نشر معهد "ألما" الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عن التسجيل الصوتيّ الذي تم نشره مؤخراً لمحادثة جرت بين أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد السيّد حسن نصرالله والقيادي البارز في "الحزب" الشهيد إبراهيم عقيل، وفيه تضمن حواراً حول أساليب عسكرية خاصة بـ"حزب الله".
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن "تاريخ المحادثة غير محدد"، وأضاف: "لقد سُمع نصرالله وعقيل خلالها يتناقشان حول أسلوب حزب الله في الحرب ضد إسرائيل، ويبدو أن عقيل كان حذراً في الحفاظ على احترامه لنصرالله، حتى وهو يتحدث بنبرةٍ متوترةٍ وغير مستقرة"، على حد مزاعم التقرير.
وفنّد التقرير المحادثة مشيراً إلى أنها تضمنت الحوار التالي:
- عقيل: طبيعة (طريقة عمل الجيش الإسرائيلي) تغيرت، (وبالتالي عملنا) سوف يتحدد من خلال تحركات العدو و(تفعيل) وسائله. يمكننا الدخول بسرعة (إلى الأراضي الإسرائيلية) بأسلوب "الضرب والهروب" كما ذكرنا (التوغل في إسرائيل، وتنفيذ عملية هجومية، والانسحاب السريع إلى داخل لبنان). لقد توصلنا من خلال هذا الخطاب إلى هدف أساسي، وهو أنه بطريقة غير مباشرة اتضحت لي صورة شاملة للمنهج والفكر. سيدي كل هذه الأمور ليست إلا توسيعاً للأفق. في اللحظة التي نوافق فيها ونقول أنه من المسموح به للعنصر (من حزب الله) القتال ضد كتيبة، فإننا سنكون ملزمين بتوفير قواعد/تعليمات عامة للقتال.
(في حالة) العمليات مقابل الكتيبة، نقول أ، ب، ج، د... (أي أن هذه هي التعليمات العملياتية الواضحة)، وبعد ذلك تكون حراً وفقاً للوضع في الميدان (أي أن قوة حزب الله التي ستتوغل في إسرائيل ستتصرف وفقاً لتعليمات واضحة في البداية. وبعد ذلك، مع تطور العمل، ستكون القوة المخترقة حرة في التصرف وفقاً للوضع المعطى في الميدان).
- نصرالله: أن نأتي الآن إلى إعداد "نماذج ثابتة" (أساليب قتالية واضحة)، هذا ليس منطقياً، وفي الوقت الحاضر أصبحت هذه الطريقة صعبة جداً. إن شئتم، فإنه يمكن السير على النحو الذي ذكره الحاج (إشارة إلى عقيل) في ما يتعلق بأساليب القتال قواعد الإشتباك. نأتي ونقول إنه لدينا قواعد الإشتباك التالية، وسنضع تعليماتنا الواضحة: 1، 2، 3، 4، 5... سنقول للقائد الميداني: هذه هي تعليمات القتال التي ستقاتل بموجبها.
وذكر التقرير أن "عقيل كان يدفع نحو تنفيذ عملية يقوم فيها حزب الله، بواسطة قوته العضوية الخاصة، بتنفيذ تسلل بري إلى الأراضي الإسرائيلية يتم من خلاله مهاجمة بعض الأهداف. ويبدو أن عقيل حاول تغيير النمط المركزي لنشاط حزب الله خلال القتال، وهو النمط الذي نشأ بتوجيه من نصرالله والذي تم التعبير عنه من خلال إطلاق النار وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى (نيران القنص، وإطلاق الصواريخ والقذائف، وإطلاق الطائرات من دون طيار).
يلفت التقرير إلى أنَّ "عقيل حاول باستمرار إعادة تشكيل أسلوب العمل الأساسي لحزب الله، داعياً بدلاً من ذلك إلى عمليات برية هجومية تخترق الأراضي الإسرائيلية"، وأضاف: "تقرير سابق لمعهد ألما ذكر أن توجيه نصر الله بعدم الانضمام إلى حماس وعدم القيام بتوغل بري (غزو) في الجليل فور اندلاع القتال في تشرين الأول 2023 كان في الواقع خطأه الاستراتيجي المركزي. أيضاً، يقول التقرير إن إبراهيم عقيل كان يفكر بشكل مختلف، وجادل بأنه من المستحيل شنَّ نصف حرب ضد إسرائيل".
وتابع: "تم اغتيال عقيل مع 14 من كبار قادة وحدة الرضوان في 20 أيلول 2024، بعد الظهر، أثناء انعقاد اجتماع قيادي في الطابق السفلي من مبنى من 7 طوابق في الضاحية الجنوبية ببيروت. ليس من قبيل الصدفة أن يكون حاضراً في الاجتماع، إلى جانب عقيل، القائم بأعمال قائد وحدة الرضوان أحمد محمود وهبي إلى جانب 5 من قادة قطاعاتها الستة. ومن المرجح جداً أن يكون هدف الاجتماع، الذي عُقد بقيادة عقيل، هو مناقشة و/أو الموافقة على عمليات تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية بهدف ضرب أهداف مدنية و/أو عسكرية".
وأكمل: "حسب فهمنا للمحادثة بين نصرالله وعقيل، فإن الأخير لم يكن ينوي القيام بتوغل واسع (غزو) داخل الأراضي الإسرائيلية، بل تنفيذ عملية نوعية ضمن منطقة محددة ضد هدف أو عدة أهداف محددة. من المحتمل أنه وقت المحادثة، كان حزب الله ووحدة الرضوان قد فقدا القدرة العملياتية على تنفيذ غزو واسع في الجليل".