Advertisement

لبنان

لبنان يكتب فصلاً جديداً "بلا ألغام وقنابل عنقودية"

جاد حكيم - Jad Hakim

|
Lebanon 24
19-09-2025 | 11:30
A-
A+
Doc-P-1418905-638938768276353550.png
Doc-P-1418905-638938768276353550.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في مشهدٍ يعيد رسم خريطة الأمان في الجنوب والبقاع، تشهد الأراضي اللبنانية مجددا عمليات إزالة الألغام، حيث تتكامل جهود دولية ومحلية لإعادة الحياة إلى مناطق حُرمت من الأمان عقودًا طويلة. هذه العمليات لا تقتصر على إزالة الخطر فحسب، بل تحمل في طياتها أبعادًا إنسانية وتنموية تُعيد الثقة للمجتمعات المحلية.
Advertisement
 
استأنفت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الأسبوع الماضي أعمال إزالة الألغام الإنسانية في الجنوب، بناءً على طلب رسمي من الحكومة اللبنانية، بعد نحو عامين من تعليقها نتيجة التصعيد الأمني عبر الخط الأزرق.
وتعمل فرق متخصصة من كمبوديا والصين في حقول ألغام قرب بلدتي بليدا في القطاع الشرقي ومارون الراس في القطاع الغربي، على مساحة تقدّر بنحو 18 ألف متر مربع. هذه الخطوة تأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة مع الجيش في آذار الماضي لتعزيز التعاون الميداني وتوسيع سلطة الدولة في المناطق الحدودية.
وقد رفعت اليونيفيل قدراتها الميدانية إلى 24 فرقة مختصة بالاستطلاع والتطهير والتخلص من المتفجرات، مقارنة بتسع فرق فقط في خريف 2023، ما يسمح بتوسيع نطاق العمل ليشمل تطهير الطرق وكشف الذخائر غير المنفجرة والتعامل معها.
 
بالتوازي، أنجزت المجموعة الاستشارية للألغام (MAG) مشروعًا ضخمًا لإزالة الألغام والذخائر العنقودية بدعم من وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية، بلغت قيمته 2.2 مليون يورو.
هذا المشروع الذي امتد من 2023 حتى شباط 2025، شمل مناطق جنوب لبنان والبقاع الغربي وجبل لبنان، وتمكّن من تحقيق نتائج نوعية:
- تطهير 286,846 مترًا مربعًا من الأراضي الملوثة بالألغام والقنابل العنقودية، أي ما يعادل مساحة 40 ملعب كرة قدم، وتسليم 10 مناطق خطرة إلى المجتمعات المحلية للاستخدام الزراعي والسكني.
- تقديم دعم مباشر إلى 13 قرية كانت تعاني يوميًا من تهديد القنابل غير المنفجرة، ما حسّن السلامة والوصول إلى الأراضي والخدمات الأساسية.
- توسيع التوعية بمخاطر المتفجرات عبر أكثر من 230 جلسة توعية حضرها نحو 3000 شخص معظمهم من الأطفال، إضافة إلى ست حملات رقمية وطنية وصلت إلى 4.44 مليون شخص في كل لبنان.
- دعم نحو 9000 شخص بشكل مباشر عبر التطهير والتوعية والمشاركة المجتمعية، في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
هذه الأرقام لا تعكس فقط مساحة الأرض التي أصبحت آمنة، بل حجم التحول في حياة السكان. "بعد تطهير المنطقة، عادت أغنامي للرعي بأمان"، يقول سليم هزرة، أحد سكان البقاع الغربي، مشددًا على أن إزالة الألغام أعادت إليه مصدر دخله اليومي.
 
البعد الإنساني والأمني للعملية
 
تكتسب عمليات إزالة الألغام أهمية استثنائية في ظل التوترات المستمرة في الجنوب وتصاعد المخاطر الإنسانية. فالأمر لم يعد مجرد إزالة بقايا حرب، بل استثمار طويل الأمد في الأمن الغذائي والتنمية المحلية ودعم صمود السكان.
ويشير خبراء ميدانيون إلى أن نجاح هذه العمليات يعزز قدرات المجتمعات المحلية ويقلّص النزوح الداخلي، ويعيد الثقة إلى مشاريع البنى التحتية والزراعة والسكن.
 
تؤكد هذه الجهود المتزامنة أن لبنان دخل مرحلة جديدة في مقاربته لملف الألغام، تقوم على الشراكة بين المؤسسات الدولية والجيش والمنظمات الإنسانية. والهدف ليس فقط تنظيف الأرض، بل بناء قدرات محلية مستدامة تضمن سلامة الأجيال.
ومع استكمال هذه المشاريع، تتحول مناطق كانت لعقود محرمة إلى فضاءات آمنة للزراعة والتعليم والسكن، ما يفتح الباب أمام عودة الاستثمار والتنمية في المناطق الحدودية والجبلية التي طالما عانت التهميش والخطر.
 
المصدر: خاص لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

جاد حكيم - Jad Hakim