Advertisement

لبنان

باسيل يختم علاقته مع "حزب الله"

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
13-08-2025 | 11:01
A-
A+
Doc-P-1404102-638906748933337179.jpg
Doc-P-1404102-638906748933337179.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
حسم جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، بعد سنوات من التردد قراره بالانفصال عن حزب الله. هذه الخطوة، التي جاءت بعد تردد طويل، حملت طابعًا أكثر برودة من أن تُحسب على أنها قرار جريء أو مواجهة سياسية فعلية. فباسيل، الذي كان آخر "الحلفاء الكبار" للحزب، أقدم على هذا الانفصال في وقت فقدت فيه الخطوة أي عنصر مفاجأة أو قيمة تفاوضية حقيقية، سواء أمام الأميركيين الذين يسعى منذ فترة إلى كسب ودّهم، أو أمام السعوديين الذين يملكون شبكة واسعة من الحلفاء الفاعلين، ولا يحتاجون إلى "كومبارس سياسي" في مشروعهم لمحاصرة الحزب.
Advertisement

بهذا الموقف، يكون باسيل قد طوى صفحة تحالف استراتيجي دام لسنوات، لكنه في المقابل خسر موقعه المميز لدى الحزب، الذي تحرر عمليًا من التزامات وتفاهمات كانت تُقيّده نسبيًا.


هذا التحرر يفتح أمام الحزب آفاقًا أوسع للتحرك السياسي والانتخابي من دون عبء مراعاة حسابات "التيار الوطني الحر" أو الانخراط في الدفاع عن خياراته.

على المدى القريب، سيكون لهذا الانفصال أثر واضح على التحالفات الانتخابية المقبلة. ف"التيار الوطني الحر"، الذي اعتمد لسنوات على ماكينة انتخابية مدعومة بغطاء سياسي وشعبي من "حزب الله"، سيجد نفسه مضطرًا لخوض المعارك المقبلة بقدراته الذاتية، في مواجهة خصوم لا يستهان بهم على الساحة المسيحية واللبنانية عمومًا. وهذا يضع باسيل أمام امتحان سياسي وشعبي شديد الصعوبة.

الانتخابات النيابية المقبلة تمثل التحدي الأكبر وربما الأخير لباسيل، فهي ستحدد إن كان لا يزال يملك قاعدة وازنة تمكّنه من فرض نفسه لاعبًا أساسيًا يجبر القوى الداخلية والخارجية على التعامل معه، أو أن الانفصال عن الحزب سيؤدي عمليًا إلى أفول الحالة العونية التي شكّلت يومًا ما محور السياسة اللبنانية. فالمعركة ليست فقط على المقاعد النيابية، بل على إثبات أن "التيار" قادر على البقاء في قلب اللعبة السياسية من دون التحالف الذي شكل عصب قوته لعقد ونصف.

باسيل يدرك أن خصومه، من القوات اللبنانية إلى الكتائب مرورًا بالمستقلين المدعومين من الخارج، لن يوفروا فرصة لإضعافه واستثمار لحظة الانفصال لضرب صورته أمام الشارع المسيحي. أما في المقلب الآخر، فإن حزب الله الذي اعتاد حماية حلفائه في المحطات المفصلية، لن يجد أي مبرر لتقديم الغطاء أو الدعم، وقد يتجه إلى فتح قنوات أوثق مع شخصيات أو قوى أخرى أكثر انسجامًا مع توجهاته.

انفصال باسيل عن حزب الله قد يكون ورقة سياسية أراد منها فتح أبواب جديدة، لكنه في الواقع أغلق أبوابًا أوسع، ليدخل مرحلة اختبار حقيقي ستكشفه نتائج الانتخابات المقبلة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash