شارك نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، في افتتاح المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية المنعقد في العاصمة
الإيرانية طهران، بحضور رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان وكبار الشخصيات الدينية من مختلف الدول الإسلامية.
جلس الخطيب إلى جانب الرئيس
الإيراني على المنصة الرئيسية، إلى جانب رئيس التجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الشيخ حميد شهرياري، ومفتي كرواتيا، ورئيس المجلس الملي في باكستان، والسيد عمار الحكيم، حيث كانت لهم كلمات في الجلسة الافتتاحية. كما شارك من
لبنان الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيخ غازي حنينة، والشيخ زهير الجعيد.
كلمة الشيخ الخطيب
استهل الخطيب كلمته بتوجيه الشكر للجمهورية الإسلامية على الدعوة، وهنأ المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي والعالم الإسلامي بذكرى ولادة الرسول الأكرم. وأكد أهمية وحدة الأمة لمواجهة التحديات الحضارية، مشيرًا إلى أن الصراع التاريخي للبشرية كان دائمًا بين اتجاه معنوي أخلاقي تقوده قيم السماء، واتجاه مادي عنصري شيطاني يرفض إرادة الله.
واعتبر أن الأمة الإسلامية اليوم تواجه الغرب في صراع حضاري، مشددًا على ضرورة الاستفادة من دروس الهزائم السابقة التي نجمت عن ضياع البوصلة والابتعاد عن الأهداف الإلهية.
وتحدث الخطيب مطولًا عن مسار الحروب في التاريخ الإسلامي، مؤكدًا أن الانتصارات الحقيقية لا تقوم إلا على أساس القيم الإلهية. وأشاد بتجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي استطاعت عبر استنهاض طاقات شعبها على أسس معنوية وحضارية أن تواجه الاستكبار العالمي وتحقق إنجازات بارزة، خصوصًا في دعمها للقضية الفلسطينية والمقاومة.
كما انتقد محاولات الغرب لإشعال الفتن الداخلية بين الدول العربية والإسلامية عبر تغذية النزاعات الطائفية والقبلية، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية فشلت أمام ثبات قوى المقاومة في لبنان وفلسطين. وأكد أن دماء الشهداء، وفي مقدمتهم السيد حسن نصرالله، كانت وقودًا لصمود البيئة المقاومة وإفشال المخططات الغربية.
توقف الخطيب عند غياب الدولة
اللبنانية في مواجهة التحديات، معددًا الانتهاكات
الإسرائيلية منذ اتفاق وقف النار في تشرين الأول 2024، ومنها:
- تدمير 47 بلدة جنوبية ومنع الأهالي من العودة إليها.
- شن مئات الغارات على الجنوب والضاحية والبقاع واغتيال أكثر من 260 شهيدًا معظمهم مدنيون.
- إبقاء أكثر من 100 ألف نازح جنوبي خارج منازلهم.
- ممارسة ضغوط أميركية على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة كشرط لفك الحصار عن لبنان.
وشدد الخطيب على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبقى الداعم الأبرز للبنان، رغم الحصار المفروض عليها، لافتًا إلى أن غالبية الشعب اللبناني تقدر هذا الدعم وتثمنه.
وفي ختام كلمته، دعا الخطيب الدول العربية والإسلامية الفاعلة، وفي مقدمها إيران والسعودية ومصر وتركيا، إلى التعاون والتنسيق لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة.