Advertisement

لبنان

سفير تونس مكرما من رئيس مجموعة أماكو: لبنان بحاجة لوحدة الصف والكلمة

Lebanon 24
30-07-2025 | 09:08
A-
A+
Doc-P-1398538-638894885915726091.png
Doc-P-1398538-638894885915726091.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كرم رئيس مجموعة "أماكو" علي محمود العبد الله السفير التونسي بوراوي الإمام، "تقديرا لمسيرته الدبلوماسية المشرفة مع اقتراب موعد انتهاء مهامه الدبلوماسية في بيروت، ولجهوده الصادقة في تعزيز أواصر الأخوة بين تونس ولبنان، وإجلالا لما يتمتع به من صفات مهنية وقيم إنسانية رفيعة"، وسلمه درعا تكريمية تقديرا لعطاءاته، في حضور نيابي ودبلوماسي ورؤساء غرف التجارة ومرجعيات اقتصادية واجتماعية ورؤساء اتحادات ونقابات وتجمعات.
Advertisement

الإمام

وشكر السفير الإمام العبد الله على "مبادرة التكريم في لبنان"، وقال: "هذه المبادرة الطيبة من علي العبد الله تدل على النبل والأخوة وعمق العلاقات الوثيقة التي تجمعنا. أشكرك لأن ما تفعله اليوم يدل على عمق العلاقات والمحبة الكبيرة لتونس ولبنان. السيد علي العبد الله رجل اقتصاد واعمال وقيادي ناجح، وطني غيور على لبنان".

كما شكر الامام الحضور، وقال: "أنا في موقف صعب، لأن الحديث عن المغادرة والوداع هو أمر صعب، ودائما ننظر إلى هذه اللحظة باعتبارها لحظة تجديد، وتعميق للعلاقات، وستتجدد لقاءاتنا في تونس وفي دول أخرى إن شاء الله. لقد أتيت إلى لبنان في العام 2020 وأمضيت كل هذه السنوات كسفير لتونس، لكنني أغادر بيروت في 2025 إلى تونس وربما إلى مكان آخر كسفير للبنان. لقد أتيت إلى لبنان في فترة صعبة وشهدنا الكثير من الأحداث بعد انفجار المرفأ والأزمات المتعددة، من الأزمة الصحية إلى المالية والمصرفية والمؤسساتية والاعتداءات الغاشمة على لبنان، وعشت في لبنان كل المشاعر، من مشاعر الخوف والإحباط، كما مشاعر الأمل والطموح وتعلمت من اللبنانيين، لأنهم دائما يحملون الأمل والإرادة القوية التي لا تنكسر. وهذا أمر ليس بغريب على اللبنانيين، هذا أمر نلمسه في كل لحظة وفي كل يوم، رغم التحديات ورغم الأزمات نرى دوما الأمل في عيون كل اللبنانيين، في عيون الشباب كما في عيون مختلف الأجيال. الأستاذ علي وجه دعوة هامة، وأنا أشاطره الرأي وأضم صوتي إلى صوته. لبنان في الحقيقة دولة عظيمة، عظيمة بشعبها وبتاريخها وحضارتها، وبثرواتها العديدة وتنوعها الثقافي. الثروات ليست دائما مادية، فالثقافة ثروة عظيمة وهي ليست مادية، وكذلك العمق التاريخي والموقع الجغرافي، ولا أعلم إذا كان الموقع نعمة، لكن في كل الأحوال نأمل أن يتحول التحدي المتعلق بالموقع الجغرافي إلى فرص".

وتابع: "لهذا أضم صوتي إلى صوت أخي وعزيزي الأستاذ علي وأقول إن لبنان بحاجة إلى كل أبنائه، وهو بحاجة إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة لأن التحديات كبيرة، والمخاطر كبيرة، والتحولات التي تشهدها المنطقة وستشهدها أيضا كبيرة، نحن لم نصل بعد إلى قمة التطورات، نحن في عمق التحولات، وستشهد المنطقة تحولات خطيرة. وأرجو، وأتمنى على كل اللبنانيين أن يدركوا هذه التحديات المشتركة لأن المخاطر تهدد الجميع، ولن تستثني أحدا. وبالتالي أنا أنظر إلى نفسي الآن كلبناني، حتى ولو كانت الفترة التاريخية المشتركة التي جمعتنا تعود إلى 3 آلاف عام. ثمة تاريخ طويل يجمعنا مع الفينيقيين والكنعانيين الذين وصلوا إلى تونس منذ زمن، وأسسوا بالشراكة مع التونسيين السكان الأصليين، نواة لإمبراطورية عظيمة توسعت في منطقة البحر المتوسط لا بالحرب ولكن بالتجارة والثقافة، وهما الركيزتان اللتان يمكن للبنان التعويل عليهما، كما يمكن لتونس التعويل عليهما أيضا".

