Advertisement

لبنان

تقرير أميركيّ يرصدُ شوارع لبنان.. مشوّق جداً

ترجمة "لبنان 24"

|
Lebanon 24
06-10-2025 | 16:50
A-
A+
Doc-P-1426033-638953916750398334.jpg
Doc-P-1426033-638953916750398334.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً جديداً ترجمهُ "لبنان24"، تحدثت فيه عمّا أسمتهُ "فوضى القيادة في لبنان التي تروي قصة بلد مُفكّك".
Advertisement
 
 
وتقولُ مُعدّة التقرير ندى بكري إنّ "الشوارع في بيروت أشبه بعشّ نحل، فالجميع ينحرف ويلدغ ويندفعُ في كل اتجاه"، مُشيرة إلى أنَّ "الجميع ينحرف ويندفع في كلّ اتجاه"، وأضافت: "أحاول المقاومة عندما أزور لبنان، لكنني أصبح جزءاً من السرب لأن الطريق يفرض ذلك. تُعاد صياغة قواعد المرور دقيقة بدقيقة. يتوقف سائق سيارة أجرة للمساومة مع راكب في منتصف الطريق بينما تنتظر السيارات خلفه".


وتابعت: "القيادة في بيروت مثال بسيط على كيف توقفنا نحن اللبنانيين عن الاعتقاد بأننا مدينون لبعضنا البعض أو لبلدنا المتفكك بأي شيء. منطق القيادة على طرقات لبنان يحكم سياساتنا، حيث يبدو أن جميع المسؤولين المنتخبين يندفعون للأمام عشوائياً. لا نثق بالنظام، بل في مناوراتنا فقط. أصبح الحزن مجرد ذكرى".


ويقول التقرير إن "لبنان يعاني من إخفاقات السياسات وانهيار المؤسسات"، وأضاف: "لقد كافحت مؤسسات لبنان للتعافي منذ الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و 1990، وخلفت ما يُقدر بـ 150 ألف قتيل. كذلك، جمّدت البنوك الودائع خلال الأزمة الاقتصادية عام 2019، مما أدى إلى استنزاف مدخرات الناس ودفع البلاد إلى براثن الفقر. وبعد أشهر، أودى انفجار مرفأ بيروت، وهو أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، بحياة 235 شخصاً على الأقل، وإصابة الآلاف، وتدمير جزء كبير من العاصمة. وإلى جانب هذه الكوارث، شهدنا تآكلاً بطيئاً ومؤلماً في الثقة والمساءلة والوظائف الأساسية. اختفت الخدمات العامة تقريباً، والمحاكم مكتظة منذ سنوات، والمكاتب الحكومية تعمل بميزانية محدودة أو إشراف محدود. ما تبقى هو بلدٌ يُصبح فيه الخلل الوظيفي هو القاعدة، ويعتمد البقاء على الحلول البديلة".


كاتبة التقرير تضيف قائلةً: "سألني قريبٌ لي من الولايات المتحدة، خلال زيارةٍ لي مؤخرًا، عن سبب وقوف شاحنات المياه أمام بعض المباني في بيروت. نظرتُ، ثم هززتُ كتفي. قلتُ إنهم يوصلون المياه إلى منازلهم بكل بساطة. بدا عليه الحيرة. عندها أدركتُ أنه بحاجةٍ إلى فهم السياق. في لبنان، غالباً ما لا تصل المياه من الصنابير إلا إذا دفعتَ لموردين خاصين لجلبها. يسحب عمال التوصيل الخراطيم إلى أعلى السلالم ويملأون الصهاريج على الأسطح. الأمر نفسه ينطبقُ على الكهرباء، إذ يعتمدُ معظم القادرين على تحمل تكلفتها على مولدات خاصة".


واستكمل التقرير: "لفترةٍ من الزمن، بدا أن هناك إمكانيةً للتغيير. بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول، انضم حزب الله، الجماعة اللبنانية المسلحة ذات النفوذ الهائل في لبنان، إلى الحرب. وجهت إسرائيل ضرباتٍ قاصمة للمنظمة وراعيتها، إيران، وفجأةً بدا أن المنطقة قد مالَت. اتجهت سوريا نحو الغرب، وضعف إيران، وأصبح للبنان رئيسٌ ورئيس وزراء جديدان، وتحدث دبلوماسيون عن نزع سلاح حزب الله تمامًا. للحظة، شعرنا أن التغيير قد يأتي أخيراً".


وتابع: "لكن بعد أشهر عديدة، لم يتغير الكثير. لا يزال حزب الله مسلحاً، ولا تزال إسرائيل تحتل أرضنا في الجنوب، وتواصل قصف أجزاء من البلاد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني منذ وقف إطلاق النار مع لبنان قبل 10 أشهر، وفقًا للأمم المتحدة. ويواصل المانحون الدوليون ربط تقديم مساعدات مجدية لإعادة إعمار لبنان وتعافيه بنزع سلاح حزب الله واستعادة سلطة الدولة الكاملة - وهي شروط فشل القادة اللبنانيون في تحقيقها - وما زلنا متمرسين في البقاء على قيد الحياة لدرجة أننا لا نعتقد أن التغيير سيكون من نصيبنا".


وقال: "لم نعد في حالة سقوط حر، لكن لا يزال هناك الكثير من الحطام. لا يزال الفاسدون في أماكنهم. نحن عالقون بين الأنقاض، لكننا نتظاهر بأننا لسنا كذلك. الانهيار هنا لا يعني التغيير، بل إنه يعني فقط التكيف مع ظروف أسوأ. نسميها مرونة، ولكن متى تتحول المرونة إلى استسلام؟ متى يتوقف التكيف عن كونه قوة ويصبح فخاً؟".


ويتحدث التقرير عن مشهدين يبرزان في لبنان، الأول وهو وجود مطاعم فاخرة يتواجد فيها زوارٌ يدفعون أموالاً كثيرة، بينما خارج تلك المطاعم سائقو خدمة صف السيارات الذين يتولون تأمين موقفٍ لمركبات تساوي سنواتٍ من أجورهم. أيضاً، هناك أطفال حُفاة الأقدام ومُغطّون بالغبار، لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، يشقّون طريقهم عبر الزحام ويطلبون المال.


واستكملت كاتبة التقرير بالقول: "في رحلة صيفية أخيرة بالسيارة إلى الشاطئ مع ابني ذي الخمسة عشر عاماً، مرّ الطريق بموقع انفجار مرفأ بيروت.. لقد أُزيل معظم الأنقاض، لكن لم يُعاد بناء أي شيء هنا.. بعد ذلك، مرّ بندبة أخرى لم نعد نراها وهي الموقع الذي اغتيل فيه رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بشاحنة مفخخة عام 2005".
 

وتابع: "سأل ابني بهدوء.. هل من فعلوا ذلك في السجن؟.. لم أكن متأكدة من أي مأساة كان يشير إليها. أطلقت ضحكة قصيرة، ليس لأن السؤال كان مضحكاً، ولكن لأنني شعرتُ بسخافة طرح مثل هذا السؤال. ثم أدركتُ: السخافة الحقيقية كانت رد فعلي. عندما تتوقف عن البحث عن إجابات، يصبح التكيف فخاً.. حينها تُدرك أن لا شيء يتغير أبداً، إلا إلى أي مدى خفضنا توقعاتنا".

المصدر: ترجمة "لبنان 24"
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة "لبنان 24"