مقدمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"
إنه السابع من تشرين الأول بتوقيت طوفان الأقصى.
ما فعلته المقاومة الفلسطينية في ذلك اليوم من عام 2023 لم يكن مجرد عملية أمنية تستهدف موقعا أو شخصا أو مجموعة معادية بل هو استهداف للمنظومة الأمنية والعسكرية والدفاعية التي أقامها العدو
الإسرائيلي حول قطاع غزة وكذلك للمنظومة السياسية
الإسرائيلية.
بغض النظر عن الأثمان الباهظة التي كبدها الإجرام الإسرائيلي للقطاع بشرا وحجرا منذ اليوم التالي لطوفان الأقصى فإن الحقيقة الساطعة أن ما حل بالكيان في ذلك الحين شكل انعطافة تاريخية في العمل المقاوم.
فقد بدل الطوفان معادلات الصراع وحطم أسطورة الجيش والأمن الإسرائيلية ومس الأمن القومي والإقتصادي للكيان الإسرائيلي وكسر هيبته وهز جبهته الداخلية وعمق إنقساماته.
وبعد سنتين على الطوفان أضحت إسرائيل في عزلة دولية غير مسبوقة وقادتُها ملاحقين كمجرمي حرب مهما حظيت بغطاء ودعم من الغرب تتقدمه الولاياتُ المتحدة.
طوفان الأقصى الذي يدخل عامه الثالث سيبقى يطارد كيان العدو مهما تبجح بإنجاز هنا وانتصار هناك ... فللباطل جولة وللحق جولات.
وأما جولات التفاوض غير المباشر بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي فإنها متواصلة في شرم الشيخ لليوم الثاني على التوالي.
وتجري هذه المفاوضات بمواكبة من الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين ويتمحور البحث حول ثلاث نقاط رئيسية: تبادل الأسرى والإنسحابات الإسرائيلية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وإذا كانت أجواء تفاؤل حذر تحيط بالمفاوضات فإن تجارب سابقة أكدت أن العدو الإسرائيلي لا يُؤمنُ جانبُه.
ولئن قال بنيامين نتنياهو إن نهاية الحرب في غزة تقترب فإنه أضاف أن إسرائيل حطمت حركة حماس رغم أنها لم تُهزم بالكامل وسنصل إلى ذلك قريبا وهو تعبير يحمل في طياته مخاوف من مواصلة العدوان الإسرائيلي.
وأما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فأكد أن هناك تقدما كبيرا في مفاوضات شرم الشيخ مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة.
وفي انتظار الأيام المقبلة يبقى قطاع غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي تقابله هجمات للمقاومة كان آخرُها اليوم في خان يونس حيث قُتل جندي إسرائيلي وأصيب آخرون بجروح.
وأما العدوان على
لبنان فقد سجل اليوم غارتين شنهما الطيران المسير المعادي على دير عامص ووادي مريمين ما أسفر عن ارتقاء شهيدين يضافان إلى شهيدين سقطا أمس في غارة على سيارة في زبدين وتم تشييعهما اليوم في كفركلا.
بعيدا من ذلك أُعلن في الفاتيكان رسميا اليوم موعدُ زيارة البابا (لاون الرابع عشر) للبنان من الثلاثين من تشرين الثاني إلى الثاني من كانون الأول.
مقدمة الـ "أم تي في"
7 أكتوبر 2023- 7 أكتوبر 2025. عامان على طوفان الاقصى، بل على طوفان أغرق المنطقة بأسرها. قبل سنتين ساد اعتقاد أن هيبة إسرائيل انكسرت. ولكن شيئا فشيئا تخطى الكيان الإسرائيلي العار الذي لحق به في 7 اكتوبر، ومن ثم انتقل من الدفاع الى الهجوم.
هكذا وبدلا من ان تُحرر غزة، وقعت حماس وغزة في الأسر. وبدلا من ان تُخلص حماس الغزاويين سقط كبار قادتها وتمت تصفيتُهم. وبدلا من ان تنجي حماس غزة من الدمار دُمر معظمُ القطاع.
. انها حرب اسقطت مقولات كثيرة. ففي المنطقة محور الممانعة سقط، ومعه سقطت نظرية وحدة الساحات.
وفي ايران برزت نظرية الصبر الاستراتيجي بعدما ظهرت طهران على حقيقتها كنمر من ورق.
وفي
سوريا تم خلع ديكتاتور البراميل المتفجرة وصار لاجئا صامتا في
روسيا.
