تحل اليوم الذكرى الثانية لفتح "
حزب الله" "جبهة المشاغلة والمساندة" غداة عملية "طوفان الاقصى" وسط تصاعد التوترات بين الحزب والحكومة ورئيسها والقوى المعارضة للحزب بشأن ملف حصرية السلاح في يد الدولة، خصوصا بعدما تركت واقعة الروشة وتداعياتها مزيداً من ترددات سلبية حادة لم يتم ختم مفاعيلها بعد. ومع أن الجيش يمضي قدماً في العملية المتدرجة لحصر السلاح بدءاً بجنوب الليطاني، الأمر الذي كان محور التقرير الذي قدمه قائد الجيش إلى
مجلس الوزراء في جلسة الاثنين الماضي، تتعاظم المخاوف من تصعيد إسرائيل لغاراتها على الجنوب والبقاع
الشمالي، مقترنة بالاغتيالات اليومية التي تستهدف عناصر وكوادر "حزب الله" على النحو الحاصل منذ أيام، بما تفسره أوساط مطلعة معنية برصد الوضع الميداني بأنه رسالة إسرائيلية واضحة إلى
لبنان بأن لا ارتباط بين النهاية المحتملة للحرب في غزة ولبنان ما دام لبنان لا ينزع سلاح "حزب الله".
تقول مصادر ميدانية لبنانية مواكبة للتطورات في البقاع، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ المؤشرات الحالية «تدلّ على أنّ المنطقة مقبلة على مرحلة اختبار جديدة، مع تصاعد وتيرة الغارات واتّساع رقعتها الجغرافية»، وترى أنّ الجيش
الإسرائيلي «يحاول توسيع عملياته باتجاه العمق الجغرافي لـ(حزب الله)، عبر توجيه ضربات استباقية محدودة النطاق؛ هدفها نقل الضغط من جبهة الجنوب التقليدية إلى جبهة موازية في الشرق اللبناني».
وتضيف المصادر أنّ «حزب الله» يتعامل «بحذر ميداني واضح مع هذا النمط من التصعيد، ملتزماً سياسة (ضبط النفس التكتيكي) وتجنّب الانجرار إلى مواجهة شاملة».
ووفق المصادر نفسها، فلا يبدو أن «الحزب» الآن «في وارد توسيع المواجهة أو فتح جبهة موازية، بل يركّز على سياسة امتصاص الضربات وتجنّب الاستدراج، مع الإبقاء على قدرة الردّ في التوقيت والمكان المناسبين، وهكذا، يتقدّم البقاع تدريجياً نحو موقع الجبهة الخلفية المشتعلة، حيث تتقاطع الرسائل الأمنية
الإسرائيلية مع حسابات الردّ الموزونة من جانب (حزب الله)، في مشهد ينذر بأنّ (مرحلة ما بعد الجنوب) لن تكون أقلّ سخونة ولا أكبر استقراراً».
وذكرت "نداء الوطن" أن وفدًا من الكونغرس الأميركي سيأتي إلى لبنان نهاية هذا الشهر، في زيارة استطلاعية واستكشافية، وستتركز المحادثات على الوضع السياسي والأمني الذي يحتل صدارة الاهتمامات، وكذلك على الوضع المالي والاقتصادي حيث يضع الكونغرس في نهاية السنة تصورًا ماليًا ويطلع على أوضاع الدول التي يهمه أمرها ليرى بعدها كيف سينفق المساعدات.
من جهة ثانية، أشارت معلومات رسمية إلى أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لم تبلّغ حتى الساعة الدولة
اللبنانية بموعد زيارتها إلى لبنان، حيث لا تزال تناقش الأمور العسكرية، وكان من المرجح زيارتها في منتصف هذا الشهر خصوصًا بعد رفع الجيش اللبناني تقريره الأول للحكومة اللبنانية عن عمله في جنوب الليطاني، في حين تطالب أورتاغوس وإدارتها بتسريع العمل وشموله كل لبنان وليس فقط هذه المنطقة.
وجاء في افتتاحية" الاخبار": قال مصدر وزاري بارز، إن نقاشاً يجري حالياً بين رئيس الحكومة نواف سلام وعدد من الوزراء حول الإجراءات الدبلوماسية والسياسية التي ينبغي للحكومة اتخاذها لمواجهة تلكّؤ العدو الإسرائيلي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 27 تشرين الثاني الماضي.
وأوضح المصدر أن النقاش انطلق من واقع أن الجهود السياسية لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة، ومن أن هناك مشكلة تتعلق بكفاءة عمل
وزارة الخارجية، خصوصاً أداء الوزير يوسف رجّي، وسط اعتقاد بأن الأخير ليس معنيّاً شخصياً، ولا بما يمثّله سياسياً، بالقيام بجهد خاص في هذا المجال.
وبحسب المصدر، يأخذ البحث طابعاً جدياً، خصوصاً مع وجود شخصيات في الحكومة قادرة على القيام باتصالات رفيعة المستوى على الصعيديْن الإقليمي والدولي.
وأوضح أن هناك حاجة إلى دفع هذه الاتصالات، ليس فقط استجابة لمطالب الأهالي من أبناء الجنوب أو القوى السياسية، بل أيضاً لمواجهة حالة الجمود الناتجة عن التعثّر الذي أصاب جهود الوساطة الأميركية، مشيراً إلى أن ما قام به المبعوث الأميركي توم برّاك وزميلته مورغان أورتاغوس لم يحقّق التقدّم المطلوب، لأن
الولايات المتحدة لا تبدو مستعدّة لممارسة أي ضغط جدّي على إسرائيل.
وبحسب مصدر وزاري آخر، جاءت الفكرة التي طُرحت على رئيس الحكومة في إطار الاستجابة للضغوط الناجمة عن استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، والاعتداءات اليومية التي تودي بحياة مدنيين في أكثر من منطقة لبنانية، إضافة إلى الغارات التي تستهدف مناطق عدة في لبنان.
وأوضح أنه يجب التواصل مع عواصم بارزة مثل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وكذلك مع جهات ومنظّمات دولية، عادة ما تلعب دوراً في معالجة النزاعات. ولفت المصدر إلى أن البحث الرسمي في الحكومة يجري بالتنسيق مع الرئيس جوزيف عون الذي عاد من نيويورك بانطباعات سلبية حيال ترك لبنان دون أيّ اهتمام.
ويتسلّح أصحاب الفكرة بالتقرير الذي قدّمه قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، إلى مجلس الوزراء أول من أمس، والذي أشار بوضوح إلى أن الاحتلال هو الطرف الوحيد الذي يعرقل إنجاز الجيش مهمته في منطقة جنوب نهر الليطاني، وأنه لا يوجد تعاون جدّي من الأطراف الدولية المعنيّة بإلزام العدو بوقف الاعتداءات، والسماح للجيش اللبناني بالتمركز عند القرى الحدودية.
كما نوّه التقرير بالنقص الحادّ في العتاد والموارد، مشدّداً على حاجة الجيش إلى دعم دولي حقيقي، نظراً إلى أن لبنان ليس في وضع مالي يمكّنه من تلبية هذه الاحتياجات.
وفي السياق نفسه، تحدّث مرجع حكومي إلى «الأخبار» عن مباحثات تُجرى مع مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، للبحث في سبل الاستفادة من مبالغ مالية كبيرة موجودة في حسابات المنظّمة ومخصّصة لدعم السكان في مواجهة الأزمات الكبرى. وأوضح المرجع أن النقاش بدأ يتجه نحو ترتيب ملفات تتعلق بآثار العدوان الإسرائيلي على الجنوب، وإعداد دراسة حول بعض الأضرار التي يمكن للمنظمات الدولية المساهمة في معالجتها، متوقّعاً ظهور نتائج إيجابية على هذا الصعيد قريباً.
وكتبت" النهار": أوساط مطلعة معنية برصد الوضع الميداني تقول ان مواقف حزب الله وسياساته التصعيدية ضد الحكومة تبدو أشبه بإذكاء الذرائع غير المباشرة لمواصلة إسرائيل تصعيدها الميداني الذي يصعب التكهن بما إذا كان سيبقى "محدودا" على النحو الحالي أو سيتبدل بعد اتضاح أفق مفاوضات غزة لإنهاء الحرب هناك.
وفي سياق يثبت هذه المخاوف، بادر "حزب الله" أمس إلى الإعلان أنه "في الذكرى الثانية لانطلاق معركة طوفان الأقصى البطولية، معركة الفداء والتحرير والإرادة والصمود، يجدد "حزب الله" العهد بأنه مع شعب فلسطين المقاوم والصامد"، وأكد "أننا في حزب الله ومقاومته الإسلامية على خط سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي والشهداء، مستمرون في حفظ أمانة المقاومة ودماء الشهداء".
كما أن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لفت في كلمة تضامنية مع إيران إلى "أننا خضنا معركة البأس وكانت معركة صعبة ومعقدة جداً، لكننا خرجنا منها بقوة وعزيمة وثبات واستمرار"، وشدد على أن "أبناء السيد حسن نصر الله والقادة سيبقون في الميدان ولن يمكنوا العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه".
وكتبت" البناء": تتفاعل في المشهد اللبناني سلسلة مواقف متناقضة تُظهر حجم التباين في مقاربة الملفات السيادية والأمنية، ولا سيما في ما يتصل بدور الجيش اللبناني ومستقبل سلاح حزب الله جنوب الليطاني.
ففيما تسعى واشنطن عبر رسائل متتالية إلى تثبيت معادلة دعم الجيش مقابل نزع السلاح، تتكثف في الداخل مواقف داعمة للمؤسسة العسكرية، في مقابل رفضٍ واضح من حزب الله لأي نقاش في الاستراتيجية الدفاعية قبل وقف العدوان الإسرائيلي وانسحابه الكامل من الأراضي اللبنانية.
وأشار الرئيس الحالي لفريق العمل الأميركي من أجل لبنان إدوارد غابريل إلى أن نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني مهم بالنسبة للمجتمع الدولي ويشير إلى إحراز لبنان تقدّماً. ولفت إلى أن قائد الجيش رودولف هيكل سيبرهن في الأسابيع المقبلة أن الأمن تحقق جنوب الليطاني، وهناك فكرة سائدة في الكونغرس الأميركي بوجوب دعم الجيش اللبناني، لكن العالم يترقب نزع سلاح حزب الله، وأعتقد «أن كل شيء على ما يرام».
وكتبت" اللواء": في بعض ما رشح عن التقرير ان الجيش اللبناني نفذ جنوب الليطاني ما لا يقل عن 4200 مهمة، وتمت 39 مهمة من خلال الميكانيزم (لجنة مراقبة وقف اطلاق النار).
وجاء في "الديار":غداة عرضه لتقرير قيادة الجيش الاول حول مراحل تنفيذ خطة حصر السلاح، غادر قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى الدوحة، في مهمة مزدوجة، اولا، شكر القيادة القطرية على مساعداتها للجيش، المالية، وعلى صعيد المحروقات، وثانيا، مناقشة حاجات الجيش للقيام بمهامه، في الداخل وعلى الحدود، علما ان الزيارة تاتي بعيد رسالة تسلمها رئيس الجمهورية من امير قطر، ونقلها اليه السفير القطري في
بيروت، اكد فيه حرص الدوحة على دعم الجيش كحافظ للامن والاستقرار.