Advertisement

لبنان

ما بين سطور تغريدة براك.. هل رفضت واشنطن الرد اللبناني؟

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
29-07-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1397868-638893779549346850.jpg
Doc-P-1397868-638893779549346850.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أثارت تغريدة المبعوث الأميركي توماس براك الاخيرة تساؤلات جدية حول حقيقة الموقف الأميركي من الرد الرسمي اللبناني، والذي تولّى رئيس مجلس النواب نبيه برّي نقله باسم الدولة. فرغم الأجواء التي سادت مؤخّراً ووصفت بالتفاؤلية، حملت إشارات براك في تغريدته ما يناقض هذا الانطباع، حيث بدت بمثابة رسالة اعتراض غير مباشر على المسار اللبناني، أو أقلّه تحفظاً على صيغة الرد، ما يوحي بأن الإدارة الأميركية غير مستعدة حالياً للمضي بتسوية تشمل الاحتفاظ بسلاح المقاومة.
Advertisement

في هذا السياق، تلفت مصادر مطلعة إلى أن التغريدة، رغم صدورها عن شخصية معروفة بتقلباتها، لا يمكن فصلها عن الخط العام الذي تتبناه واشنطن، حيث تتقاطع مع الرفض القاطع لأي معادلة لا تحصر السلاح بيد الدولة، ما يعكس ارتباكاً أميركياً في إدارة الملف اللبناني، ويؤشر إلى أن التفاؤل الذي أشاعه براك في الأيام الفائتة لم يكن مبنياً على توافق فعلي، بل على مناخات مؤقّتة سرعان ما تلاشت مع أول اختبار جدي.

من جهة أخرى، لا تزال التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة تُطرح في الكواليس كاحتمال جدي، ما يدفع للتساؤل حول واقعية نشوب حرب واسعة، خاصة وأن أغلب القراءات تستبعد مصلحة إسرائيلية في الانزلاق إلى مواجهة شاملة. إلا أن فرضية الذهاب إلى تصعيد عسكري مدروس تبقى مطروحة، خصوصاً في ظل ما يُنقل عن دوائر غربية من أن ثمة قناعة أميركية إسرائيلية متزايدة بأن "حزب الله" بات في أضعف حالاته منذ عقود، ما يفتح نافذة زمنية محدودة لتنفيذ ضربة كبيرة تؤسس لتسوية سياسية تُنتزع تحت النار.

رغم ذلك، تشير معلومات إلى أن معظم المستوطنين سيعودون إلى مناطقهم في أيلول المقبل، الامر الذي من شأنه أن يضيق الهامش الزمني أمام أي عمل عسكري واسع، ويعزّز احتمال اللجوء إلى عمليات جوية مكثفة ضمن ضوابط مدروسة بدلاً من الذهاب إلى حرب مفتوحة.

في المقابل، يرى مراقبون أن تحقيق أي نتيجة استراتيجية يتطلب ما هو أبعد من الضربات المحدودة، إذ إنّ المنشآت الحساسة التي تستهدفها إسرائيل لا تزال بعيدة عن متناول عمليات القصف التقليدية، ما يجعل التصعيد غير كافٍ ما لم يترافق مع تحوّل ميداني كبير.

وفي حين يتعامل "حزب الله" بجدية مع التهديدات الأميركية، تؤكد مصادر على صلة بالملف أن السلطة الحالية في لبنان، رغم قربها من الحلف الأميركي، ليست متحمسة لمسار التصعيد، ولا تبدو مقتنعة بإمكانية حسم ملف السلاح من خلال المواجهة أو كسر التوازن الداخلي، ما يعكس تبايناً في الحسابات داخل المعسكر نفسه. فالدخول في مغامرة عسكرية في ظل عهد لا يزال في بداياته قد يقود إلى انهيارات غير محسوبة، خصوصاً في ظل هشاشة الوضعين الاقتصادي والسياسي، الأمر الذي يزيد من تردد بعض القوى الفاعلة إزاء تبنّي خيار المواجهة.

وسط هذا المشهد المعقّد، تبرز قراءة لدى بعض الدوائر الدبلوماسية تفيد بأن الولايات المتحدة الاميركية لا تسعى إلى تفجير شامل، بل تمارس سياسة الضغط المتدرّج عبر مسارات متوازية تشمل الاقتصاد والإعلام والسياسة، سعياً لفرض تنازلات تراكمية تُترجم بتفاهمات مرنة لا توصل إلى نزع السلاح صراحة بل تهمشه تدريجياً. غير أن هذا السيناريو يصطدم برؤية مقابلة تعتبر أن الهدف الأميركي غير قابل للتحقيق في ظل بيئة مشتعلة، إذ إن "الحزب" لن يسير بأي تسوية تحت النار، ما يطرح احتمالية التصادم على المدى المتوسط، سواء كان ذلك عبر صدام مباشر أو عبر مراحل تصعيد متقطعة تمهّد للمواجهة الكبرى.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

ايناس كريمة Enass Karimeh

Lebanese journalist, social media activist and communication enthusiast