Advertisement

لبنان

الاكتئاب الموسمي.. حين تتحكم الفصول بالمزاج

مايا دعيبس طه - Maya Daibess Taha

|
Lebanon 24
01-10-2025 | 02:30
A-
A+
Doc-P-1423828-638949081614180442.jpeg
Doc-P-1423828-638949081614180442.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
الاكتئاب الموسمي، أو ما يُعرف علميًا بالاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal Affective Disorder - SAD)، هو نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بتغيّر الفصول، خصوصًا في الخريف والشتاء. ويُعتبر من الحالات التي تلقى اهتمامًا متزايدًا في الأوساط الطبية، نظرًا لتأثيره المباشر على جودة حياة المصاب وصحته النفسية والجسدية.
Advertisement


غالبًا ما تبدأ الأعراض في أواخر الخريف وتشتد خلال أشهر الشتاء، لتتراجع مع الربيع وازدياد ضوء النهار. وتشير دراسة أميركية إلى أن الاكتئاب الموسمي يصيب ما بين 1% و10% من السكان تبعًا للمنطقة الجغرافية، حيث تزداد النسبة في الدول ذات المناخ البارد وفترات النهار القصيرة. كما بينت الدراسة أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالرجال. 
 


وتتشابه أعراض الاكتئاب الموسمي مع الاكتئاب العادي، إلا أن له سمات خاصة. وأبرز هذه الأعراض: الشعور المستمر بالحزن، انخفاض الطاقة، صعوبة التركيز، فقدان الحافز لممارسة الأنشطة المعتادة، وزيادة ساعات النوم. كذلك، أظهرت أبحاث نشرت عام 2014 أنّ الميل إلى تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات شائع جدًا لدى المصابين بهذا الاضطراب، ما يؤدي إلى زيادة الوزن وتفاقم الحالة النفسية.


أما عن الأسباب، فيُرجّح العلماء أنّ قلة التعرض لضوء الشمس تقلّل من إنتاج السيروتونين، وهو الناقل العصبي المرتبط بتحسين المزاج، كما تخلّ بتوازن الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم. دراسة أخرى هنا  أكدت أن التغيّر في إيقاع الساعة البيولوجية للجسم نتيجة قصر النهار يُعد عاملًا أساسيا في نشوء الأعراض. 
لحسن الحظ أن هناك طرق فعالة للتعامل مع هذا الاضطراب. فقد أثبتت دراسات سريرية، أن العلاج بالضوء (Light Therapy) باستخدام مصابيح خاصة تحاكي ضوء الشمس يُعتبر من أكثر الوسائل نجاحًا في التخفيف من الأعراض. كما أن ممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس متى أمكن يسهمان في تحسين المزاج أيضًا. 
 


إلى جانب ذلك، يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من الوسائل المهمة لتغيير أنماط التفكير السلبية، فيما يُستخدم العلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب في الحالات الشديدة.

الاكتئاب الموسمي دليل على التأثير العميق للبيئة والفصول على النفس البشرية. وبينما قد يشكّل تجربة صعبة، إلا أن الوعي به واللجوء إلى الوسائل العلاجية المثبتة علميًا يساعدان المصاب على تجاوز أعراضه والتمتع بحياة أكثر توازنًا وصحة.
 
المصدر: "لبنان 24"
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

مايا دعيبس طه - Maya Daibess Taha