Advertisement

لبنان

رسائل لاريجاني.. بيروت ليست دمشق

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
14-08-2025 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1404500-638907592166059506.jpg
Doc-P-1404500-638907592166059506.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
حملت زيارة المستشار الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني إلى بيروت أمس أبعادًا سياسية تتجاوز البروتوكول المعتاد، إذ بدا واضحًا أن الرجل جاء في مهمة لإيصال رسائل مباشرة وواضحة مفادها أن إيران حاضرة بقوة على الساحة اللبنانية، وأن بيروت ليست دمشق، وبالتالي فإن طهران لن تسمح بإخراجها من لبنان بشكل كامل.
Advertisement

 ولعل النقطة الأبرز في اهداف زيارته كانت الرد على أي انطباع بأن تعامل إيران الواقعي مع المتغيّرات الإقليمية يعكس ضعفًا أو تراجعًا، إذ أكد ضمنيًا أن هذا الفهم خاطئ، وأن السياسة الإيرانية في لبنان قد تشهد تغييرًا في مقاربتها إذا استمر سوء التقدير وهذا ظهر من خلال لقاءاته مع بعض حلفائه.

الأهمية الأخرى في الزيارة كانت في الربط الواضح بين الساحتين اللبنانية والعراقية، إذ أشار لاريجاني، من خلال توقيع اتفاقية امنية مع العراق، إلى أن إيران تملك هوامش أوسع للمناورة في العراق مقارنة بلبنان، لكنها في الوقت نفسه ترى أن استمرار الزخم الأميركي ـ السعودي في لبنان بشكل غير واقعي، ومن دون حسابات دقيقة للتوازنات الداخلية، قد يدفع طهران إلى اتخاذ خطوات أكثر حدة في غير ساحة.

الرسائل التي حملها لاريجاني بدت متعددة المستويات. فمن جهة، أراد التأكيد للحلفاء في لبنان، وفي مقدمتهم حزب الله، أن إيران لن تتخلى عنهم تحت أي ظرف، خصوصًا في حال نشوب حرب مع إسرائيل. ومن جهة أخرى، وجّه رسالة للخصوم الإقليميين والدوليين، بأن طهران لن تكتفي بالمراقبة إذا وجدت أن نفوذها في لبنان يتعرض لمحاولة إقصاء أو تقليص ممنهج.

كما تطرق لاريجاني، بشكل غير مباشر، إلى أن الملف اللبناني لا يمكن عزله عن المسار الإقليمي الأشمل، خاصة أن العراق يشكل اليوم ورقة ضغط ومجال مناورة لإيران في مواجهة الضغوط الغربية والعربية. هذا الربط بين الساحتين لم يكن مجرد تحليل عابر، بل جزء من استراتيجية إيرانية أوسع لربط الملفات وتشبيكها بما يصعّب على الخصوم تحقيق مكاسب منفردة في أي ساحة.

 أظهرت الزيارة أن طهران، عبر لاريجاني، أرادت أن تضع حدًا لأي أوهام بشأن انتهاء دورها في لبنان، وأن تؤكد أن سياسة الصبر التي اعتمدتها مؤخرًا ليست علامة ضعف بل خيار محسوب، قابل للتغيير إذا استدعى الأمر. وبذلك، بدا أن الرسالة الأساسية كانت: إيران مستعدة للرد إذا تجاوز الآخرون الخطوط الحمر.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash