تنطلق اليوم في مدينة جدة
السعودية، منافسات النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس آسيا لكرة السلة بمشاركة 16 منتخبًا من القارة. وتمتد البطولة حتى السابع عشر من آب، وسط أجواء تنافسية واعدة. وهذه النسخة ليست كسابقاتها، إذ تشهد حضورًا عربيًا يحمل بصمة لبنانية، وسط توقعات بأن تكون هذه البطولة نقطة الانطلاقة الحقيقية لتحقيق الحلم العربي الكبير في التتويج القاري.
بطولة آسيا عبر التاريخ
تاريخيًا، تعود أولى محطات هذه البطولة إلى عام 1960 في العاصمة الفلبينية مانيلا، حيث أُقيمت النسخة الأولى تحت اسم بطولة الاتحاد الآسيوي لكرة السلة (ABC)، وكانت تهدف إلى تحديد ممثل القارة في كأس العالم والألعاب الأولمبية. حينها، فرضت الفلبين سيطرتها في البداية، بتحقيق أول لقبين، قبل أن تدخل اليابان على خط المنافسة وتخطف اللقب في 1965. لاحقًا، استعادت الفلبين بريقها في نسختي 1967 و1973، بينما ظهرت كوريا الجنوبية للمرّة الأولى في سجل الأبطال عام 1969، لتعود اليابان وتضيف لقبًا ثانيًا عام 1971.
وفي منتصف السبعينيات، دخل المنتخب الصيني السباق بقوّة، حيث بدأ مرحلة من السيطرة الكاملة على البطولة، متوّجًا بين عامي 1975 و1983، إلى أن نجحت الفلبين في كسر هذه الهيمنة عبر التتويج بنسخة 1985. لكن
الصين لم تتراجع، فعادت لتحصد خمسة ألقاب متتالية من 1987 حتى 1995، في حين تمكنت كوريا الجنوبية من التتويج للمرّة الثانية في 1997. ولم تلبث الصين أن استعادت اللقب في نسخ 1999، 2001، 2003 و2005، خلال فترة تألق نجمها ياو مينغ.
في المقابل، شهدت نسخة 2007 صعود اسم جديد في سماء السلة الآسيوية، مع بروز منتخب
إيران بقيادة العملاق حامد حدادي (218 سم). فازت إيران بلقبين متتاليين في 2007 و2009، لتعود الصين بعدها وتحسم نسخة 2011. غير أن إيران ردّت بإحراز لقب 2013، قبل أن تسجل الصين آخر تتويج لها عام 2015. لكن دخول أستراليا إلى المنافسات القارية بدوره غيّر المعادلات، إذ نجحت في الفوز بلقبي 2017 و2022.
ما تاريخ العرب؟
على صعيد المنتخبات العربية، لا يزال
لبنان يحمل الرقم الأبرز، إذ بلغ النهائي في أربع مناسبات دون أن يتوّج، أعوام 2001، 2005، 2007، ثم في 2022 مع وائل عرقجي أفضل لاعب في آسيا. ويُحسب لمنتخب الأردن وصوله إلى النهائي عام 2011 وخسارته بفارق نقطة أمام الصين (70-69).
أما منتخب قطر، فحقق المركز الثالث في نسختي 2003 و2005، في حين كان الحضور السعودي الأبرز عام 1999. وسجّل المنتخب السوري حضوره الأقوى في نسخة 2001 بحلوله رابعًا، بينما اكتفى العراق بأفضل نتيجة له في عام 1977 عندما حل سادسًا، دون أن يتخطى ربع النهائي في باقي مشاركاته.
نسخة 2025 مختلفة...
من صفحات التاريخ إلى
حماس الحاضر، يعود الأمل العربي ليتجدّد مع انطلاق بطولة كأس آسيا لكرة السلة، وسط مشاركة واسعة لمنتخباتنا. وقد جرى توزيع الفرق الـ16 على أربع مجموعات، تضم كل واحدة منها أربعة منتخبات.
في الأولى، جاء منتخب لبنان في مجموعة نارية إلى جانب أستراليا، كوريا الجنوبية، وقطر. أما منتخب
سوريا، فيخوض تحدياته ضمن المجموعة الثانية التي تضم أيضًا إيران، اليابان، وغوام. وفي المجموعة الثالثة، يتقاسم منتخبا الأردن والسعودية المنافسة مع الصين والهند. بينما يخوض منتخب العراق مبارياته في المجموعة الرابعة، إلى جانب الفلبين، نيوزيلندا، وتايبيه الصينية.
وسيخوض كل منتخب مبارياته ضمن دور المجموعات، حيث يتأهل أصحاب المركز الأول مباشرة إلى الدور ربع النهائي، فيما تخوض المنتخبات التي تحتل المركزين الثاني والثالث مباريات فاصلة لحجز مقاعدها في دور الثمانية. وبعدها تُستكمل البطولة بنظام خروج المغلوب.
وغدًا الأربعاء، ستكون كل الأنظار مصوّبة نحو منتخب "الأرز" (وصيف النسخة الأخيرة)، الذي يتسلح بتشكيلة مميزة يقودها المدرب الصربي ميرودراغ بيريسيتش. ويضم المنتخب اللبناني نخبة من اللاعبين المميزين، هم: أمير سعود، كريم زينون، سيرجيو درويش، علي منصور، وائل عرقجي العائد من إصابة في الكتف، يوسف خياط، هايك غيوكجيان، علي مزهر، جيرار حديديان، علي حيدر، عمر جمال الدين وديدريك لاوسن.
وفي ما يلي جدول مباريات منتخب لبنان في الدور الأول (بتوقيت بيروت):
الأربعاء 6 آب: لبنان × قطر (الساعة 21:00)
الجمعة 8 آب: لبنان × أستراليا (الساعة 18:00)
الأحد 10 آب: لبنان × كوريا الجنوبية (الساعة 18:00)