يتوجّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يوم الإثنين إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في القمة العربية الاستثنائية التي تعقد في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. ومن المقرّر أن يلقي الرئيس عون كلمة يعبر فيها عن استنكاره للهجوم
الإسرائيلي على الدوحة، مؤكداً تضامن
لبنان الكامل مع قطر، ومجدداً تمسّك لبنان بالموقف العربي الداعم لحل الدولتين.
والسؤال الذي يهم لبنان من هذه القمة: كيف ستنعكس مقرراتها على مسار التصعيد بين
إسرائيل ولبنان؟ وهل ستُحرَج الدولة العبرية؟ وما هو انعكاس هذا الإحراج على تطور الأوضاع في لبنان؟
وكتبت" النهار": يبدو واضحاً أن الأسبوعين المتبقين من شهر أيلول مرشحان لأن يشهدا زخماً ديبلوماسياً لافتاً، من شأنه أن يعزز المعطيات المشجعة التي تركتها حركة الموفدين
الأميركيين والفرنسيين أخيراً لبيروت، ولا سيما منها لجهة وضع مؤتمرات دعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار والاستثمار في لبنان على سكة التحضيرات العملية الجادة. فمشاركة رئيس الجمهورية جوزف عون في قمة الدوحة العربية الإسلامية اليوم، ستشكل مساهمة بارزة للبنان في بلورة الموقف الجامع من الاعتداء الإسرائيلي على قطر التي تضطلع بأوسع المساهمات في دعم لبنان. كما أن مشاركة الرئيس عون في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة اعتباراً من الأسبوع المقبل ومروحة اللقاءات الجانبية الواسعة المنتظرة له مع عدد من الزعماء المشاركين، ستدفع بصورة الدولة الجديدة التي بدأت ترتسم أمام الرأي العام الدولي انطلاقاً من القرارات المفصلية التي اتخذها
مجلس الوزراء في شهري آب وأيلول.
وكتبت" نداء الوطن": في المعلومات أن كلمة رئيس الجمهورية في القمة ستركز على أمرين أساسيين: أولًا، سيعرب الرئيس عون عن دعم لبنان لدولة قطر، مؤكدًا التضامن معها في مواجهة العدوان الاسرائيلي عليها، مثمنًا جهودها في تعزيز العمل العربي المشترك ومساعيها المستمرة لانهاء الحروب
الإسرائيلية على دول المنطقة. ثانيًا، سيدعو إلى ضرورة تبني موقف عربي موحد لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، مؤكدًا أهمية التضامن العربي في مواجهة الأزمات الراهنة. وتأتي مشاركة رئيس الجمهورية في هذه القمة في إطار التأكيد على أهمية الدور اللبناني في العمل العربي المشترك، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون امام القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي تنعقد في قطر ستركز على إدانة الاعتداء على قطر والتضامن مع الدولة القطرية والدعوة الى وحدة الموقف العربي في مواجهة الاطماع الإسرائيلية وقيام عمل عربي وإسلامي مشترك يتجاوز الاستنكار والإدانة.
ولفتت المصادر الى ان مشاركة رئيس الجمهورية تسبق توجهه الى نيويورك حيث يترأس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يلقي كلمة لبنان ويعقد لقاءات مع كبار المسؤولين. وتأتي هذه المشاركة الرسمية الرفيعة المستوى بعد مرور خمس سنوات لم يترأس فيها وفد لبنان اي رئيس للجمهورية بفعل ازمة كورونا والشغور الرئاسي.
ونقلت «اللواء» عن مصادر رسمية، ستكون القمة العربية اليوم، فرصة للرئيس عون لإدانة العدوان على قطر وتأكيد التضامن اللبناني معها، ودعم اي قرار أو إجراء موحد للعرب، ولشرح اوضاع لبنان الامنية في ظل مواصلة الاعتداءات الاسرائيلية على أراضيه والدعوة لاتخاذ موقف عربي منها والضغط لانسحاب قوات الاحتلال من المناطق المحتلة، واذا سمح وقت الكلمة، سيركز على الخطوات التي قام بها لبنان لبسط سيطرة
الدولة على كامل اراضيه والعرقلة الاسرائيلية المتعمَّدة لاستكمال اجراءات الجيش اللبناني في جنوب وشمال نهر الليطاني وباقي المناطق. كما سيعرض حسب المفترض احتياجات لبنان للدعم العربي على كل المستويات لا سيما العسكرية ليتمكن من النهوض.
