Advertisement

لبنان

ماذا بين جورج عبدالله وزياد الرحباني؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
27-07-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1397119-638892144159810498.jpg
Doc-P-1397119-638892144159810498.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بين 25 و 26 تموز الجاري، كان لبنان أمام محطتين في 24 ساعة، الأولى تمثلت بعودة اللبناني جورج عبدالله من السجون الفرنسيّة بعد 41 عاماً قضاها هناك على خلفية قضية اغتيال دبلوماسيين إسرائيلي وأميركيّ وتهم حيازة سلاح. أما المحطة الثانية فتمثلت برحيل الفنان زياد الرحباني عن عمرٍ ناهز 69 عاماً، وذلك بعد صراعٍ مع المرض.
Advertisement
 
صحيحٌ أن المحطة الأولى كانت مُفرحة للكثيرين، خصوصاً للذين آمنوا بقضية جورج عبدالله منذ سنوات طويلة وناضلوا من أجلها، لكن الثانية غمرت قلوب هؤلاء أنفسهم حُزناً على زياد الرحباني الذي حمل قضاياهم في الفن والموسيقى والمسرح، تاركاً وراءه إرثاً فكرياً قل نظيره في لبنان.
 
هو الجمهور نفسه الذي فرِح برجوع جورج، وقف باكياً لرحيل زياد.. الفرحة ما اكتملت، ذاك أن الرحباني كان من الشيوعيين الأصيلين، وكذلك عبدالله الذي ما ترك "راية غيفارا" يوماً داخل سجنه الفرنسي.
 
حينما أردتُ كتابة هذه السطور، طرأ سؤالٌ في بالي يقول: ماذا بين جورج عبدالله وزياد الرحباني؟ الإجابة حضرت تلقائياً بثقلها.. بين جورج وزياد جمهور واحد وجد نفسه أمام شتاء وصيفٍ في غضون ساعات قليلة.. بين جورج وزياد تاريخٌ عميق اسمه القضية.. بين جورج وزياد وطنٌ جامع ورسالة نضال فكري.. بين جورج وزياد حكاية اسمها لبنان وفلسطين.. بين جورج وزياد تاريخٌ تجذّر مع سنواتٍ وسنوات، وبات الجمهور يتنفسُ أمجادهُ من شخص آمن بقضية فلسطين وما تنازل عنها، ومن أيقونةٍ فنية حملت فلسطين في قلبها وراحت تجودُ بموسيقى استثنائية ومسرحيات ناقدة تُحاكي الوطن، الفكر، التاريخ، الواقع التعيس، بسخرية موجعة..
 
قد يكونُ من الصعب تخيّل الموقف.. لكنه حصل حقاً.. جورج وزياد أعادا إلى الذاكرة اللبنانية إنتعاشها بعد سنواتٍ من القحط.. من خلالهما، ارتوت عقول اللبنانيين أفكاراً ما انكسرت يوماً..
 
أبسط كلمةٍ قيلَت عن زياد أنه رحلَ ولم يُلقِ نظرة الوداع على جورج.. رحلَ بسلامٍ بارد قبل أن يلتقي من لقاهُ في الفكر والنضال الشيوعيّ في لبنان.. رحلَ زياد في قلبهِ غصّة اسمها لبنان..
 
حتماً، كانت الـ24 ساعة غير عادية على لبنان.. من الفرح إلى الترَح، هكذا انتقل الجمهور من حالة إلى حالة.. لكن الحقيقة تقولُ إن هذا الجمهور وحده سيبقى متمسكاً بقضية فلسطين التي حملها جورج، وبموسيقى زياد ومسرحياته التاريخية المتجذرة في وطنٍ الإبداع والنضال.. ما يبدو حقاً هو أنَّ زياد الرحباني أراد الإطمئنان على جورج عبدالله قبل أن يرحل، وفعلاً هذا ما كان!
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

صحافي وكاتب ومُحرّر