Advertisement

لبنان

الرئيس عون هو هو اليوم وأمس وغدًا

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-08-2025 | 12:33
A-
A+

Doc-P-1406193-638911426029561918.jpg
Doc-P-1406193-638911426029561918.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ما بين خطاب القسم وتجديد القسم الأول في عيد الجيش يقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام مرحلة جديدة من حياة وطن لا يزال يعاني، على رغم ما لدى من أقسم على الدستور بالمحافظة على سيادة لبنان كاملة وغير منقوصة، من عزم وإرادة وتصميم على نقل هذا الوطن الجريح من ضفة المعاناة إلى ضفة التعافي.
Advertisement

وهذه الإرادة في التصميم والعزم بدت معالمها واضحة في حديثه بالأمس إلى محطة "العربية"، فأعاد الرئيس عون من خلال هذه المقابلة ما سبق أن قاله في محطتين أساسيتين في مسيرته الرئاسية، فجاءت مواقفه متطابقة من الخطّ السيادي التصاعدي، الذي رسمه لنفسه منذ اليوم الأول لتسلمه المسؤولية الأولى في البلاد، وهي المسؤولية ذاتها التي اعتمدها طيلة مسيرته العسكرية فاستطاع أن يحافظ على المؤسسة العسكرية متماسكة وقوية على رغم كل الظروف القاسية والصعبة، التي مرّت بها في السنوات، التي تلت الأزمة الاقتصادية الحادة، التي تركت بصماتها السلبية على كل مفاصل الدولة، وبالأخص على المؤسسة العسكرية وأفرادها، الذين لم يتوانوا يومًا عن تقديم أغلى التضحيات، وهم على استعداد دائم لبذل الغالي والرخيص في سبيل الحفاظ على الاستقرار العام بوحدة متراصة لا يتزعزع مهما عصفت بهم الرياح، ومهما حاول المشكّكون والمغرضون اللعب على أوتارهم الطائفية.

فالرجل مصمم على تنفيذ كل كلمة صدرت عنه منذ اليوم لتسلمه مقاليد الحكم، وهو مقتنع اقتناعًا عميقًا بأن إرادة الخير سيكون لها الغلبة في نهاية المطاف، وبأن الأيام الآتية ستكون أفضل بكثير من الأيام، التي مرّت على لبنان واللبنانيين، الذين يتطلعون بأمل إلى ما يمكن أن يتحقّق من إنجازات خلال ولاية الرئيس العماد على أكثر من صعيد، وبالأخص على الصعيد الأمني، إذ أن ديمومة استقرار في الحياة السياسية ولا ازدهار اقتصادي من دون استقرار أمني. وهذا الاستقرار لن يتحقّق كما يشير إليه رئيس البلاد إلا إذا استطاعت الدولة بقواها الذاتية الشرعية بسط سلطتها كاملة على كامل التراب اللبناني بعد أن تكون الاتصالات التي لا ينفك يجريها مع عواصم القرار لتأمين انسحاب كامل لإسرائيل من الأراضي اللبنانية، التي لا تزال تحتلها، ووقف اعتداءاتها اليومية وخرقها المستمر لاتفاق وقف إطلاق النار.

فما أعلنه أمس في مقابلته مع "العربية" كان أكثر من واضح، وهو الذي لم يحد يومًا واحدًا عمّا هو مؤمن به، وإن بدا للبعض غير ذلك في وقت من الأوقات. فهذه المواقف هي ذاتها اليوم وأمس، وستكون كذلك غدًا وبعده وحتى آخر يوم من ولايته الرئاسية. فموضوع سلاح "حزب الله" بالنسبة إليه أمر دقيق وحسّاس للغاية، ويجب بالتالي التعاطي معه بحكمة وحزم وحسم في آن، وهو كان وواضحًا عندما توجّه بكلامه إلى الجميع، في الداخل كما في الخارج، ليؤكد أن هذا الموضوع هو شأن لبناني داخلي، وهذا الداخل ليست لديه أي مشكلة مع موضوع حصر السلاح بيد القوى الشرعية، وهذا الأمر جلّي في اتفاق الطائف قبل أي اتفاقات أخرى ملحقة. وما تأكيده بأن

"الورقة الأميركية هي خارطة طريق لاتفاق وقف إطلاق النار في العام 2024، وحصل عليها لاحقاً بعض الإضافات، وهي "لا تصبح نافذة قبل موافقة الأطراف الثلاثة، سوريا ولبنان وإسرائيل، خصوصًا أنها تضمّنت الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وإنعاش اقتصادنا، وإعادة الإعمار وترسيم الحدود مع سوريا". وهذه الورقة، التي شكّلت حجر عثرة بالنسبة إلى بعض الذين ذهبوا بعيدًا في تحليلاتهم قد " تحوّلت من ورقة أميركية إلى ورقة لبنانية بعد إضافات ملاحظاتنا عليها".

وفي ما عدا موضوع حصرية السلاح تطرق الرئيس في مقابلته إلى مواضيع كثيرة مهمة وحسّاسة بدءا من علاقة لبنان بسوريا، وما يطلبه لبنان من إيران، التي أبلغها عبر مسؤول الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، أن علاقة إيران معنا قائمة على الاحترام المتبادل، وأكد له أن "إيران دولة صديقة، ولكن على قاعدة حفظ سيادتنا، ويجب على إيران أن تكون صديقة لكافة الأفرقاء اللبنانيين، والمساعدة يجب أن تكون قائمة على عدم تدخّل بالشؤون اللبنانية".

وعن علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: "علاقتي برئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر من ممتازة، ونحن منفتحون على نقاش أي موضوع فقط تحت سقف الدولة، وأولوياتي تحقيق أمن واستقرار البلاد، ونحن نرحّب بكل مَن يريد مساعدة لبنان من دون التدخل بشؤوننا. نحاول تجنيب البلاد أي صراعات داخلية وخارجية لأنها أنهكتنا، والطائفة الشيعية مكوّن أساسي وفاعل في بلدنا، ولا أساس للتخويف لأي طائفة في البلد".

وفي ما خصّ السلام مع إسرائيل، كانت للرئيس عون مواقف وطنية لا غبار عليها، حيث أشار إلى أننا ننطلق في لبنان من القمة العربية في بيروت في العام 2002، واليوم نحن من ضمن الإجماع العربي والسلام العادل وإعادة الحقوق لأصحابها، ولبنان سيكون في قطار السلام العربي"، مؤكداً أن الاتصالات مع "إسرائيل" هي حصراً عبر أميركا وفرنسا ولا طرف ثالث فيها. وشدّد على أن أي حديث عن حوار بين لبنان وإسرائيل مجرد خيال لدى البعض.

فما أراد أن يقول رئيس الجمهورية في مقابلته مع "العربية" قاله بكل وضوح وشفافية ومسؤولية، تاركًا باب الحوار مفتوحًا على مصراعيه، وهو أعطى في حديثه فسحة أمل جديدة للبنانيين، الذين يتطلعون إلى العهد الجديد بتفاؤل وثقة. فالغد مع الرئيس العماد أفضل بكثير مهما تلبدّت الغيوم.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas