Advertisement

لبنان

مبادرة قاسم.. توقيت المصالحة مع السعودية أهم من المصالحة نفسها

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
20-09-2025 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1419303-638939588718304558.jpg
Doc-P-1419303-638939588718304558.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
القنبلة السياسية التي أطلقها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر دعوته إلى فتح صفحة جديدة مع السعودية، لا يمكن قراءتها إلا باعتبارها محطة مفصلية ستترك بصماتها على كامل المشهد اللبناني والإقليمي، وربما تعيد رسم خطوط التوازن في المرحلة المقبلة.
Advertisement

هذه المبادرة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت بعد سلسلة تطورات محلية وإقليمية، جعلت توقيتها ودلالاتها محط اهتمام المراقبين والفاعلين السياسيين على حد سواء.

أول ما يلفت في هذا الطرح أنّه جاء مباشرة بعد الزيارة اللافتة لامين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني إلى السعودية، وما تحمله هذه الخطوة من إشارات حول جدية الحوار الإيراني–السعودي، الذي لطالما اعتُبر حجر الزاوية في استقرار المنطقة. لكن ما بدا واضحاً أنّ هذا الحوار، على أهميته، كان بحاجة إلى دفعة إضافية تمنحه صدقية أكبر على الساحة العربية، فجاء دخول حزب الله عبر الشيخ نعيم قاسم ليعطي إشارة سياسية قوية بأن الانفتاح على الرياض ليس مجرد مناورة إعلامية بل خيار جدي.

ثانياً، لا يمكن فصل المبادرة عن اللحظة الإقليمية الحساسة، حيث تتزايد المخاوف السعودية والعربية من تصاعد التوحش الإسرائيلي بعد الضربة التي وُجهت إلى قطر، وما تبعها من ممارسات عسكرية وسياسية تكشف عن نزعة عدوانية متصاعدة.
في هذه اللحظة، بدا أنّ الحزب أراد أن يضع نفسه لاعباً عقلانياً يسعى إلى تجنيب المنطقة مزيداً من الانفجار، ويقدم بادرة حسن نية قد تُقرأ كجسر حوار بديل عن لغة المواجهة وحدها.

ثالثاً، لا بد من التوقف عند السياق الداخلي للمبادرة. فحزب الله أثبت خلال الايام الأخيرة، وبقوته الذاتية، أنّه قادر على تعطيل أي قرار داخلي يستهدف سلاحه أو يحاول فرض وقائع جديدة عليه. وهذا ما جعل مبادرته للحوار مع السعودية تصدر من موقع قوة، أو على الأقل ليست وليدة ضعف أو ضغط مباشر. بل إن هذا الطرح يندرج ضمن رؤية الحزب لإعادة تموضع إقليمي يحمي مكتسباته ويمنحه مساحة أوسع للمناورة في مواجهة خصومه.

بناءً على ذلك، تبدو خطوة الشيخ نعيم قاسم بمثابة فتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة قد تفضي إلى توازنات غير مسبوقة في المنطقة. فهي تجمع بين واقعية قراءة المشهد الإقليمي، وحسابات القوة الداخلية، وبين حاجة السعودية ودول عربية أخرى إلى خيارات تهدئة أمام اندفاعة إسرائيلية غير محسوبة النتائج. لذلك، قد تتحول هذه المبادرة إلى نقطة ارتكاز في رسم العلاقة بين الرياض وحزب الله، وبين طهران والعواصم العربية، ما يعني أنّ تأثيرها لن يقتصر على لبنان وحده، بل سيمتد ليحكم المرحلة المقبلة بأكملها.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash