أصدر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المرسوم الرقم 1478 تاريخ 2 تشرين الأول 2025، القاضي بإحالة مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2026 على مجلس النواب. ووقع المرسوم الى الرئيس عون، رئيس
مجلس الوزراء القاضي نواف سلام ووزير المالية ياسين جابر.
الى ذلك، عرض رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مع نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري للأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة ونتائج زيارة الوفد السوري للبنان.
ووضع الرئيس عون الوزير متري في أجواء اللقاءات التي عقدها في نيويورك خلال ترؤسه وفد
لبنان الى اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة.
بعد اللقاء، تحدث الوزير متري الى الصحافيين، فقال: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، واطلعته على حصيلة الاجتماعات
اللبنانية -
السورية التي انعقدت امس، وهي مباحثات تسهم في توطيد الثقة بين لبنان وسوريا. وقد درسنا كل المسائل المهمة والحرجة، اذا شئتم، بروح طيبة وبروح الثقة المتبادلة، والعمل على معالجة المشاكل واولها قضية الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية. وقد اطلعت فخامته على المسار الذي سلكناه لجهة وضع صيغة قانونية، أو مشروع اتفاقية تعاون قضائي بين البلدين، تسمح لنا بمعالجة شاملة لهذه القضية. لكن بانتظار المعالجة الشاملة، هناك عدد من الموقوفين، لا اعرف بالضبط كم هو، بات اطلاقهم ممكنا في القريب، وسنتباحث في هذا الامر. موقوفون غير محكومين وغير متهمين بجرائم، او موقوفون لاسباب سياسية تتعلق بمعارضتهم للنظام السوري السابق".
أضاف: "كما طلبت من فخامة الرئيس توجيهاته، بعدما كلفني تمثيله في القمة الروسية - العربية التي ستنعقد في موسكو بعد 10 أيام، فزودني بالتوجيهات اللازمة. وبطبيعة الحال كما في كل زيارة تداولنا في الشؤون العامة، وفي عمل مجلس الوزراء، وتحدثنا عن الجلسة المقبلة واهميتها، وعن جو الثقة الذي يسود بين فخامة الرئيس والحكومة التي تعمل حول رئيسها متضامنة، ودأبها ان تعتمد بكل ما يتوفر لها من إمكانات وقدرات على الثقة بينها وبين المواطنين، وعلى الثقة بينها وبين الأجهزة العسكرية والأمنية".
سئل: بخصوص ملف الموقوفين والمفقودين اللبنانيين في
سوريا، هل من موعد لزيارة الوفد اللبناني لسوريا؟
أجاب: "لم نتفق على الموعد، ولكن الزيارة ستتم قريبا. علينا ان نميز بين الموقوفين والمفقودين. بالنسبة الى المفقودين، حصل بالأمس اجتماع بين الهيئة الوطنية اللبنانية للمفقودين والمخفيين قسرا في سوريا، مع الهيئة السورية للمفقودين والمخفيين قسرا، أي السوريون المفقودون في لبنان، ونحن نعمل على توقيع مذكرة تفاهم بينهما، تسمح لهما بتبادل ما توفر من معلومات عن المفقودين هنا وهناك، والتعاون في سبيل كشف الحقيقة عن أوضاعهم، واذا كان بينهم من نستطيع استرجاعه. يقول لنا الاخوة السوريون ان السجون السورية باتت فارغة وان ما من لبناني كان في سجن سوري الا واطلق سراحه، لكن قصة المفقودين هي قصة مواطنين لبنانيين ذهبوا الى سوريا ولا نعرف اين هم".
سئل: بالنسبة الى جلسة مجلس الوزراء المقبلة، هل بات تقرير الجيش جاهزا لعرضه على مجلس الوزراء؟
أجاب: "في الجلسة المقبلة، يكون قد انقضى شهر على جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول، حيث تم تكليف الجيش بتنفيذ الخطة التي وضعها المجلس، وطلب منه تقديم تقرير شهري لمجلس الوزراء عن تطبيق هذه الخطة. اذا من المتوقع ان نستمع الى التقرير الشهري الأول لقيادة الجيش في الجلسة المقبلة".
واستقبل الرئيس عون وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي الذي قال بعد الزيارة: "اطلعت فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على زيارتي لنيجيريا لتمثيله في احتفال تدشين السفارة اللبنانية في العاصمة أبوجا يوم الجمعة في 26 أيلول الماضي، بحضور سعادة سفير لبنان في نيجيريا حسام دياب، وعدد كبير من أفراد الجالية اللبنانية بالإضافة إلى الرسميين النيجيريين ومعظم السفراء المعتمدين في العاصمة".
