ترأس النائب البطريركي العام لأبرشية
صربا المارونية المطران بولس
روحانا قداسا للجمعيات الكنسية البالغة، في المقر الأسقفي الصيفي في عشقوت، ألقى خلاله عظة تحدث فيها عن "جوهر الإيمان المسيحي المتمثل بالمحبة لله والآخرين ومفهومه عند البالغين وغير البالغين"، وذلك تحت عنوان "رجاؤنا طريق الحق"، وهو العنوان الذي اختارته لجان الاخويات والرابطات
المسيحية في اجتماعها السنوي الثالث.
وقال روحانا: "من هو البالغ في إيمانه؟ القديس لوقا أعطانا جوابا واضحا لهذا السؤال، فيخبرنا أن عالما في التوراة أتى ليجرب
يسوع في مسألة تتعلق بالمفهوم الخلاصي المؤمن. فأجابه يسوع قائلا "انت عدت إلى التوراة قراءة. وانت عالم فماذا رأيت وما فهمته عن كيفية الخلاص؟ عندها أجاب العالم: ما استطعت فهمه من التوراة للحصول على الخلاص والحياة الأبدية، هو أن أحب
الرب من كل قلبي وأن أحب قريبي كذاتي، فأجابه يسوع: بالصواب اجبت, عندها أدرك العالم التوراتي أنه "إذا لم املك هذه العلاقة من المحبة مع الرب والقريب ستكون محبتي ليسوع حبا طفوليا غير ناضج".
أضاف: "النضوج هو الانتقال من الايمان السطحي إلى العمق اي الى
الحب الحقيقي، حيث تكون محبتنا لا تنفصل عن محبة القريب الكاملة كمحبتنا لذواتنا. بقدر ما احب الله ينبغي أن أحب قريبي لأكون مستحقا أن أكون ابنا لله وأصبح انسانا قادرا على مشاركة الآخرين في محبة الله وقادرا على إقامة علاقات جديدة وبناءة مع الآخرين، حيث يصبح بامكاني رؤية يسوع في وجوههم ومن خلالهم فأجد صورة الله الحقيقية ومقدار محبته لنا كمؤمنين بالغين في فكرنا وإيماننا، فتكتمل مسيرتنا السينودسية فلا اعود باحثا عن محبة الله والقريب. إن المحبة التي منحنا إياها الرب لا تكتمل إلا بالاعمال الصالحة مع الله والذات والاخرين، الاعمال هي التي تقودنا إلى الله أو تبعدنا عنه.
الرحمة والمحبة هما من صفات الله التي منحها الله للانسان البالغ الناضج".
وختم: "الصلوات الخارجية ما لم تقترن بالمحبة للآخر والتسامح والمساعدة يبقى إيماننا ناقصا لم يبلغ مداه الحقيقي، يبقى إيمانا طفوليا. لان الايمان الحقيقي البالغ والناتج لا يكتفي بالصلوات بل ينتقل إلى محبة الله لأصبح انسانا تربطني بالآخر علاقات محبة وإخلاص وتسامح ومغفرة".