بدت مهمة الموفد الأميركي توم برّاك الذي يبدأ محادثاته الرسمية في
بيروت اليوم وكأنها عادت إلى المربع الأول، أمس، في ضوء موقفَي رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة، والأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، من جهة ثانية.
ففي خطاب مساء امس جدد قاسم رفض قرار الحكومة «حصرية السلاح»، واعلن رفض منهج «خطوة بخطوة»، معتبراً أن خريطة الطريق التي يُفترض اعتمادها «تشمل إخراج العدو من أرض
لبنان، ووقف العدوان، والإفراج عن الأسرى، وبدء الإعمار ثم التباحث في الاستراتيجية الدفاعية».
في المقابل، افادت " الشرق الاوسط" ان السلطات
اللبنانية تلقت بـ«قلق» تصريحات نتنياهو التي ربط فيها الانسحاب من لبنان بنزع سلاح «حزب الله»، معتبرة، وفق ما أفادت به مصادر وزارية، أنها «إشارة سلبية» ستكون لها تداعياتها على مفاوضات برّاك... وقالت إن كلام نتنياهو «لا يطمئن، لا سيما أن
حزب الله يربط، بدوره، أي خطوة من قِبله بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان»، عادّةً أن هذه الشروط «أفشلت مهمة برّاك، وأعادتها إلى نقطة الصفر».
ويزور الموفدان توم برّاك ومورغان أورتاغوس عند العاشرة صباحًا الرئيس عون في قصر بعبدا حيث سيعقد مؤتمر صحافي يشارك فيه عضوا الكونغرس ليندسي غراهام وجين شاهين. ثم يزور الموفدان
رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهرًا ثم الرئيس سلام عند الواحدة بعد الظهر، على أن يتناولا الغداء في السراي الحكومي.
وكتبت" نداء الوطن":امس انشغل الرأي العام بـ«ليلة العشاءين». إذ كان برّاك صاحب «العزيمة» في مطعم «Albergo»، وإلى طاولته 16 ضيفًا. بينما حلت أورتاغوس وعضوا الكونغرس ليندسي غراهام وجين شاهين ضيفَي شرف في عشاء دعا إليه السيدان طارق
راغب (أميركي من أصل مصري)، والنائب راجي السعد في مطعم Centrale Beirut. وبينما بدا غراهام مهتمًا بالوضع المسيحي، توجهت السيدة أورتاغوس إلى النائب السعد ممازحة أنه «مرشحها المفضل» لرئاسة الجمهورية.
كلمة قاسم
وفي كلمة له امس وعشية زيارة الموفد
الاميركي جدد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التأكيد على عدم التخلي عن سلاح المقاومة، وقال «ان السلاح الذي اعزّنا لن نتخلى عنه، والسلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه، ولن نترك اسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا… هذا السلاح روحنا وشرفنا وارضنا وكرامتنا ومستقبل اطفالنا… ومن اراد ان ينزع هذا السلاح يعني انه يريد ان ينزع الروح منا، وعندئذ سيرى العالم بأسنا، وهيهات منا الذلة».
واضاف «لدينا انصار كثيرون يزيدون على نصف الشعب اللبناني، كلهم معا لحماية السلاح من اجل حماية لبنان».
وقال «اخرجوا العدو من ارضنا، واوقفوا العدوان الاسرائيلي، وافرجوا عن الاسرى، وابدؤوا بالاعمار، ثم تعالوا نبحث الاستراتيجية الدفاعية، هذه هي خريطة الطريق».
ووصف قرار الحكومة الاخير بانه «القرار الخطيئة بتجريد المقاومة من السلاح اثناء وجود العدوان والاحتلال الاسرائيليين ونياته التوسعية باشراف اميركي آثم».
وقال ان هذا القرار «غير ميثاقي، وانه اتخذ تحت الاملاءات الاميركية الاسرائيلية، واذا استمرت الحكومة في هذه الصيغة فهي ليست امينة على سيادة لبنان، الا اذا تراجعت والتراجع فضيلة».
وشدد على انه «اذا اردنا ان نحل مشاكلنا في لبنان، البداية هي استعادة السيادة الوطنية بوقف العدوان الاسرائيلي بشكل كامل، والانسحاب من الاراضي المحتلة، واطلاق الاسرى… السيادة هي الاولوية ويجب ان تتصدى الحكومة لها، وادعو الحكومة الى جلسات مناقشة مكثفة لكيفية استعادة السيادة ودراسة الخطط والبرامج».
واكد انه «ما زالت للمقاومة وظيفتها، والان وظيفتها اعلى». وقال «لن نمكن اسرائيل من البقاء في لبنان، ولا تحقيق مشروعها التوسعي من لبنان».
واضاف «المقاومة ليست جيشا لدولة، بل هي نصير لجيش الدولة الوطني، والجيش يبقى هو المسؤول الاول للدفاع عن الوطن».
وسأل «ما هو البديل عن المقاومة ؟ هل البديل الاستسلام لإسرائيل ؟ لولا المقاومة لوصلت «اسرائيل» الى بيروت كما وصلت الى دمشق».
وقال «نرفض الخطوة بخطوة وكل المسار الذي يدعو الى التنازلات، فلينفذوا الاتفاق، وبعد ذلك نناقش الاستراتيجية الدفاعية».
واضاف «كونوا شجعانا وقفوا، ونشد على ايديكم. لا تخافوا على الكراسي، فالكراسي محفوظة ولن يجدوا افضل منكم، ولن يجدوا غيركم».