وختم مشددا على ان "العلاقات بين تونس ولبنان تاريخية وحضارية، ولكن أعتقد أن الفرص عديدة جدا أمام البلدين، ولم يتم استغلالها جيدا بعد. وهذه دعوة لكل اللبنانيين أيضا للاهتمام بالمغرب العربي وشمال أفريقيا، ومعنا اليوم سعادة السفير المغربي والقائم بأعمال سفارة الجزائر، وثمة فرص كبيرة لتعزيز التعاون في هذه المنطقة، وفي كل هذه البلدان حيث ستجدون كل الحفاوة والاستقبال والدعم. لدينا اليوم سفير جديد في تونس هو الأستاذ ميلاد نمور الموجود معنا اليوم، ونحن نتمنى له كل التوفيق والنجاح ونؤكد دعمنا ومساندتنا له من اليوم وصولا الى لقائنا في تونس. العبد الله

وتحدث العبد الله، فقال: "أقف أمامكم اليوم في مناسبة مميزة ومحببة إلى القلب، مناسبة أردت من خلالها تكريم صديق عزيز، وإنسان راق، ودبلوماسي محترف… سعادة سفير تونس في لبنان، السيد بوراوي الإمام. تعرفت على سعادة السفير عام 2021، أي في أصعب اللحظات التي مر بها لبنان في تاريخه الحديث، حين اجتمعت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، وانفجار مرفأ بيروت والاحتجاجات الشعبية، ثم اجتاحنا وباء كورونا، وانهارت العملة. وسط هذا المشهد المعقد، كان بيننا رجل من طراز مختلف، رجل جاء ليخدم بلده، فخدم أيضا هذا البلد، بحب، وباندفاع وبحكمة".

وتوجه الى السفير الامام قائلا: "لا بد لي أن أبدأ بشكر تونس، نعم وهذا واجب علي، لأن تونس أرسلت لنا هدية دبلوماسية غالية من مدرستها البورقيبية العريقة. هذه المدرسة التي نعرفها جيدا، ونحترم إرثها الإصلاحي، التقدمي، التنويري، التحديثي والعقلاني. والتي تركز على التحديث الاجتماعي الجذري من خلال تحرير المرأة، والمساواة، ونشر التعليم، وإرساء ثقافة وطنية منفتحة. ونحن ننظر إلى تونس اليوم يا سعادة السفير، باعتبارها عمقنا الثقافي ورمزا للحداثة والتطور، والتحرر من الاستعمار وبناء الدولة الوطنية. لقد حملتم هذا الإرث معكم، وكنتم خير سفير لبلدكم ولتاريخها السياسي والثقافي المضيء. ما ميزك يا سعادة السفير منذ اليوم الأول، هو إنسانيتك. أنت رجل محترم، خلوق، لطيف، مثقف، منفتح على الجميع، متقبل للرأي الآخر، وقريب من الناس. تنسجم مع محيطك بسرعة، وأظهرت فهما عميقا للواقع اللبناني بتعقيداته وتنوعاته وتاريخه وسوريالته. أما مهنيا، فأنت خبير عتيق في الدبلوماسية وبناء العلاقات. تعرف كيف تقدر الناس، وكيف تبنى الجسور، لا الحواجز. وكنت من أوائل السفراء الذين جالوا على الشخصيات والمؤسسات في ظل كورونا، غير آبه بالمخاطر، بل حريص على أداء واجبك الكامل إلى أبعد الحدود. لقد شكلت بوجودك في بيروت فرصة لإعادة التأكيد على أهمية العلاقات اللبنانية - التونسية. علاقات تجمعها المحبة، والمصير المشترك، والإرث الثقافي الواحد، من عليسا أو أليسار ملكة قرطاج التي جاءت من صور، إلى كل القواسم المشتركة بين شعبينا، في الروح، والفكر، والطموح، وحب الحياة والتاريخ. لقد ولدت ونشأت في مدينة صور، حيث لعبنا صغارا بين آثارها الفينيقية، وعندما زرت مدينة قرطاج الأثرية في تونس لأول مرة، وجدت في ملامحها مدينة صور، وأيقنت أن المهندس واحد والمعماري واحد والرؤية واحدة، وأدركت أن عمق التاريخ يربط بقوة بين البلدين الشقيقين".

وتابع: "استغل هذه الفرصة كلبناني حريص على مستقبل بلده، لتوجيه دعوة وطنية صادقة لكل اللبنانيين، وخصوصا القيادات السياسية والاقتصادية. لقد آن أوان الانتقال من زمن الأزمات إلى زمن الحلول. ما نمر به في لبنان لم يعد يحتمل المراوحة، المطلوب هو الوحدة، ووضع الخلافات السياسية جانبا، والانكباب على الإصلاحات المالية والاقتصادية والتشريعية، التي تعيد بناء الدولة والمؤسسات، وتمنع مواصلة الانهيار. أقول هذا بينما يعيش العالم مخاض مرعب قد تتغير فيه مراكز القوى، وننتقل من عالم يحكمه قطب واحد إلى عالم متعدد الأقطاب، مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر وجودية على البلدان الصغيرة. وفي ظل احتدام التحديات الإقليمية الخطيرة، لا خيار لنا سوى تقوية مناعة لبنان سياسيا، اقتصاديا، أمنيا، واجتماعيا. هذه المناعة تبدأ بإرادة وطنية صادقة، تنبع من الناس، وتترجم من خلال المؤسسات والقيادات الحريصة على وطننا".

وختم قائلا: "إن تكريمنا اليوم لسعادة السفير، ليس ناتجا فقط عن صداقة بين دبلوماسي ورجل أعمال، بل هو مثال على كيف يمكن أن تتحول العلاقات الثنائية إلى مساحة أمل، وتعاون، ورؤية مشتركة لقضايانا الوطنية والعربية والدولية. أشكر حضوركم الكريم، وأجدد الترحيب بسعادة السفيرة، عقيلة السفير بوراوي الإمام السيدة يسرى سويدان، التي تمثل تونس أيضا من موقعها في براغ، وتجمع في شخصها النبل والدبلوماسية والكفاية".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك