شارك
رئيس اتحاد نقابات العمال في
الشمال شادي السيد في لارنكا – قبرص، في أعمال مؤتمر اتحاد النقابات العالمي للأعضاء والأصدقاء في الوطن العربي.
وقال في كلمة أمام المشاركين: "ان مفهوم العمالة يكاد يتغير يوما بعد يوم وتكاد الموازين كلها تختلف اختلافا كاملا وتاما عما كانت عليه في السابق، لذلك فان الامور تبدو بحاجة الى التعاطي النوعي في مقاربة المتغيرات على مستوى العالم . وينبغي ان نحرص بعزم وقوة على حماية اليد العاملة البشرية في مواجهة التطور الخطير للتكنولوجيا وللرجال الاليين وللبرامج المرتبطة بالمصانع الكبرى التي لا تحتاج الى ايد عاملة ، بل الى مشرف واحد او يكاد . لذلك فان المعضلة هنا هي في الحفاظ على اليد العاملة وعلى مصيرها وعلى مصير البشرية بشكل عام. هل ندرك ان العامل قد تحول فقط الى مراقبة شاشة سواء
في المنزل او حتى في المصنع او مكان العمل؟ ان هذا التطور الخطير دقيق جدا وينبغي ان نراعيه وان نواجهه بميزان دقيق يشبه الى حد بعيد ميزان تجار الذهب. وبعد فاننا في العالم العربي نشهد حروبا متنقلة من السودان الى
سوريا الى اليمن ومرورا بلبنان" .
أضاف: "ان الحروب التي شهدتها هذه الدول قد نجم عنها الكثير من المشاكل العمالية والكثير من المشاكل المرتبطة بالعمال في هذه الدول، فقضى منهم
شهداء وخسر الالاف منهم اعمالهم وتشتتوا في انحاء العالم ، ومنهم من غرق في جوف البحر وهو ينتقل بطريقة غير شرعية الى دول أوروبية او غربية بحثا عن رزق جديد. ان هذه التحديات وهذه الحروب تستدعي من العالم اجمع ان ينظر الى هذه الدول المنكوبة بعين من العناية والرأفة والاهتمام، فيجب ان يصار الى خطة دولية تنقذ اليد العاملة التي تضررت وتعيدها الى عملها وتوفر فرص عمل متكافئة مع متطلبات المرحلة واعادة الاعمار. واذا كانت سوريا تشهد بعض الانتعاش فان الازمات لا تزال تحيط بواقعها وخاصة بواقع العمال والصراعات والمصانع، ووجود يدها العاملة في
لبنان كانت من جوانب الازمة المستفحلة جراء النزوح السوري، متمنين ان تعود سوريا الى الحياة بشكل كامل. كما ان اليمن تصارع كما السودان ولبنان".
وتابع: "دعوني أخبركم ان بلدنا الحبيب لم يتعاف بعد وان الازمة لا تزال ترخي بتاثيرها على اليد العاملة وعلى الموظفين في القطاعين العام والخاص، اي موظفي الدولة وموظفي القطاعات الحرة ، وهذا الامر انتج حالة فقر قوية في لبنان ، بحيث ان الطبقة الوسطى التي كانت تتشكل في معظمها من اليد العاملة انهارت وتتشكل في مكانها طبقة اخرى لا تشبه تلك التي كانت تبذل الغالي والرخيص لبقائها ونجاحها، لذلك فان لبنان يحتاج من الوطن العربي الى مبادرات لم نشهدها بعد حتى الساعة، والى دعم حقيقي للقطاعات كافة لكي يستعيد حياته واعماله ونشاطه وازدهاره وهذا الامر واجب لتلك الدول التي تعلن في كل مناسبة استعدادها للوقوف الى جانب لبنان، واجبها ان تترجم مواقفها على ارض الواقع. وانا انقل اليكم في هذا اللقاء اوجاع الحركة النقابية في لبنان وازمات تضيق على كل العمال لا بل تكاد تطبق عليها . ان لبنان اليوم رسالة الم ووجع ورسالة دمار في جزء كبير من اراضيه نتيجة الاعتداءات الاسرائيليه المستمرة حتى يومنا هذا والتي تستهدف العمال يوما بعد يوم في اماكن عملهم في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وفي
البقاع ، لذلك فاننا نرفع الصوت من هنا عل الصوت يصل الى اذان صاغية في العالمين العربي والغربي" .
وقال: "ان عمالا قد قضوا ايضا في غزة وهم يتمسكون بأرضهم وبفرص عملهم وحياتهم ولكن النار كانت اسرع اقرب اليهم من حبل الوريد. فدعونا نقف اليوم لحظة وجدانية لصالح غزة وعمال غزة وابناء غزة، عسانا نعطيهم شيئا مما يستحقون ولو بشكل معنوي ومن هنا أعلن كامل تضامننا مع عمال وشعب
فلسطين مطالبين كقوة شعبية أممية بوقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها
القدس. وكذلك لا ننسى القصف العشوائي على اليمن وبناها التحتية والموانئ البحرية والطاقة الكهربائية".
وختم: "ان اتحاد عمال لبنان
الشمالي يتشرف بانتمائه لاتحاد النقابات العالمي هذا الاتحاد الذي طالما يدافع عن حقوق الطبقة العاملة ضد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان".