يتابع
لبنان الرسمي الاتصالات مع الموفد الرئاسي
الاميركي الذي يجري في فرنسا اليوم سلسلة لقاءات ابرزها مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لتبادل الآراء والتنسيق معاً حيال المرحلة التالية من وساطتي البلدين في لبنان.
وتفيد المعطيات المتوافرة "أنّ لبنان ينتظر الجواب الذي يُفترض أن يعود به برّاك شخصياً او يرسله عبر السفارة الأميركية، بعد التداول والتشاور مع الرئيس
ترامب والتواصل مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، على النتيجة التي خرج بها بعد جولته الثالثة، ومفادها ما سمعه من بعبدا وعين التينة على وجه الخصوص، أن هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار على اسرائيل أن تطبّقه وتلتزم به.
في المقابل، اعتبرت مصادر اخرى أن الرد
اللبناني على ورقة براك جاء مخيّبًا للآمال، والسبب مواصلة الدولة سياسة الهروب إلى الأمام وتمييع تحديد جدول زمني لتسليم السلاح غير الشرعي. هذا الملف، سيحضر بقوة على طاولة البحث بين براك والجانب الفرنسي بالإضافة إلى ملف التجديد لقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان وسط تباين واضح في موقفي البلدين.
وأبدت اوساط ديبلوماسية مطلعة خشيتها من معلومات يجري تداولها في
واشنطن، عن ضغوط يمارسها بعض الصقور في الإدارة والحزب
الجمهوري ومؤيدي
إسرائيل، لإتخاذ قرارين خطيرين في حق لبنان: وقف الدعم المخصص للجيش اللبناني والوقوف في وجه التمديد خلال الشهر المقبل لقوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل"العاملة في الجنوب.
مجمل الاوضاع بحثها رئيس الحكومة نواف سلام مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه امس. ودعا ماكرون خلال اللقاء الى ضرورة تنفيذ الاصلاحات المطلوبة لإنعاش الاقتصاد اللبناني.واكد دعم بلاده القوي للجهود التي تبذلها السلطات
اللبنانية لإنعاش الاقتصاد اللبناني ومؤسساته، مضيفاً: فرنسا ستواصل مساهمتها في تعزيز الجيش اللبناني بما يضمن احتكار الدولة للسلاح في كل انحاء البلاد، وختم: فرنسا مستعدة لدعم التعاون بين لبنان وسوريا لتأمين حدودهما المشتركة وترسيمها.
وكتب رئيس الحكومة على منصة "اكس" بعد الزيارة: أشكر فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره. أعود إلى
بيروت مطمئنًا نتيجة
التزام الرئيس ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة اليونيفيل، وتعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة.
وفي السياق، علم أنه تم تعيين جاك دو لاجوجي الاقتصادي المالي الفرنسي إلى جانب لودريان، وقد زار لبنان للنظر في الإصلاحات المالية. وسبق لدو لاجوجي أن كان ممثل المالية في
الشرق الأوسط في بيروت في عهد الرئيس شيراك وهو يعرف جيداً السياسيين اللبنانيين .
في هذا الوقت، تبقى الجهود منصبة في هذه الفترة على محاولة منع تداعيات الاحداث
السورية على لبنان، والبارز بالامس زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الى بعبدا وعين التينة حيث تجهد دار الفتوى للملمة انعكاسات المواجهات في السويداء.
واكد رئيس الجمهورية جوزاف عون انه "لا نريد اخذ البلد الى الحرب والمزيد من الدماء، مشددا على اننا نريد ان نربح الفرص وننقل بلدنا الى واقع آخر". وامام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ووفد من مفتي المناطق أكد عون، أننا "أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى الى تسويق جو عاطل جدا ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها». واعتبر، ان "لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخصوصا جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل وتأكيد انتماء لبنان الى محيطه العربي.
من جهته، قال المفتي دريان "اننا نحن في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. "
واضاف "اكدنا مع فخامة الرئيس ان اقوى سلاح في وجه إسرائيل واطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن اجل ذلك اكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي يفرق بين أبناء الوطن الواحد". وقد التقى الشيخ دريان ووفد المفتين في عين التينة
رئيس مجلس النواب نبيه بري.
من جانبه، حمّل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدولة السورية مسؤولية ما حصل في السويداء، ودعا الى "فك الحصار عن السويداء وتأمين مستلزمات الحياة وإعادة الإعمار والتعويض عما نهب وسرق"، مطالبا بإجراء "تحقيق دقيق وشفاف حول ما ارتكب من مجازر، وأعلن إطلاق حملة إنسانية واسعة، موجها نداء عاجلا من أجل "بلسمة جروح السويداء".