Advertisement

لبنان

زياد الرحباني كما رآه الجيل الجديد: هل فهمه من لم يعش زمنه؟

جاد حكيم - Jad Hakim

|
Lebanon 24
28-07-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1397553-638893055844443795.png
Doc-P-1397553-638893055844443795.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
رحل زياد الرحباني، وسقطت وراءه صفحة ممتلئة بالموسيقى والمسرح والسياسة والنقد المرّ. لكن بينما امتلأت الصحف ووسائل التواصل بالرثاء من جيلٍ عاشه وتأثر به، يبرز سؤال آخر لا يُطرح كثيرًا: كيف رآه من لم يعرفه حيًّا؟ هل فهمه من لم يعش زمنه؟ وهل تمكن من الدخول إلى عقول الجيل الجديد، وعرّفهم على عالمه الخاص؟ بالنسبة إلى جيلٍ وُلد بعد الحرب، وتعرّف إلى زياد عبر مقاطع مبتورة على "يوتيوب" أو عبر أقوال منسوبة له تُتداول على "إنستغرام"، لم يكن الرجل أكثر من ظلّ أسطوري بصوت أجشّ وكلمات لاذعة وصور أرشيفية بالأبيض والأسود. لا المسرحيات الكاملة متاحة بسهولة، ولا المقابلات الإذاعية الشهيرة متوفرة بأكملها، ولا حتى أرشيف إذاعة  محفوظ كما يجب.
Advertisement
وهكذا، يكتشف كثير من الشباب زياداً مجزوءاً: إما ملهمًا أو غامضًا، إما قريبًا أو طاردًا، وإما لا يكتشفون أي شيء حتى!

خلال تواجدي في الفترة الجامعية، خلال إحدى الحصص الدراسية، كانت مجموعة من الطلاب تتابع مقاطع للراحل زياد الرحباني.. حاولوا مشاهدة مسرحية "فيلم أميركي طويل"، لكن بعضهم توقف بعد 20 دقيقة.. "كان النص ثقيلاً، والرموز قديمة، والمونولوجات طويلة جدًا. لم نعرف عمّن يتكلم أو يسخر، وكأننا دخلنا في حفلة مغلقة لجيل لا يعرفنا".

تكررت الشكوى من آخرين: لغة زياد تحتاج إلى "قاموس"، والخيبات التي يتحدث عنها سياسية وفكرية لا تشبه الإحباطات التي يعانيها جيل اليوم، الغارق في الديليفري والتيك توك والعملات المشفّرة والهجرة الرقمية.

في المقابل، هناك من يرى في زياد ملاذًا من ضجيج الحاضر. يحبون موسيقى زياد لأنه "ما كان عم يكتب أغاني... كان عم يحكي متلنا"، فبعض مقاطع الأغاني، خصوصًا تلك التي غنّاها بنفسه،  تصف تمامًا المشاعر التائهة التي يشعر بها الشباب اليوم، "بس من دون ما يحكي عن السوشيال ميديا أو الذكاء الاصطناعي".

ورغم الفارق الزمني، تُحدث بعض مقاطع زياد صدى لدى هذا الجيل، خاصةً تلك التي تتناول الحب المنكسر، الغربة في الوطن، والتشكيك في كل شيء.

وهنا يطرح السؤال نفسه: هل أخفق المجتمع في إيصال زياد إلى الجيل الجديد؟ أم أن زياد نفسه لم يُرد أن يُفهَم؟ هل كان فعلاً فنان الناس، أم فنان النخبة المتعبة؟

ربما الرحيل يفتح نافذة للعودة إليه. فكما يحدث مع كثير من الكبار، لا يُفهمون إلا بعد أن يختفوا. ومع التطور الرقمي وإمكانية أرشفة أعماله وتقديمها بسياقات مفهومة حديثًا، قد يجد الجيل الجديد في زياد أكثر من صوته المتهكم وأغانيه الحزينة.
قد لا يفهموه تمامًا، لكنهم قد يشعرون به... وهذا يكفي أحيانًا.
المصدر: خاص لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

جاد حكيم - Jad Hakim