زار وفد من "
حزب الله" ضمّ
نائب رئيس المجلس السياسي الوزير السابق محمود قماطي، ومسؤول العلاقات المسيحية محمد الخنسا، ومعاونه الدكتور عبدالله زيعور، والدكتور علي الضاهر، وميثم قماطي، مقر "لقاء مستقلون من أجل
لبنان"، حيث استقبلهم الدكتور رافي مادايان، والدكتور بسام الهاشم، وحنا أيوب، والنقيبة رندلى جبور، وخليل برمانا، وعدد من المحامين والمهندسين والعميد المتقاعد جميل داغر.
أكد مادايان أن "خطة توم برّاك الأميركية تبدو كاتفاق جديد مع تعديلات لبنانية طفيفة"، متهماً
إسرائيل برفض تنفيذ القرار 1701، والاستمرار بالاعتداءات والاغتيالات والخروقات، رغم
التزام الجيش والمقاومة باتفاق 27 تشرين الثاني 2024 وانسحاب المقاومة من جنوب الليطاني. واعتبر أن نتنياهو يسعى لتوسيع الاحتلال في الضفة وغزة ولبنان وسوريا ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى"، ويمارس ضغوطاً على الحكومة
اللبنانية لدفعها إلى مواجهة المقاومة تحت شعار "حصرية السلاح".
وشدد على أن بناء الدولة يحتاج صيغة استراتيجية دفاعية تشرك الجيش والمقاومة معاً، وليس إلغاء المقاومة، مشيراً إلى أن بعض القيادات العسكرية اللبنانية تشاطر هذا الرأي. وذكّر بأن اتفاق الطائف والقوانين الدولية تعطي اللبنانيين الحق في مقاومة الاحتلال طالما يحتل إسرائيل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، ويقتطع من المنطقة الاقتصادية اللبنانية.
وحذّر مادايان من مخططات إسرائيلية لتقسيم
سوريا ودول المنطقة إلى كانتونات طائفية ومذهبية تتناحر فيما بينها وتستقوي بإسرائيل، داعياً المكونات اللبنانية إلى الوحدة والحوار لمواجهة هذه التداعيات. واعتبر أن هناك محاولة لإفشال التجربة اللبنانية المسيحية–الإسلامية، وربط "السلام الإبراهيمي" بصفقات بين إسرائيل وكانتونات عربية سنية من دون دور للمسيحيين، وهو ما كان الفاتيكان قد حذّر منه منذ مدريد 1992.
واقترح تأجيل البحث في مسألة سلاح المقاومة وحصريته إلى ما بعد انسحاب الاحتلال
الإسرائيلي وتنفيذ وقف النار، والتركيز على قضايا الناس وإعادة الإعمار بدلاً من الخضوع للأجندات الخارجية. وانتقد الارتهان للبنك الدولي وصندوق النقد وبعض المساعدات الخليجية المشروطة، مؤكداً أن لبنان بحاجة إلى رفع الحصار والسماح بتدفق أموال المغتربين والمساعدات كما حصل بعد حرب تموز 2006، حين فرضت الإرادة الوطنية نفسها داخلياً وخارجياً.
من جهته، عرض قماطي والخنسا مقاربة "حزب الله" لمسألة الاستراتيجية الدفاعية وحصرية السلاح، مؤكدين أن المقاومة تمتد جذورها لخمسين عاماً وشاركت فيها قوى من مختلف الانتماءات، ما يجعلها وطنية ولبنانية الأصل والهوية. وأكدا على تكامل الجيش والمقاومة ضمن معادلة واحدة، وعلى العلاقة الجيدة مع قيادة الجيش والحوار مع فريق الرئيس جوزيف عون، مشيرين إلى أن "حزب الله ليس لديه أعداء داخليون بل خصوم سياسيون".
وشدّدا على أن المقاومة ترى في لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه وتدافع عن وجوده ضد المخططات
الإسرائيلية لتفتيت المنطقة. كما دعوا إلى بناء دولة وطنية وإطلاق حركة إنقاذية، مع صياغة خطة انتخابية جديدة ترتكز على تحالفات ثابتة مع قوى وشخصيات ترفض الاحتلال الإسرائيلي وتدافع عن استقلالية القرار اللبناني ومصلحة الأمن الوطني.