أزمة المنطقة لن تنتهي فصولا في المدى المنظور وأبوابها مشرعة على مزيد من التأزم. فالتفوق العسكري الاسرائيلي الذي تحقق على غير ما جبهة ودون اي رادع لها ، فتح شهية اسرائيل للاستمرار في التهديد والوعيد طمعاً في المزيد من المكاسب ، والمؤشرات واضحة خاصة أن الحراك السياسي العربي والدولي على كثرته بارد ويفسح في المجال امام اسرائيل للتأسيس لمرحلة: "لا شريك لي في المنطقة"وفي ظل رغبة اميركية للوصول الى حل جذري لرزمة الأزمات في
الشرق الأوسط بما يناسب حليفتها.
ففي الكواليس الدبلوماسية همس أن المبعوث
الاميركي توم براك مرة جديدة غيّر موقفه تحت ضغط سعودي- دولي - إسرائيلي والسبب الخشية من لعبة الوقت والرهان على إمكانية تثبيت
حزب الله موقعه ودوره السياسيين.
المجتمع الدولي والاميركي والإسرائيلي يعرف أن القوة العسكرية المطلوب نزعها لا تؤثر في مسار أي مواجهة مع اسرائيل التي ستدمر كل شيء في حال حصولها .
وفي المعلومات ايضا:
-إسرائيل ابلغت الهيئات الدولية والدول المعنية أنها ستستمر في أعمالها العدوانية ضد
لبنان وستضرب في الضاحية وبيروت والجنوب والبقاع وأي مكان يتواجد فيه مسؤولون من حزب الله ولن تنسحب من النقاط التي احتلتها.
-إسرائيل لا تريد أي تفاهم او هدنة او توافق بين إيران والسعودية بعد ضربة الدوحة.
-اسرائيل تمارس سياسية ابتزاز اميركا والسعودية في
سوريا.
-اليمن ولبنان:أوراق التفاوض والبيع والشراء على هذه الساحات بين يديها والكلمة الفصل لها .
‐ تحتفظ
إسرائيل لنفسها بإتخاذ أي خطوات رداً على إعلان الإعتراف بالدولة الفلسطينية ولن تكون اميركا ضدها.
وفي قراءة لمجريات الأتصالات والمواقف الدائرة في فلك أزمة المنطقة أن كلام براك يأتي ترجمة لهذه السياسة الاسرائيلية .
فإسرائيل ليست على موجة واحدة مع اميركا في النظر الى الحكم الجديد في سوريا وبالتالي هي قادرة على تخريب أي مبادرة أو حركة أو تفاهم اذا لم تنل ما تريده.
وإسرائيل مدركة ان الأولوية الامنية الاستراتيجية للسعودية هي اليمن وليس ثمه غيرها قادر على ضرب الحوثيين وعلى قاعدة لكل شيء ثمنه :
‐ إطلاق يد في لبنان.
-مصالح استراتيجية امنية في الجنوب السوري.
-حرية حركة في الاجواء
السورية وفي
الشمال السوري لمواجهة التركي.
‐ تكريس اطلاق اليد في فلسطين رغم إعلان دولة فلسطين.
-المطالبة بالضغط على مصر لوقف حشد قواتها في سيناء ورفع الصوت ضد اسرائيل ورفض استقبال الفلسطينيين.
‐ التحذير من الاتفاق الامني السعودي الباكستاني والاستقواء بالنووي الباكستاني. مَن ضرب النووي الإيراني يضرب النووي الباكستاني ، وإمكانات افتعال مشاكل مع باكستان قائمة، اضافة الى المشاكل بين الهند وباكستان.
براك الذي قال:"الحديث عن السلام وهم ، فالسلام لم يكن موجوداً ولن يكون على الارجح" ،علقت أوساط سياسية على كلامة بالسؤال، هل هذا يعزز عزل المتطرفين أم يقوي أفكارهم؟
واذا كان الرئيس
نبيه بري قال كلاماً عالي السقف في الذكرى الأولى للعدوان الاسرائيلي حول ما صدر عن براك كونه مرفوض شكلاً ومضموناً يبرز السؤال الكبير عن التطمينات والضمانات.