وأما في لبنان فان الحرب التي أعلنها
حزب الله لاسناد غزة تحولت وبالا عليه. فهو خسر كبار قادته، وخسر هيبته، وخسر جزءا كبيرا من قوته البشرية وقدراته العسكرية، ودُمر قسم غير قليل من مناطقه.
والأهم: اسقطت حرب الاسناد نظرية توازن الردع، بقدر ما أسقطت مقولته عن مقاومة اسرائيل. وبعدما خسر الحزب حربه مع إسرائيل، ارتد نحو الداخل ليؤكد بمناسبة وبلا مناسبة انه لن يتخلى عن سلاحه. لكن السؤال المطروح: سلاح الحزب اليوم "على مين"؟
فاسرائيل بعيدة من شمال الليطاني، وقدرات حزب الله اضعف من ان تحارب آلة الدمار الاسرائيلية، ومن ان تواجه التكنولوجيا الاسرائيلية.
لذلك نعيد السؤال في ذكرى 7 اكتوبر: سلاحك يا حزب الله "على مين"؟...
ولكن قبل استعادة ذكرى 7 اكتوبر فلسطينيا ولبنانيا وقفة عند قنبلة موقوتة تكاد تنفجر كل فترة.
اسم هذه القنبلة مطمر الجديدة، الذي يعاد تشغيلُه موقتا كلما ارتفعت صرخة الاهالي وكلما ارتفعت النفايات في الشوارع وعلى الطرقات والصور الملتقطة اليوم خير شاهد على الاهمال والتقصير واللامسؤولية.
مقدمة "المنار"
عامان وطُوفانُ الاقصى عصي على الاخماد، وهديرُ جهاده ودمه وتضحياته يرفعُ فلسطين الى اعلى مراتب الضوء، حتى خلدها قضية عالمية عصية على النسيان.
طُوفان أرخ لتاريخ جديد، وفرز بين غث الامة وسمينها، فعاد السابعُ من اوكوبر والتضحياتُ جسيمة، ولكن المكاسب عظيمة كعظيم قافلة الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والايرانيين على طريق القدس.
طوفان احال فلسطين من قبلة المجاهدين الى قبلة الانسانية، وعنوان الحق الذي ما استطاع عليه كلُ الاجرام الصهيوني
الاميركي ولن يُعيقهُ تكدُسُ الفشل او الخنوع العربي، فتفرع الطوفانُ في شوارع لندن وباريس واخواتهما وجامعات واشنطن ونيويورك وباحاتها، يدقُ ابواب حكومات ويهزُ عروش زعامات، حتى فرض على العالم الاعتراف بدولة فلسطينية ونبذ الكيان النازي الصهيوني الا من سيده الاميركي وبعض اذنابه في المنطقة والعالم.
وبمنطق العهد الذي لن يخيب والثبات على خط سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي وسُلالة من الشهداء القادة والمجاهدين واهل المقاومة الصابرين، كان تأكيدُ حزب الله في الذكرى الثانية اننا مستمرون بحفظ أمانة المقاومة ودماء الشهداء، وان تضحيات الشعب الفلسطيني بالدماء والدموع والصبر والجوع ستبقى خالدة في التاريخ، وان فلسطين ستعودُ كاملة لأهلها رغما عن كل متآمر ومطبع ومتخاذل، وهذا وعدُ الله الذي لا يُخلفُ وعده.
ولهذا الوعد يعملُ كلُ المؤمنين ويُقدمون اغلى التضحيات، ومنهم الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةُ التي تدفعُ الاثمان لانها تقفُ مع الحق ومع فلسطين ومع جميع المستضعفين، كما أكد الامينُ العامث لحزب الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم بكلمة مختصرة للايرانيين ضمن فعالية “ايرانُ المتضامنة”.
وفي الجنوب اللبناني مشهد يختصرُ كثير الكلام بفعل دولة غائبة حتى من الاحلام، ففي كفركلا وقف اطفالُ الشهيدين حسن عطوي وزينب رسلان وما تبقى من اهل بلدتهم ايتاما على ارض وطنهم، وهم من اعتادوا الصمود فوق الخيال، والصبر مع الارض التي لا تعرفُ الجزع ولا الاتكال الا
على الله وعلى سواعد رجالها الرجال.
