Advertisement

لبنان

لبنان يبحث عن استرجاع القرى السبع وأخواتها: 10% من الجنوب في مهبّ الاحتلال

Lebanon 24
06-09-2025 | 23:16
A-
A+
Doc-P-1413709-638928227348773485.jpg
Doc-P-1413709-638928227348773485.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": أمر يلجم العدو ، في حال حصلت المفاوضات حول ترسيم الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل وهو المطالبة باستعادة "القرى السبع" التي استولت عليها في العام 1923، وما يُعرف بـ"أخواتها" (1948- 1949)، وما خلفها من قرى أخرى تباعاً وصولاً إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنخيلة والقسم الشمالي من بلدة الغجر (في العام 1967).
Advertisement

ولأنّه لا يضيع حقّ وراءه مطالب، فإنّ لبنان الرسمي سبق وعلى لسان رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وأن طالب باسترجاع أراضيه المحتلة الواقعة جنوبي الشريط الحدودي، لدى الحديث عن بدء المفاوضات السورية ـ "الإسرائيلية". أمّا اليوم، فتتوقّع مصادر سياسية مطلعة، أن يتمّ فتح ملف جميع القرى اللبنانية المحتلّة، في حال التوافق على بدء المفاوضات اللبنانية - السورية-  "الإسرائيلية" بشأن الحدود. ولا يُمكن معرفة حجم المساحة الجغرافية الإجمالية التي تحتلّها "إسرائيل" تحديداً، على ما تضيف، سيما وأنّها احتُلّت القرى والتلال اللبنانية على فترات متباعدة وبوسائل مختلفة. رغم ذلك يمكن تحديد المساحات الواسعة التي خسرها لبنان حتى الآن بدءاً من القرى السبع الواقعة على الحدود الجنوبية وشرقها وهي على شكل حرف Z. وهذه القرى التي ينتمي سكّانها (45 ألف تقريباً غالبيتهم من الطائفة الشيعية) قد سُلخت عن لبنان وألحقت بفلسطين بعد تنازع فرنسا وبريطانيا عليها، خلال فترة الإنتداب. فقد تمّ نقلها من المجال الفرنسي إلى البريطاني ضمن اتفاق الحدود في العام 1923، وبعد حرب 1948 جرى تهجير سكانها واحتلالها من قبل "إسرائيل". وقد بدّلت هذه الأخيرة أسماءها تزويراً للتاريخ، وهي:

⁃ إبل القمح: تُسمّى اليوم "يوشاف يوفال"، مساحتها 17 ألف دونم (65% من سكانها مسلمون شيعة، و35% مسيحيون).

⁃ هوتين: مستعمرة "موشاف مرغليوت"، مساحتها 14300 دونم، وفيها آثار وقلعة صليبية وكان فيها مسجد ومدرسة. وهي أكثر القرى السبع تعداداً سكانياً.

⁃ النبي يوشع: اليوم مستعمرة حتسودت يوشع. مساحتها 3600 دونم.

⁃ قَدَس: اليوم مستعمرة "يفتاح قدش". مساحتها 14200 دونم، كانت تدعى قديماً قادس أو قادش أي المقدسة.

⁃ المالكية: مستعمرة "ملكياه"، مساحتها 7300 دونم.

⁃ صلحا: تُسمّى اليوم مستعمرة بيرون. مساحتها 11700 دونم.

⁃ طربيخا: أقام العدو "الإسرائيلي" مكانها ثلاث مستعمرات هي: شوفرة، ومزرعيت، وشتولا. مساحتها 35000 دونم. وهذا يعني بأنّ مساحتها الإجمالية تبلغ نحو 103.100 دونماً. ويمرّ خط حدود لبنان جنوباً شمال هذه القرى التي تدخل مساحة 30 دونم منها ضمن الحدود الدولية اللبنانية. علماً بأنّ هذه القرى دمّرها الاحتلال تماماً عام 1949. وما جعلها غائبة عن الذاكرة اللبنانية هو أنّ القرار 425 لم يشملها، ولا سيما أنّ احتلالها وقع قبل عام 1978.

وواصل "الإسرائيلي" توسّعه بعد إقامة دولته، على ما تلفت المصادر، في قرى عاملية أخرى، كُرّست في اتفاقية الهدنة عام 1949، فاحتلّ نحو 20 قرية إضافية منها: شوكة، أكرت، حانوتة، معسولة، الدحيرجة، كفر برعم، الجردية، معصوبة، ادمت، وجردي، واعربّين، وما يتبعها من خرائب كخربة الصوانة، مردة، منصورة، سعسع، ديشوم، والمطلّة. وقد طردت سكان بعضها الذين سرعان ما أصبحوا مواطنين لبنانيين "قيد الدرس". إلى جانب عدد من المزارع كجاليل، الى غيرها من القرى المستحدثة ضمن حدود جبل عامل القديمة كقريتي مسكف عام قرب العديسة، والتخشيبة ضمن إبل القمح.

