كتبت روزانا بو منصف في" النهار": استفزّت
إيران لبنان بمواقف مسؤوليها الذين لم يراعوا الحد الأدنى من احترام سيادة لبنان، حين أعلنوا رفضها قرار
الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد
الدولة اللبنانية، كما استفزّتهم بزيارة
الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للأمن القومي
الإيراني علي لاريجاني، مع استمرار هذه المواقف وتزامنها معها على نحو يتصف بالوقاحة والاستعلاء. وهذا ما دفع أوساطاً سياسية عدة إلى ضرورة وجوب مطالبة الدولة
اللبنانية مسبقاً من إيران، التي طلبت مواعيد للاريجاني للقاء مسؤوليها، بسحب الكلام الذي صرّح به مسؤولون إيرانيون، إن لم يكن باعتذار مسبق قبل وصوله، وذاك في إطار تأكيد رفض لبنان أن يكون ساحة لتبادل الرسائل بين إيران وإسرائيل أو بينها وبين
الولايات المتحدة المنشغلة عنها وعن المفاوضات معها بالحوار مع
روسيا والدول التي تحيط بإيران وتضعفها أكثر.
بهذه الوتيرة من التصعيد الميداني من جانب "
حزب الله"، والتصعيد السياسي والإعلامي رفضاً لقرار الحكومة حصرية السلاح في يد
الجيش اللبناني، يُخشى أن يصل لبنان مطلع أيلول المقبل إلى انقسام، إن لم يكن إلى
صدام داخلي حاد قد تستفيد منه
إسرائيل في الدرجة الأولى من أجل تنفيذ ما يمكن أن تعجز الدولة اللبنانية عن تنفيذه، وفق ما توالت التحذيرات للبنان في معرض دفعه إلى التحرك من أجل استعادة قرار الدولة وسيادتها. وقد يستفيد منه البعض في الداخل من أجل خلط الأوراق أو من أجل إعادة فرض جدولة مختلفة لروزنامة الحكومة وأولوياتها. ولماذا مطلع أيلول المقبل؟ لأن في نهاية آب استحقاقين يُعمل على الاستفادة منهما في اتجاهات مختلفة: الأول هو إنجاز الجيش خطته من أجل ضمان حصرية السلاح في يده، والآخر هو التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب.
وحتى الآن، ثمة موعد فاصل يتصل بزيارة مرتقبة للموفد الأميركي توم براك، وما إذا كانت يمكن أن تحمل ما يعاكس خشية كثر لجهة رمي لبنان بين أنياب إسرائيل وإيران من دون دعمه بما يضمن له مواصلة طريقه.