ومشاركة لبنان في قمة محورها عدوان اسرائيلي على دولة عربية وهو الذي يعاني من سنوات طويلة آلاف الاعتداءات الاسرائيلية، ستكون مناسبة لشرح مخاطر ما تقوم به اسرائيل ليس على امن لبنان واستقراره فقط، بل على امن واستقرار كل العرب. وستكون للرئيس عون لقاءات مقتضبة مع عدد من الزعماء ورؤساء الوفود المشاركين في القمة نظرا لضيق الوقت.
وافادت المصادر الرسمية لـ«اللواء» ان الاهتمام العربي والاقليمي منصب الآن على موضوع العدوان على قطر وليس على لبنان، على امل ان يتمكن زعماء قمة الدوحة من التوصل الى قرار حاسم حول اعتداءات اسرائيل. وسيعود الاهتمام بالوضع اللبناني بعد معالجة ذيول العدوان.
وكتبت" الديار": فيما من المستبعد ان يتخلل القمة اتخاذ قرارات واجراءات على المستوى العربي لمواجهة الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على دول المنطقة، أشارت مصادر وزارية لبنانية الى ان كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي يغادر الاثنين صباحا للمشاركة في القمة، «سيتخللها الى جانب ادانة الاعتداء على قطر واعلان التضامن الكلي معها، دعوة إلى وحدة الموقف العربي في مواجهة الأطماع الاسرائيلية ولعمل عربي وإسلامي مشترك يتجاوز الاستنكار والإدانة».
وقالت أوساط سياسية مواكبة لمجريات القمة ل «الجمهورية »، انّ امامها مسؤولية كبرى تتمثل في اتخاذ موقف موحّد وقوي رداً على الاستهداف الإسرائيلي لقطر. واشارت إلى انّ القمة ستكون أمام تحدّي تجاوز التباينات بين الدول المشاركة فيها، من أجل صوغ ردّ عملي وفعّال على الانتهاك الإسرائيلي لسيادة دولة عربية وخليجية في وضح النهار.
وحذرت هذه الاوساط،من انّه إذا لم تتخذ القمة قرارات حاسمة للجم العدوانية الإسرائيلية، فإنّ ذلك سيشجع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على مزيد من الاستباحة للدول العربية والإسلامية. ونبّهت إلى محاذير الاكتفاء ببيانات الإستنكار والتنديد التي لا تسمن ولا تغني من جوع، مشيرة إلى انّ العدوان على الدوحة رفع مستوى التحدّي الإسرائيلي إلى الحدود القصوى، وما لم يتمّ التعامل معه بحزم فإنّ الآتي أعظم.
واعتبرت الاوساط انّ صدور موقف جدّي عن القمةسيكون له المردود الإيجابي على لبنان، الذي يتعرّض لاعتداءات إسرائيلية متواصلة، تجد في العجز العربي بيئة مناسبة لها.
وشارك
وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، في اجتماع
وزراء الخارجية العرب في الدوحة، تحضيرًا للقمة العربية الإسلامية، والمخصصة للبحث بالهجوم الإسرائيلي على قطر.
الوزير رجي التقى على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري وزير خارجية الجمهورية الإسلامية
الإيرانية عباس عراقجي، وعرض معه مطولًا للوضع في لبنان والمنطقة. وتطرق الوزير رجي بمنتهى الصراحة لقرار الحكومة
اللبنانية حصر السلاح بيدها وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، فيما جدد عراقجي موقف بلاده باحترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه.
وقد صدرت عن الاجتماع الوزاري مسودة البيان الختامي للقمة، وفي الفقرة الخاصة بلبنان من مسودة البيان الختامي، دعا الوزراء إلى «ضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل للحدّ من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة ووقف انتهاكاتها المستمرة لسيادة الدول وأمنها واستقرارها، بما فيها الجمهورية اللبنانية، بما يشكّل خروقاً فاضحة للقانون الدولي وانتهاكاً صارخاً لسيادة الدول».
وستبدأ القمة اعمالها بعد ظهر اليوم وتستمر حتى المساء يليها عشاء على شرف الوفود التي تغادر تباعا الدوحة.