ومع تشييع الزوجين الشهيدين كان الجنوبُ يزفُ شهيدين آخرين بعدوانين على ياطر ودير عامص، فيما آخرُ دعوات الحكومة كانت لجلسة وزارية الخميس، ليس على جدول اعمالها ذكر لمأساة الجنوبيين ولا لشهدائهم ولا لايتامهم.
مقدمة الـ "أو تي في"
بين خبر مُفرح، وآخر سيء، مضت ساعات هذا اليوم.
الخبر المفرح، تحديد موعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان بين الثلاثين من تشرين الثاني والثاني من كانون الاول، لتشكل علامة رجاء جديدة، في زمن اليأس.
اما الخبر السيء، فأن الطبقة السياسية نفسها التي تستعد لاستقبال الحبر الأعظم، كادت ان تتسبب اليوم بغرق لبنان مجددا في النفايات، بعدما أغرقته سابقا في بحر من الازمات، على كل المستويات.
فالهرب المزمن من مواجهة هذه المشكلة بالتحديد، كاد ان يودي بالبلاد اليوم في هاوية بيئية وصحية مكررة، وقفت الحكومة ازاءها موقف المتفرج، فيما تبارى سياسيون كثيرون في كلمات الادانة وعبارات التنديد، وكأنهم وصلوا الى سدة المسؤولية في لحظة الاعلان عن نبأ وقف جمع النفايات بعد قرار اقفال المطمر، الذي تمت لاحقا اعادة النظر فيه، ولو مرحليا.
هؤلاء هم سياسيو لبنان الذين يتكررون ويكررون: يتكررون، لأن الشعب يعيد انتخاب اكثرهم، فينسى قبيل الانتخابات تقصيرهم المجرم، فتُوجهُ اعتبارات طائفية ومذهبية وحزبية ومصلحية خاصة، صوته في الصندوق.
ويكررون، لأنهم لا يتعلمون من التجارب، او لا يريدون ان يتعلموا، ولذلك ينتقل لبنان بفضلهم، في ملف النفايات كما في سائر الملفات المزمنة المطروحة، من مصيبة الى مصيبة اكبر، ويبتعد اكثر عن الحل.
الخميس، تعقد جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي، وليس بين بنودها اي شأن يتعلق بأزمة النفايات، وكأن الخطر الجاثم اليوم لم يكن.
فثمة قضايا اهم ربما تستحق ان يبحث فيها الوزراء، اكثرها لا قرار لهم فيه، كمثل حصرية السلاح، التي تنصلوا في شأنها من موعد نهاية العام الذي سبق وحددوه لأنفسهم، ورموا كرة النار بين يدي الجيش.
وليس بعيدا من الوضع اللبناني، حلت اليوم الذكرى الثانية لطوفان الدم اثر احداث السابع من تشرين الاول 2023، من غزة الى لبنان، مرورا باليمن وسوريا وايران وحتى قطر. اما نتائج العملية بحد ذاتها، فتقييمها متروك للتاريخ، عله يجيب عن اسئلة كثيرة، حول الدوافع والخلفيات، لإحدى اكبر مجازر التاريخ.
مقدمة الـ "أل بي سي"
البابا لاون الرابع عشر في لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول، في أول زيار له خارج الفاتيكان منذ انتخابه.
أربعة وخمسون يوما بين الإعلان الرسمي عن الزيارة وحصولها، سينهمك لبنان الرسمي ودوائر الفاتيكان في الإعداد للزيارة، ومن المعروف أن أي زيارة للحبر الأعظم للبنان، تحظى باهتمام أقصى، تماما كما حصل حين زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبنان وإعلانه من حريصا الإرشاد الرسولي.
والمتابعة الداخلية تمثلت في التقرير الذي قدمه قائد الجيش في جلسة
مجلس الوزراء أمس عن سير تطبيق خطته في شهرها الاول، وعلى رغم سرية المداولات فقد أمكن معرفة الخطوط العريضة لما تضمنته، ومن ابرزها: انجز الجيش ضعف ما حققه في الاشهر السابقة، ما يساوي نحو الـ 4200 مهمة أنجزها بمفرده ، فيما 39 مهمة فقط تمت من خلال "الميكانيسم".
ومما ورد في التقرير أيضا ان عدد الانفاق التي اقفلها الجيش جنوب الليطاني هي سبعة، وهناك تسعة آنفاق على طريق الاقفال وسط معوقات اسرائيلية شرحها العماد هيكل تتمثل في الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته المستمرة.
ملف النفايات عاد مجددا إلى الواجهة ولاسيما مطمر الجديدة، ولأهمية الملف وضعه مجلس الوزراء بندا أول على جدول اعمال جلسة بعد غد الخميس التي ستنعقد في السرايا الحكومية تحت عنوان " استكمال البحث في واقع مطمر الجديدة الصحي.
اليوم السابع من تشرين الأول، الذكرى السنوية الثانية على حرب طوفان الأقصى، والحدث الابرز في الذكرى الثاني، بدء المفاوصات في شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس، بشروط قاسية وضعتها إسرائيل.
مقدمة "الجديد"
سجل المرصد السياسي ارتفاعا في منسوب التفاؤل بعدما انفض مجلس الوزراء عن قرارات قطعت الطريق امام المصطادين في ماء الروشة العكر، ووضعت الامور في نصابها القضائي والقانوني، وتقدمت الحكومة خطوة الى الامام في امتصاص الازمة، فحفظت ماء وجه الجميع، معطوفة على التقرير الممتاز لقائد الجيش فيما يتعلق بالالية التطبيقية لقرار حصر السلاح.
وبالمختصر المفيد وصف وليد جنبلاط الجو بانه مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة، وبعد زيارة ودية لقصر بعبدا قال مغادرا ان الجيش اللبناني يقوم بعمل جبار في الجنوب.
حتى هنا كاد يوم لبنان ان يمر على ما يرام الى ان طلعت ريحة المطامر، واطلت النفايات من اعلى قمة هرم الجديدة، في ازمة قديمة جديدة اسيئت ادارتها من كل الحكومات المتعاقبة حتى فاضت عن منسوب المعالجة الجدية.
وعملا بسياسة الهروب الى الامام، نزلت ادارة مطمر الجديدة عند رغبة مجلس الانماء والاعمار في اعادة فتحه موقتا امام النفايات الوافدة من شوارع
بيروت والمتن وكسروان، ريثما يلتئم مجلس الوزراء الخميس المقبل للنظر في ازمة النفايات المستعصية.
في المقابل لا تزال العين الدولية مفتوحة على لبنان من باب عدم امتلاك ترف الوقت، بعدما تقدم الملف السوري ولحق به ملف غزة الذي انتهى في شرم الشيخ بمفاوضات اليوم الثاني حول خطة ترامب للسلام، ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين ان الجولة الثانية كانت ذات طابع فني وركزت على سد الفجوات، وفيها طالبت حركة حماس بضمانات بشأن استكمال بنود الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الاولى.
وعلى مسافة ايام قليلة من اعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام بعث ترامب برسالة الى عائلات الاسرى ومن خلفهم الى نتنياهو اكد فيها عزمه على اعادتهم وانهاء الحرب خلال ايام.
تتزامن هذه التطورات مع مرور عامين على طوفان الاقصى، حيث البداية كانت من غزة واليها النهاية.
فالسابع من اكتوبر كان يوما مجيدا في التغريبة الفلسطينية، وحفر عميقا في ذاكرة شعب نصفه تحت الاحتلال والنصف الاخر في الشتات. وللتاريخ فان السابع من اكتوبر دخل التاريخ ليس فقط من باب الحصار الواسع لقطاع تحول الى رمز لاكبر معتقل في الهواء الطلق، انما بمفعول رجعي عن ماساة عمرها من عمر نكبة فلسطين.
لم يكن السابع من اكتوبر وليد اللحظة، ومهر الحرية كان غاليا بشهادة شلال الدم المتدفق على مدى عامين دفعت فيه غزة ضريبة حقها في العيش الكريم مئات الالاف بين شهيد وجريح ومفقود، لكنها ما استسلمت امام الة الحرب الاسرائيلية.
عامان قامر خلالهما العالم على اجساد الغزيين وراهن على اقتلاع شعب من ارضه، وكان شريكا ومتواطئا في حرب الابادة، الى ان انقلبت الاية بعدما ثبت بوجه الابادة الشرعي وحرب التجويع زيف الرواية الاسرائيلية واهداف الحرب ووهم النصر المطلق، وتحول الطوفان الموضعي الى تسونامي عالمي حرك شوارع العواصم واحتل الجامعات، واخرج القضية الفلسطينية من الظلمة الى النور واعاد الزخم الشعبي والرسمي والدبلوماسي اليها، فكان السابع من اكتوبر تاريخا لعولمة القضية الفلسطينية وعنوانا للانتفاضة الثالثة.