Advertisement

لبنان

موقع إيراني يكشف.. لهذا السبب دخل "حزب الله" الحرب مع إسرائيل

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
09-10-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1427044-638955973325919071.webp
Doc-P-1427044-638955973325919071.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Tehran Times" الإيراني أن "القرار التاريخي لم يكن مغامرة غير محسوبة، بل كان ثمرة قراءة استراتيجية للمشهد الإقليمي وموقع حزب الله ودوره في الصراع مع إسرائيل منذ حرب تموز 2006، حين عزز معادلة الردع التي منعت العدوّ من شن أي عدوان واسع النطاق على لبنان لمدة ثمانية عشر عاماً. لكن عملية "طوفان الأقصى" قلبت الموازين وأعادت فتح ملفات الصراع الأساسية، وجعلت الحرب على لبنان مسألة وقت، بغض النظر عن موقف حزب الله من فتح جبهة دعم".
Advertisement

وبحسب الموقع، "منذ الساعات الأولى لعملية 8 تشرين الأول 2023، أدرك حزب الله أن ما حدث في غزة لم يكن حدثًا عابرًا، بل زلزالًا سياسيًا وعسكريًا في منطقة غرب آسيا. وكشف خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب بوضوح عن نيته استغلال طوفان الأقصى لإعادة تشكيل المنطقة، وهو نمط تكرر في مناسبات لاحقة. بالنسبة ل"حزب الله" فإن ترك غزة تواجه مصيرها وحدها كان بمثابة خطيئة سياسية وأخلاقية ومعنوية، وسوف يُنظر إليه على أنه تخلٍ عن القضية الفلسطينية، التي كانت أساس وجوده وهويته منذ نشأته. لذا، اتُّخذ قرار الانضمام إلى جبهة الدعم حفاظًا على مبدأ وصدقية خطاب المقاومة أمام جمهورها ومحور المقاومة عمومًا. لكن الدافع الديني-الأخلاقي وحده لم يكن حاسمًا، فحزب الله، الذي كان يرصد التحولات العسكرية والتكنولوجية في إسرائيل منذ سنوات، كان يُدرك أن العدو يسعى لتوجيه ضربة استباقية إليه عاجلًا أم آجلًا".

وتابع الموقع، "أكدت تصريحات قادة العدو أن نقاش توجيه ضربة استباقية للمقاومة كان مطروحاً منذ الأيام الأولى بعد عملية طوفان الأقصى، وأن تدخل واشنطن هو الذي جمد التنفيذ. بمعنى آخر، لم يكن انخراط حزب الله في الحرب سببًا لاندلاعها، بل كان عاملًا في تحديد توقيتها وشكلها. في الواقع، كان العدو الإسرائيلي يبحث عن ذريعة، لا عن مبرر، لشن عدوان كان يُحضّر له منذ سنوات. في المقابل، من غير المرجح أن يصمد توازن الردع الذي حمى لبنان منذ عام 2006 طويلًا بعد الزلزال الذي ضرب الأمن القومي الإسرائيلي في غزة".

وأضاف الموقع، "اهتزت صورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وتعمّق الشعور الإسرائيلي بالتهديد، وارتفعت الأصوات في المستوطنات الشمالية مطالبةً بإزالة ما أسموه "التهديد اللبناني". وهنا وجد حزب الله نفسه أمام خيارين مريرين: إما الوقوف مكتوف الأيدي لمشاهدة الإبادة الجماعية في غزة، أو فتح جبهة محدودة لفرض معادلة جديدة. في حساباته الميدانية، حاول "حزب الله" منذ البداية ضبط وتيرة الاشتباك حتى لا يتصاعد إلى حرب شاملة، وركز على استنزاف العدو على الجبهة الشمالية من دون توسيع نطاق المواجهة. وهدف هذا النهج إلى منع انفجار كبير، مع التأكيد في الوقت نفسه أن لبنان ليس متفرجًا، بل جزء لا يتجزأ من معادلة المقاومة. ومع مرور الوقت، تحولت جبهة الدعم إلى نقطة ضغط حقيقية على كيان الاحتلال الإسرائيلي، مما أجبره على إعادة توزيع قواته وموارده بين غزة والشمال، مما ساهم في تخفيف بعض الضغط على المقاومة الفلسطينية".

وبحسب الموقع، "لا شك أن قرار المشاركة لم يكن بلا ثمن، فقد تحمل لبنان أعباءً اقتصادية وأمنية جسيمة، واستُهدفت مناطقه الجنوبية بشكل شبه يومي، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى. ومع ذلك، ظل حزب الله متمسكًا بخياره، معتقدًا أن ثمن الامتناع سيكون أعلى، وكان انسحابه سيُفسر في الوعي العربي والإسلامي على أنه خيانة، مما سيؤدي إلى شرخ خطير بين فصائل المقاومة، وربما حتى إلى فتنة طائفية، وهو ما راهنت عليه واشنطن وتل أبيب لسنوات. إن المشاركة في الحرب، رغم الخسائر الفادحة، حمى وحدة محور المقاومة، وأبقى العلم الفلسطيني شامخًا في وجدان الجماهير. كما أحبطت، ولو جزئيًا، محاولات العدو الإسرائيلي لنزع بُعد حزب الله القومي والإسلامي عنه، وعزله سياسيًا. وهكذا، أصبح خيار الدعم موقفًا أخلاقيًا وتاريخيًا، يتجاوز حدود السياسة الراهنة، إلى مستوى الضمير الجمعي في المنطقة".

وتابع الموقع، "كان بإمكان "حزب الله" أن يختار الحياد، لكن الحياد في لحظة إبادة جماعية ليس موقفًا، بل تواطؤًا! اعتبر "حزب الله" معركة غزة امتدادًا لمعركته، وأن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن لبنان نفسه! إن الحرب التي كان محكومًا عليها بالفشل منذ عملية طوفان الأقصى لم تكن قرارًا لبنانيًا، بل نتيجة اختلال في موازين القوى في المنطقة. في مواجهة مشروع إسرائيلي أميركي يسعى لإعادة تشكيل غرب آسيا بالقوة، اختار "حزب الله" المواجهة لا انتظار دوره. ومن هذا المنطلق، لم يكن انخراط حزب الله مغامرة، بل ضرورة تاريخية فرضتها الجغرافيا والمبادئ والتاريخ، ومعادلة الوجود".
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban