الترقب سيد الموقف لمسار الامور في المرحلة المقبلة لجهة تجاوب الأطراف المعنية بقرار حصرية السلاح، ما يجعل النجاح للخطة التي سيعدها الجيش والذي بدأ بها منذ نيسان الماضي، مرهونا بمدى توافر إرادة سياسية شاملة تحفظ السيادة وتمنع الانفجار الداخلي، علما ان القرار الحكومي يعد اختبارا للخارج، خاصة لجهة
التزام إسرائيل ببنود الاتفاق.
وفي السياق يفترض أن يحط الموفد الأميركي توم براك في
بيروت بعد اسبوعين على أن يزور أيضا الموفد السعودي يزيد بن فرحان
لبنان هذا الشهر، للإطلاع على مآل الأمور. واشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الموافقة
اللبنانية على الورقة الأميركية يفترض أن تكون مقدمة لموافقة إسرائيل على هذه الورقة كما أبلغ براك المعنيين.
وبانتظار تاريخ 31 آب، جدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد موقف "
حزب الله"الرافض لقرار الحكومة القاضي بحصر السلاح بيد الدولة، وهاجم القرار بوصفه خطوة خطيرة وغير مدروسة، اعتُمدت بضغوط خارجية ومن دون توافق وطني، ما أفقدها طابعها السيادي والميثاقي. وحذر من أن القرار يعرّي السيادة ويفتح الباب أمام العدو لتهديد الاستقرار الداخلي.
وأكد رعد أن سلاح
المقاومة كان عامل حماية للبنان منذ عام 1982 وحتى اليوم، وحقق إنجازات كبرى على مستوى التحرير والردع، مشددًا على أن التشكيك في جدواه تزوير للواقع. وقال: "تسليم السلاح يعني تسليم الشرف، وهو انتحار لا ننوي القيام به".
ولفت إلى أن
الولايات المتحدة وإسرائيل تضغطان لتنفيذ القرار ضمن جدول زمني ضيّق لأن الوقت لا يعمل لصالحهما، معتبرًا أن الهدف من القرار هو "نقل الصراع من طابعه اللبناني –
الإسرائيلي إلى صراع داخلي لبناني".
وأوضح أن الدولة بقواها الذاتية لا تملك القدرة الكاملة على مواجهة العدو، رغم قدرتها على فرض سلطتها داخليًا، معتبراً أن قرار
إسرائيل بشأن غزة يفتح جبهة جديدة من التوترات. وختم بالتأكيد على أن إعادة الإعمار ممكنة رغم الأزمة الاقتصادية، لكن غياب سلطة قادرة على تحمل المسؤولية يعيق ذلك.
وشددت وزيرة البيئة تمارا الزين على أن الاتفاقية المطروحة تمسّ سيادة لبنان، وتتطلب نقاشًا أوسع وتوافقًا وطنيًا شاملًا، نظرًا لما تحمله من بنود تؤثر على جميع اللبنانيين. وقالت في حديث تلفزيوني: "لا أحد يزايد علينا، فنحن لم نعترض على دور الجيش إطلاقًا". وفي ما خص الحديث عن الاستقالة، أكدت الزين أن مشاركتهم في الجلسات دليل على عدم نيتهم التعطيل، مشيرة إلى أن الأمور مرهونة بما ستؤول إليه التطورات. وأضافت: "لست ناطقة باسم حزب الله، لكن من موقعي، أرى أن من واجبي التعبير عن ملاحظاتي والتحذير من بعض البنود المثيرة للقلق في هذه الاتفاقية".
وجدّد
رئيس حزب القوات سمير جعجع الاستعداد "للجلوس مع حزب الله بعد دقيقتين من تسليمه سلاحه"، مؤكّدًا أنّ "الخلاف وجودي واستراتيجي مع الحزب، لا مع الطائفة الشيعية." ورأى أنّ "أكبر ضمانة للشيعة ستكون الدولة اللبنانية"، داعيًا الحزب إلى "الانخراط في الدولة والتخلّي عن لعبة المكاسب.
وفي سياق اخر عادت التحذيرات الأمنية من الحدود مع
سوريا بالتزامن مع قرار الحكومة نزع سلاح المقاومة، وتعتبر اوساط سياسية أن هناك مسعى إسرائيليا لتوجيه ضربة حاسمة لحزب الله. وتشير المعلومات إلى أن التحركات لا تقتصر على الجبهة الجنوبية، بل تمتد نحو البقاع، حيث ترصد الأجهزة الأمنية مؤشرات على نية إسرائيل التمدد باتجاه نقطة المصنع، وعزل البقاع عن باقي المناطق، وتزداد هذه المخاوف مع هشاشة الوضع في سوريا، في هذا السياق، يظهر بحسب المصادر أن المواجهة لم تعد فقط عسكرية أو ميدانية، بل استراتيجية، تستهدف البيئة الحاضنة للمقاومة وتوازن القوى في لبنان، ما يضع الدولة أمام تحديات سيادية وأمنية شديدة التعقيد.