وبذلك يكون لبنان قد خسر بعد ولادته واستقلاله أكثر من 24 قرية و23 الف دونم من الاراضي الصالحة للزراعة. وتُعتبر هذه القرى جزءاً لا يتجزأ من لبنان الكبير، بما لها من أهل وأرزاق متداخلة في حدود جبل عامل المعروفة تاريخياً. وبما هي بنود ناطقة وصريحة في إتفاقية سايكس -بيكو عام 1916 واتفاقية الحدود عام 1920.

من هنا، تقول المصادر بأنّ محاولة إثبات "لبنانية" القرى السبع وأخواتها، اليوم ستكون محفوفة بالمخاطر، ومحور جدال قانوني بين المتفاوضين إنطلاقاً من بنود اتفاقيات الحدود الدولية، أو مستندات إثبات الملكية لدى الأطراف المعنية، يُخشى أن يوصلها إلى خائط مسدود. أمّا في العام 1967 فقد استولت "إسرائيل" على منطقة غنية بالمياه والبساتين المزروعة، وهي مزارع شبعا التي تمتد من بلدة كفرشوبا حتى الحدود السورية على مساحة تبلغ أكثر من 24 كلم2 وتضمّ 15 مزرعة و1075 منزلاً تأوي أكثر من 1200 عائلة. وقد احتلت هذه المزارع تباعاً قبل أن تقدم على طرد سكانها نهائياً في نيسان 1989، وتضيف اليها مزارع أخرى. وبذلك تكون قد قضمت من الأراضي اللبنانية بين حربي 1967 و1973 المزارع والنواحي الآتية: خربة الدوير، برختا، المعز، زبدين، بيت البراق، ربعة، قفوة، برتعيا، رمتا، كفر دورة، جورة العقارب، فشكول، القرن، سبطرا، خلّة الغزالة، البحاصير، وادي الخنسا، رويسة بيت الداس، رويسة السماق، الجل الاحمر، حرش مشهد الطير، الشمل، بركة النقار، السواقي، جورة العليق، تلة السدانة...

ومنذ العام 1974 بدأت باقتطاع تدريجي استمر حتى العام 1988، وخسر لبنان من جرائه شريطاً من أراضي عيترون طوله ثلاثة كيلومترات وعرضه يتراوح ما بين 100 و500م، و80 دونماً من أراضي بليدا و90 دونماً من أراضي رامية، و50 دونماً من عيتا الشعب، و150 دونماً من أراضي علما الشعب وتلال الضهيرة، فضلاً عن جبل الشميس كله... ولم تكتف بالاستيلاء على كلّ هذه الكيلومترات، على ما تحدّثت المصادر، بل نفّذت في العام 1982 احتلالاً مباشراً وأجرت تعديلات على الحدود المعترف بها دولياً فقد نقلت الشريط الشائك الفاصل بين الحدود من محاذاة مستعمرة المطلة الى مسافة 600م شمالاً بطول يراوح ما بين 3 كلم و5 كلم. ثم شقت طريقاً على الضفة الجنوبية لنهر الوزاني بطول 12 كلم، بعدما اقتطعت الاراضي المحيطة بالنبع والتي تبلغ مساحتها 5 آلاف دونم، كما ضمت قسماً من سهل الخيام، ومساحة 700 دونم من أراضي عيتا الشعب و800 دونم من أراضي رامية ومروحين و400 دونم من أراضي الضهيرة و70 دونما من أراضي علما الشعب. لتعود فتنسحب منها بعد ذلك.

ومنذ نيسان 1989 بدأت بتنفيذ الخطوات العملية لضمّ 40 كلم2 من الاراضي الواقعة بين مستعمرة المطلة ومرصد جبل الشيخ. وقامت وحدة هندسية في جيش العدو بتعديل آخر، وذلك بهدف إعادة ترسيم الحدود الدولية في القطاع الغربي المحتل، بحيث تتقدم الحدود شمالاً مسافة 200م داخل لبنان وعلى طول اربعة كلم، بعد ان مهدت لذلك في العام 1991، بقضم 8 كلم2 قبالة مستوطنة برعام الصناعية. كما استمرّت في التقدم في العام 1995، في اتجاه أملاك الوقف الماروني في الدبيشة... وصولاً إلى احتلال التلال الخمس التي أصبحت ثمانية مواقع بعد دخول اتفاق وقف إطلاق للنار بين لبنان و"إسرائيل" حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي. وتصل المساحة المحتلّة اليوم الى نحو 11 كلم، تُضاف الى الكيلومترات المحتلّة سابقاً والتي تبلغ بين 80 إلى 100 كلم2 من أصل مساحة الجنوب وهي 929.6 كلم2.

ويبقى السؤال: هل سيؤدي هذا الوضع الأمني الضاغط على لبنان والذي يقتطع أجزاء من جنوبه إلى حرب جديدة، تجيب المصادر السياسية بأنّ الصراع مستمر في المنطقة، وتمثل مزارع شبعا نقطة توتر إستراتيجية دائمة، لكن لا يمكن الجزم بأنها ستكون السبب المباشر لحرب جديدة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك