Advertisement

لبنان

"شبكات ظلّ لبنانية" تنهار بسبب السوريين.. فما قصتها؟

جاد حكيم - Jad Hakim

|
Lebanon 24
07-08-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1401866-638901825358422995.png
Doc-P-1401866-638901825358422995.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
منذ اندلاع الحرب الأهليّة السوريّة، تمدّد شريطٌ طويل من المخيّمات العشوائيّة على أطراف البلدات الزراعيّة في البقاع وعكار. وغابت الرقابة الرسميّة، فظهرت سوقٌ سوداء من نوع جديد آنذاك: بعض مالكي الأراضي حوّلوا الخيم إلى "وحدات مفروشة" تُستأجر بالدولار أو بالليرة على سعر السوق، فيما راح سماسرة محلّيون يبيعون الكهرباء المقرصَنة والمياه المسروقة من الآبار العامّة ، كلُّ ذلك بعيداً من أي صك إيجار أو عدّاد قانوني.
Advertisement

اليوم، ومع بدء تنفيذ خطّة حكوميّة لإعادة جزء من النازحين إلى سوريا، تغيّر المشهد بين ليلة وضحاها. فجأةً، خلت مساحات كاملة من قاطنيها: أبواب خيم مفتوحة، سترات شتويّة معلّقة على حبال مهترئة، وأسلاك كهرباء مقطوعة تتدلّى من أعمدة خشبيّة. يقدّر ناشطون محلّيون أنّ نحو أكثر من 20 في المئة من الوحدات في بعض التجمعات الكبرى أُخليت خلال الشهرين الأخيرين، تاركةً وراءها طيف تجارة كانت تُدرّ أرباحاً سريعة على "مُلّاك الظلّ" الذين تقاضوا بدل إيجار الخيمة الواحدة ما بين 50 و100 دولار شهرياً، وصولا إلى 150 و200 دولار.

انهيار الطلب أطاح أيضاً بشبكات بيع الكهرباء والمياه غير الشرعيّة. سائق صهريج في سهل البقاع أكّد تراجع دخله إلى النصف خلال اتصال مع "لبنان24" بعد أن "غادر زبائنه"؛ في حين يقول أحد أبناء المنطقة، أنّه كان يتقاضى بدل "اشتراك" كهربائي ثابت من عشرات الخيم، إنّ خسارته "لا تُعوَّض" لأن فكّ الشبكات يكلّفه أكثر ممّا ربحه. على خطٍ موازٍ، تجد البلديات نفسها أمام تحدّي تفكيك عدادات بدائية ومحوّل متهالك كان يُغذّي المخيّم من خط عام مسروق، فضلاً عن معالجة حفر الصرف الصحّي التي تُركت بلا غطاء.

بالنسبة إلى الأهالي، يُنظر إلى الفراغ المستجدّ بارتياحٍ مشوبٍ بالقلق: ارتياح لتخفُّف البنية التحتيّة الهشّة من ضغطٍ عمره أكثر من عقد، وقلق من بقاء الخيم كأطلال قابلة للاستخدام مجدداً إن عاد النزوح في موجة جديدة. أمّا السلطات، فأمامها اليوم مهمّة مزدوجة: ضبط ما تبقّى من تجارة الظلّ كي لا تنتعش على حساب الخدمات العامّة، واستثمار الفرصة لإعادة تأهيل الأراضي المتروكة بما يخدم السكّان الدائمين ويعيد المشهد إلى شرعيّته الأولى.
المصدر: خاص لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

جاد حكيم - Jad Hakim