Advertisement

لبنان

سحر المقتنيات القديمة: بين الأصالة والهوية

مايا دعيبس طه - Maya Daibess Taha

|
Lebanon 24
08-10-2025 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1426614-638955169055440611.jpeg
Doc-P-1426614-638955169055440611.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في عالم اليوم الذي يركض نحو الحداثة والتجديد المستمر، يبقى للماضي جاذبيته الخاصة التي تأسر القلوب. ويتجلّى ذلك بوضوح في الشغف باقتناء الأثاث والمقتنيات القديمة، سواء كانت قطعًا تراثية، تحفًا فنية، أو أدوات منزلية تعود لعقود مضت. فالمقتنيات القديمة تتجاوز كونها مجرد أشياء، لتصبح حاملة للذكريات والقصص التي عاشها الأجداد، ومن هنا ينبع ارتباط الإنسان بها.
Advertisement
 


فالكرسي الخشبي الذي جلس عليه الجد، أو ساعة الجيب التي كانت ترافق الأب، أو بساط منسوج يدويًا ورثته العائلة، كلها تثير شعورًا بالحنين والانتماء.

وقد أشارت دراسة نشرتها Journal of Consumer Research عام 2014 إلى مفهوم "النوستالجيا الاستهلاكية"، حيث يجد المقتني في الأشياء القديمة وسيلة لإعادة ربط الحاضر بالماضي، وتعزيز إحساسه بهويته الشخصية والاجتماعية.

ولا يقتصر الأمر على البعد النفسي فحسب، بل تمتد جاذبية هذه المقتنيات كونها ذاكرة مادية وثقافية. فالأثاث الدمشقي المزخرف بالصدف، والطاولات الأوروبية الباروكية، أو الأواني النحاسية التقليدية، جميعها تعكس أساليب فنية وحِرفية لم تعد شائعة في عصر الإنتاج الصناعي.
 


وأكدت الدراسة، أن الحفاظ على هذه المقتنيات يسهم في صون الذاكرة الجماعية والهوية الثقافية للأمم، لتصبح الهواية أشبه بمهمة لحفظ التراث.

ومن ناحية جمالية وفلسفية، تتسم القطع القديمة بالفرادة والأصالة، على عكس الأثاث الحديث الموحد الناتج عن خطوط الإنتاج. فكل قطعة تحمل بصمة صانعها وتفاصيله الخاصة، ما يمنح المقتني شعورًا بالتميز ويحوّل المكان الذي يملكه إلى مساحة فريدة تعكس ذوقه الخاص.
 
ولا يغيب البعد الاقتصادي والاستثماري عن المشهد؛ إذ قد تصل قيمة بعض التحف القديمة إلى ملايين الدولارات، ليس فقط لقيمتها المادية، بل لما تحمله من تاريخ وفن. كما أن إعادة استخدام الأثاث القديم يساهم في تعزيز الاستدامة البيئية والحد من الاستهلاك المفرط، وهو ما أكدته دراسة، ربطت بين صيانة المقتنيات القديمة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
 


وهكذا يتضح أن الشغف بالمقتنيات القديمة هو أكثر من مجرد هواية، بل تعبير عن حاجة إنسانية إلى الانتماء للماضي، والبحث عن الأصالة، والمحافظة على الهوية في عالم سريع التغير.
 
 
 
 
 
 
المصدر: "لبنان 24"
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

مايا دعيبس طه - Maya Daibess Taha