إعتبر
نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن "
حزب الله" يرفع السقف مجدداً ويتمسك بسلاحه عبر ممارساته الاخيرة وعبر إطلالة الشيخ نعيم قاسم أمس، مضيفاً: "بالنسبة الى "الحزب" السلاح أصبح للسلاح ولزيادة النفوذ والسيطرة الداخلية، ولم تعد اولويته قتال
إسرائيل وإنسحابها. هذا المنطق مضاد لمنطق الدولة، وليس مكملاً له كما يدعون".
وفي مقابلة مع الإعلامي بسام أبو زيد عبر إذاعة "صوت كل
لبنان"، سأل: "لماذا يجب علينا جميعاً أن نراعي ظروف شريحة يقال عنها مجروحة، وكأن بقية اللبنانيين ليسوا مجروحين. في وقت كل الأدوات الاعلامية لهذه الشريحة والشخصيات العامة والرسمية والاعلامية التي تمثلها تقف بوجه بقية اللبنانيين وتستفزهم وتتهمهم بالعمالة وتهددهم بالسلاح؟".
أضاف: "القضية ليست قضية سلاح فقط بل قضية حضور ونفوذ لحزب الله على الارض يتصاعد من وقت الى آخر. فبدلاً من أن يقول الأخير إنه يريد أن يكون ضمن الدولة
اللبنانية ويمارس اللعبة الديمقراطية ويدعم حصر السلاح بيد الدولة، فهو يرفع السقف بقوله إنه يرفض التنازل عن السلاح بالمطلق".
حاصباني حذّر من أنه "إذا بقي "الحزب" على منواله، سنصبح في لبنان متفرجين على مستقبلنا لا صانعين له"، وأردف: " اذا اصرّ على التمسك بسلاحه فهذا انتحار بأمر من
إيران. اي تصعيد ممن هم تحت الارض سيضر بكل اللبنانيين فوق الأرض وببيئة حزب الله اولاً".
وردّاً على سؤال، أجاب: "ننتظر تقرير الجيش الاول حول ما حدد في جلسة ٥ آب، فالمهم أن يتم تنفيذ قرار حصر السلاح. الكلام السياسي والخطابي يبقى كلاماً، وعلينا أن نرى كيف تطبق الأجهزة العسكرية والأمنية القرارات على الأرض. بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها ليس فتنة بل تصدي "حزب الله" لذلك هو رفض القبول بوجود الدولة. للذي يهدد بالفتنة نقول: لماذا لم تخلق مواجهات الجيش مع تجار المخدرات اي فتنة؟".
وإذ أشار الى أن "الشيخ نعيم قاسم مدرك أن لا اعادة إعمار في ظل السلاح وعدم الاصلاح، ولكنه يكسب الوقت"، إعتبر أن "الرئيس
نبيه بري يلعب في الظاهر دوراً إيجابياً، اما في العملي فدوره سلبي لانه يكرس عملياً بقاء سلاح حزب الله. فإن كانت نواياه سليمة ليساهم بفرض الدولة حصرية السلاح بيدها".
وردّا عما حكي من قبل النائب حسن فضل الله أن هناك إتفاقا مع الرئيس جوزاف عون على بقاء السلاح كشرط لإنتخابه، أجاب: "لم يكن هناك شرط فعلي من قبل "الثنائي" لانتخاب رئيس الجمهورية، إذ: أولاً قال لنا نواب من "الثنائي" بوضوح صباح جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب وقبل الاجتماع المزعم لوفد منهم معه إنهم لن يصوتوا في
الدورة الاولى بل سيصوّتون له في الدورة الثانية. ثانياً، بالمنطق، لا يمكن ان يكون اتفق معهم الرئيس على بقاء سلاحهم شمال الليطاني ثم يخرج بعد نصف ساعة بخطاب قسَم يجزم فيه احتكار السلاح بيد
الدولة على كامل أراضيها".
حاصباني الذي شدد على تمسك "
القوات اللبنانية" بإحترام المواعيد الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، اعتبر أن اي حديث عن إلغاء الانتخابات او تأجيلها هو رسالة سيئة للبنانيين وللمجتمع الدولي والمستثمرين، متسائلا: "إن اقدمنا على ذلك، فما الذي يميّز العهد الحالي عن العهود السابقة؟ نكون قد إستنسخنا ٣٠ سنة من العهود السابقة من دون تغيير!!!". كما أكد الاصرار على الإتاحة للمغتربين التصويت لكامل مقاعد المجلس وعدم حصر صوتهم بستة نواب عن الاغتراب، لما يربطهم هذا الامر بالجذور والاقتصاد اللبناني.
وختم حاصباني: "علينا أن نتطلع الى أمر واحد أن عملية حصرية السلاح لا تزال قائمة والمخاطر من السلاح تتزايد، لأنه قد تستجد أمور إقليمية تضر بلبنان بسببه. هذه كلها تترجم على أمور أخرى مثل الانتخابات النيابية وتسويف الإصلاحات في القطاع العام".