يشهد
لبنان في الفترة الأخيرة توترات سياسية وأمنية معقدة، تنعكس بشكل واضح على العلاقات بين الأطراف المحلية والدولية، حيث تشكل تصريحات الموفد
الاميركي توم براك بورصة لمواقف واشنطن، وتحديدا الرئيس
دونالد ترامب، مسلطة الضوء على بعض
القضايا الحساسة التي تواجه لبنان والمنطقة بشكل عام.
وكتب ميشال نصر في" الديار": تأتي تصريحات براك لتكشف عن اتجاه استراتيجي جديد في المقاربة الأميركية للملف اللبناني، باتت اوضح بعد لقاء رئيس الجمهورية بوزير الخارجية الاميركي، وما تبعه من أحداث في
بيروت، خصوصاً في ما يتعلق "بحصر السلاح" ومصير اتفاق وقف الاعمال العدائية، الذي صيغ يومذاك برعاية دولية، والذي يبدو اليوم موضع مراجعة ضمن خطاب يحمل مزيجاً من التحذير والتصعيد، ويضع لبنان مجدداً أمام استحقاق سيادي وأمني معقّد.
تقول مصادر ديبلوماسية ان موجة تصريحات براك الاخيرة، لا يمكن فصلها عن السياق الأوسع للصراع الأميركي - الإيراني، وانخراط واشنطن في رسم توازنات جديدة على حدود "
إسرائيل" الشمالية، مؤشرة الى أن الملف اللبناني لم يعد هامشياً في الأجندة الأميركية، بل بات مرتبطاً عضوياً باستراتيجية واشنطن لاحتواء نفوذ طهران، وضبط إيقاع الصراع في المنطقة، وربما تحضيره لمنع انفجار واسع النطاق قد يتجاوز حدود لبنان، في مشهد يظهر
حزب الله، في قلبه، كلاعب محوري في السياسة
اللبنانية والأمن الإقليمي.
وتتابع المصادر بان برّاك في تصريحاته الأخيرة، أكد بوضوح أن
الولايات المتحدة الأميركية لم تعد ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و "إسرائيل"، في اشارة تعتبر كتحول كبير في السياسة الأميركية، التي كانت قد أدّت دور الوسيط في إطار ضمانات أمنية بين الطرفين، فغياب الضمانات الأميركية قد يعكس توجهاً جديداً من واشنطن لعدم التدخل بشكل مباشر في القضايا الأمنية في لبنان، خاصةً في ظل الحديث عن قرب تنفيذ "تل ابيب" لضربة كبيرة في لبنان فور اعلان وقف النار في غزة.
وختمت المصادر كاشفة ان كل ما يتردد عن سحب لملف لبنان من براك هو غير دقيق راهنا، اذ ان مشاركته في لقاء عون - روبيو، في نيويورك، الى جانب مورغان اورتاغوس، انما جاء بطلب مباشر من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، على خلفية التصريح الذي ادلى به قبل ساعات من اللقاء، والذي ارضى صقور الادارة، متحدثة عن توزيع للادوار بينه وبين اورتاغوس، باعتبار ما ينقل عنه عن عدم حماسته للتعامل مع العسكريين، خلافا لاورتاغوس.