اضاف: "كما اطلعت فخامة الرئيس على سير العمل بمشروع اعادة تكوين ادارات ومؤسسات الدولة 2030 وعلى مرئيات وأولويات اصحاب المصلحة من خلال الجولات الميدانية في المناطق".
ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير سري لانكا Kapila Susantha Jawaheera في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته الدبلوماسية في لبنان.
وشكر الرئيس عون السفير السري لانكي على "الدور الذي لعبه خلال وجوده في
بيروت لتعزيز العلاقات اللبنانية – السري لانكية"، وتمنى له التوفيق في مهماته الجديدة.
وفي قصر بعبدا، الوزير السابق العميد محمد فهمي الذي اجرى مع الرئيس عون جولة افق تناولت المواضيع الراهنة والتطورات الأخيرة.
وبعد الظهر، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفدا من أطباء الاسنان الدوليين برئاسة نقيب أطباء الاسنان في لبنان البروفسور رونالد يونس، ومشاركة أطباء من عدد من الدول العربية والأجنبية.
وشكر يونس باسم الوفد، الرئيس عون على رعايته المؤتمر الدولي لطب الاسنان الذي افتتح اعماله اليوم في بيروت لمناسبة اليوبيل الـ75 لتأسيس نقابة طب الاسنان في لبنان، ووضعه في أجواء البرامج التي سيبحثها المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 2000 طبيب اسنان من مختلف انحاء العالم.
ورأى أن "المؤتمر أتى بمثابة شهادة لاظهار ان لبنان بدأ بالفعل مسيرة النهوض بعد فترة من الركود بسبب الظروف الصعبة التي مرّ بها، وانه بارقة أمل جديدة بفعل وصول الرئيس عون الى سدة الرئاسة، والمسيرة التي بدأتها الدولة اللبنانية لاستعادة حضورها".
وشدد على ان "النقابة تمكنت من ابعاد المشاكل السياسية طوال الفترة السابقة عن عملها، وهو ما ساهم في ابقائها في المستوى المطلوب على الصعيد المهني".
ثم تحدث ممثل الجمعية
الفرنسية لطب الاسنان الدكتور دونفان هامر، الذي اعرب عن سروره لمجيئه الى لبنان والمشاركة في فعاليات المؤتمر، وهو ما "يعكس عمق العلاقة بين لبنان وفرنسا، والاهمية التي يعلقانها على مسائل الصحة خصوصا، وانها مسائل لا تنحصر بمنطقة او قارة معينة بل تشمل العالم اجمع".
وشكر للرئيس عون اهتمامه بالمؤتمر ورعايته له، متمنيا ان يستمر التعاون القائم بين بيروت وباريس.
واعتبر امين عام اتحاد أطباء الاسنان العرب الدكتور عبد الرحمن العزري ان هذا المؤتمر "يفسح المجال امام الاستفادة من تجارب الأطباء من انحاء العالم"، مشيدا بالرعاية التي يوليها لبنان للمواضيع العلمية والطبية. واعرب، باسمه وباسم الأطباء العرب، عن سعادته وفخره في "مشاركة لبنان تعافيه وعودته الى الساحة العالمية".
من جهته، رحب الرئيس عون بالحضور، شاكرا لهم "ثقتهم بلبنان الذي رغم كل الازمات، لا يزال صامدا بفضل دعم الدول الشقيقة ومؤازرة دول صديقة كفرنسا". وقال: "لبنان انتقل الى مرحلة جديدة، والطريق لا يزال طويلا، ولكن ليس هناك من مستحيل طالما هناك ايمان بما يقوم به تجاه بلده ودعم الخارج له، وقد قطعنا مرحلة ونتابع الطريق نحو مراحل أخرى، وبفضل همتكم وابداعكم، فسنبقى".
وأكد "أهمية تبادل الخبرات، خصوصا في العالم العربي الذي يعاني حاليا من وضع حرج، لكنه مستمر في العطاء والإنتاج والتقدم نحو الأفضل، اذ لا خيار امامه فإما مواصلة الطريق، واما البكاء على الاطلال، وكان الخيار الأول هو السائد".
وجدد الرئيس عون "الدعوة الى انشاء سوق عربية مشتركة، على غرار السوق الأوروبية المشتركة، الامر الذي من شأنه تسهيل الانتقال بين الدول وتبادل الخبرات والخدمات، مع التفكير في اقتراح انشاء اتحاد عربي في مرحلة لاحقة".
ورأى ان "وجود هذا العدد من الأطباء الدوليين في لبنان هو دليل ثقة عالمية بلبنان، ورسالة امل الى اللبنانيين والعالم بأن لبنان عاد الى الطريق الصحيح، وعلى كل شخص تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه".
واستقبل الرئيس عون الوزير السابق غازي العريضي، وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات على الساحتين المحلية والإقليمية.