقت مضى جاء على أثر الحوادث الأمنية في محافظة السويداء السورية، وما يبديه "الحزب" من مخاوف عن احتمّال تمدّد شرارة هذه الحوادث إلى الداخل اللبناني، بالتزامن مع ظهور بعض "الخلايا الداعشية" في أكثر من منطقة لبنانية، وبالأخص في الضاحية الجنوبية لبيروت.
Advertisement
وبما أن "حزب الله" يرفض الحديث عن تسليم سلاحه في الظروف الراهنة، التي تمرّ بها المنطقة، فإن برّاك عائد إلى واشنطن من دون أن يحصل على جواب شافٍ منه. وهذا ما أشار إليه في حديثه إلى "تلفزيون لبنان"، والذي نفى فيه أن يكون قد اجتمع مع أحد المسؤولين فيه، أو أجرى أي اتصال بهم. وهذا يعني أن ما سمعه الموفد الأميركي من الرئيس نبيه برّي من تفسيرات تتعلق بموقف "حارة حريك" بما يُعرض عليها من تنازلات من خلال المفاوضات الجارية بين واشنطن وبيروت لم يقنعه كثيرًا، وبقي على موقفه المتشدّد حيال "حزب الله"، الذي تعتبره الإدارة الأميركية "منظمة إرهابية"، على حدّ ما صرّح به في السراي الحكومي عقب لقائه رئيس الحكومة.
ويمكن اختصار موقف "حزب الله" من موضوع سلاحه بما سبق أن عبّر عنه النائب علي فياض قبل نحو عشرة أيام في الكلمة التي ألقاها في جلسة مساءلة الحكومة في مجلس النواب، والتي حدّد فيها أربع عشرة نقطة تُعتبر شروطًا لا يمكن المساومة عليها أو التنازل عن أي نقطة منها، وهي:
وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية.
الانسحاب من التلال الخمس المحتلة.
استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
- إعادة الأسرى والمفقودين.
استعادة قرية الغجر.
     -  حصة لبنان كاملة من نهر الوزاني.
    - الإفراج عن الأسرى ومفقودي الحرب.
   - رفع العقبات أمام استثمار الغاز.
   -  تسليح الجيش اللبناني.
- إعادة النازحين السوريين دون توطين.
- معالجة الخروقات الجوية والبحرية.
- التخفيف من العقوبات الأميركية على مسؤولين لبنانيين.
- بدء إعادة إعمار الجنوب.
- لا حصر للسلاح من دون ضمانات سياسية وأمنية ومحلية تحمي لبنان وسياسته السيادية.
وبهذه الشروط الأربعة عشر يكون "حزب الله"، كما ترى ذلك أوساط ديبلوماسية، قد وضع عربة الحلّ أمام الأحصنة الأميركية. وهو أمر لن تقبل به واشنطن في أي شكل من الأشكال، خصوصًا أنها في غير وارد الضغط على إسرائيل، كما صرّح بذلك برّاك بنفسه، وبالتالي فإن تل أبيب تعتبر أن هذه الشروط قد تعيد عقارب الساعة الإسرائيلية إلى الوراء، وهي التي تدّعي بأنها هزمت "حزب الله" وكبدّته خسائر فادحة لا تسمح له بأن يفرض أي من هذه الشروط.
وعلى هذا الأساس يبقى لبنان الرسمي واقعًا بين سندان شروط "حزب الله" ومطرقة الموقف الأميركي الرافض أن يمارس أي ضغط على إسرائيل لكي تقبل بأن توقف اعتداءاتها اليومية، أقّله لمدة عشرة أيام افساحًا في المجال أمام إمكانية إيجاد حل عملي وممكن لسلاح "الحزب"، الذي يبقى عقدة العقد ما لم يتوصّل الجانب اللبناني إلى تسوية ما يمكن تسويته في الوقت المتبقّي له قبل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 27 تشرين الثاني الماضي.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas