Advertisement

لبنان

الرئيس عون قال كلامًا في قمة الدوحة لم يسبقه إليه أحد من قبل

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
16-09-2025 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1417520-638936092940103135.jpg
Doc-P-1417520-638936092940103135.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
قد يكون خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القمة العربية – الإسلامية في الدوحة من بين أقصر الخطابات في تاريخ القمم العربية والإسلامية، ولكنه من بين أهم ما قيل بالأمس، وما يقال اليوم، وما سيقال غدًا. ففي هذا الخطاب القصير من الشفافية ما لم يسبقه إليها من قبله أحد. وقبل أن يقول ما أراد قوله اعتذر من صاحب الدعوة وصاحب الدار ومن رؤساء الوفود العربية والإسلامية. وما قاله الرئيس اللبناني المسيحي الوحيد من بين قادة العالم الإسلامي والعربي يعيد إلى الأذهان ما كان عليه دور لبنان عبر تاريخه الحديث، وما يمكن أن يكون عليه في حال رُفعت عنه الأيدي الخارجية، وفي حال تُرك أهله يدبّرون أمورهم بأنفسهم.
Advertisement
وما قاله رئيس جمهورية لبنان أيضًا من كلام صريح وواضح ومباشر، ومن دون تملق او انتقاء الكلمات المنمقة، التي لا تعني في العادة شيئًا جديدًا، يقوله كل لبناني يعاني من العربدة الإسرائيلية ما لم يعانه أحد من إخوانهم العرب، باستثناء أهل غزة بالطبع، الذين يتعرّضون لأبشع مجزرة إبادة في القرن الحادي والعشرين.
في كلمته لم يشأ الرئيس عون "تكرارِ مفرداتِ الإدانة ولازماتِ التنديدِ والشجب، فهذه قد ملأت تاريخَنا وحاضرَنا، حتى باتت تثيرُ السأَمَ في نفوسِ شعوبِنا، أو أكثرَ من السأم".
فهل سبق أن قيل مثل هذا الكلام في أي قمة من القمم العربية؟
من المؤكد أن كلمة لبنان على لسان رئيس جمهوريته، قد لاقت استحسان جميع الذين استمعوا إليه، وتذكّر بعض ممن لا يزالون يتذكّرون مواقف الرئيس كميل شمعون، الذي لُقّب بـ "فتى العروبة الأغر". فالرئيس عون لم يذهب إلى الدوحة لإلقاء كلمة تقليدية وخالية من أي مضمون، وهو كان بمقدوره إيفاد من يمثّله، لكنه تقصّد رئاسة وفد لبنان ليقول ما عنده من كلام اشتاق العرب لسماعه. قال "أنا هنا لأقول، استناداً إلى ما سبق، بأنّ الصورةَ بعد عدوانِ الدوحة، باتت واضحةً جلية، وأنّ التحدي المطلوبَ رداً عليها، يجب أن يكونَ بالوضوحِ نفسِه. فنحن بعد أيامٍ على موعدٍ مع الجمعيةِ العمومية للأممِ المتحدة في نيويورك، حيثُ يلتئمُ كلُ العالمِ الساعي إلى السلام. فلنذهبْ إلى هناك بموقفٍ موحّد، يجسّدُه سؤالٌ واحد: هل تريدُ حكومةُ اسرائيل، أيَ سلامٍ دائمٍ عادلٍ في منطقتِنا؟ إذا كان الجوابُ نعم، فنحن جاهزون وفقاً لمبادرة السلام العربية التي طرحتْها المملكة العربية السعودية الشقيقة في قمةِ بيروت عام 2002، وتبنّتها جامعتنا العربية بالإجماع، وهي تلقى تأييدًا دوليًا واسعًا بدأ يترجمُ من خلال اعتراف دول عدَّة بدولة فلسطين، وخير دليل على ذلك، الإعلان الذي صدرَ منذ أيّام عن الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة بأغلبيّة ساحقة، تحت مسمّى "إعلان نيويورك"، وذلك نتيجة جهد دؤوب من المملكة العربيّة السعوديّة الشقيقة وفرنسا الصديقة، والذي يحدد خطواتٍ ملموسةٍ ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين".
فلو توافق العرب قبل ثلاثة وعشرين سنة حين طرح الملك عبدالله بن عبد العزيز في القمة العربية في بيروت للمرّة الأولى حلّ الدولتين، لما تجرأت إسرائيل على القيام بما تقوم به من مجازر في حق فلسطينيي قطاع غزة، وقد يأتي دور فلسطينيي الضفة الغربية، ولما استطاع أن يقوم بما قام به في لبنان من قتل وتهجير وتدمير ممنهج لقرى جنوبية بأكملها، وهو مستمرّ في تهديد استقرار المنطقة، وأمنها وسلامها وسلامتها.
فالرئيس عون وضع أصبعه على الجرح الفلسطيني النازف، ووضع بالتالي النقاط على الحروف النافرة. فإذا جاء ما بعد الدوحة كما قبله من التهرّب من تحمّل المسؤولية وعدم مواجهة الأمور بالوضوح ذاته، الذي خاطب به رئيس جمهورية لبنان قادة الدول العربية والإسلامية، فإن إسرائيل لن تكتفي هذه المرّة بخرق السيادة القطرية، بل قد تذهب في خياراتها التلمودية إلى أبعد من ذلك.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas