Advertisement

لبنان

قداس في مونتريال من أجل السلام في الشرق الأوسط.. تابت: رسالتنا أن نشهد بأن المحبة أقوى من الكراهية

Lebanon 24
12-10-2025 | 05:05
A-
A+
Doc-P-1428352-638958678350708978.jpg
Doc-P-1428352-638958678350708978.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بدعوة من رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان لابين، وبمشاركة السفير البابوي في كندا المونسنيور ايفان يوركوفيتش، أقيم قداس الهي في بازيليك القديس يوسف في مونتريال من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع، شارك فيه راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت، وراعي ابرشية الروم الكاثوليك الملكيين في كندا المطران ميلاد جاويش وراعي أبرشية السريان الكاثوليك في كندا المطران أنطوان ناصيف، ومطران الأرمن الأرثوذكس في كندا بابكين شاريان، ومطران الاقباط الأرثوذكس في كندا الأنبا بولس، وكهنة الرعايا في حضور حشد كبير من المؤمنين من كل الطوائف الكاثوليكية والارثوذكسية.
Advertisement

المطران جاويش

قبل القداس القى المطران جاويش كلمة قال فيها: إنّ الصلاة من أجل السلام، بالنسبة إلينا نحن مسيحيي الشرق، ليست ترفاً ولا مجرّد عادةٍ روحية، بل هي واجبٌ مقدّس وخبزنا اليومي. إنّها الصرخة التي نرفعها كل يوم نحو السماء، علّها تفيض على أرضنا سلاماً وعدلاً ورحمة.

نصلّي كي يمدّ يسوع، أمير السلام، الذي وُلد يوماً على ترابنا، سلامه الإلهي على بلداننا التي، شأن أورشليم، لم تختبر بعد زمن خلاصها.

لكن من أجل مَن، ولماذا نصلّي؟

نصلّي من أجل الأزقّة التي مرّت فيها قدما الرب يوماً، ومن أجل الجبال التي كان يصعدها مراراً ليختلي بالصلاة، ومن أجل السهول التي عبرها مكلَّلاً بالرحمة والتعليم والشفاء.

نصلّي من أجل الكروم والتين وسنابل القمح وأشجار الزيتون، ومن أجل الأسماك والخراف، وسائر المخلوقات التي نطق بأسمائها بقداسةٍ ومحبةٍ على شفتيه الإلهيتين.

نصلّي من أجل أهلنا هناك، من أجل الأمهات والآباء، الإخوة والأخوات، الجدود والجدّات، الذين ما زالوا ثابتين في أرضهم، يعيشون الصبر والصمود كلّ يوم،
صموداً يذكّرنا بإيمان المسيحيين الأوائل، أولئك الشهود الأحياء للرجاء على رغم الألم.

ونصلّي أيضاً من أجل هذا الوطن الثاني، كندا وكيبيك، هذه الأرض الطيّبة التي احتضنتنا بقلوب مفتوحة وذراعين رحبتين، ومن أجل الكنيسة المحليّة في مونتريال التي أحبّتنا بمحبةٍ أخوية صادقة، ومن أجل راعيها المطران كريستيان لابين، وكهنتها ومؤمنيها العلمانيين، ومن أجل كلّ من يجتمع معنا في هذه الصلاة المباركة.

شكرٌ خاصّ لتجمّع مسيحيي الشرق الأوسط ولدار القديس يوسف على تنظيم هذا القداس المهيب.

ليبارككم الله جميعاً، ويحفظ أوطاننا من كلّ شرّ، ويملأ قلوبنا سلاماً من سلامه."

رئيس أساقفة مونتريال

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران لابين عظة قال فيها اننا شعب الايمان، نجتمع كمسيحيين بكل تنوعهم للصلاة من اجل السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم، مشيرا الى الألم الذي احتملته العذراء مريم ووقوفها تحت الصليب وسيف الألم الذي حاز في نفسها، ومستذكرا كلام القديس بولس: "تذكر المسيح". واعتبر انه على رغم كل الآلام التي يتعرض لها شعبنا، وخصوصا في الأرض المقدسة وفي غزة، فان يسوع حاضر معنا، وهو احتمل الآلام وحولها الى قيامة. وقال: اول كلمة قالها يسوع بعد القيامة: السلام معكم. هذا السلام يهدينا إياه المسيح اليوم وهو يستطيع ان يعطي السلام لقلوبنا.

اضاف: الجميع يسأل لماذا الحروب والعنف؟ والجواب هو انه من الاسهل ان ترتكب الناس الشرور من ان تعيش بسلام. وأشار الى اننا نصلي للسلام، خصوصا في قلوبنا حتى نكون شهود سلام ونتجنب كل عنف وكل حقد، ومشددا على ان المحبة تغلب العنف.

السفير البابوي

وفي نهاية القداس ألقى السفير البابوي كلمة باللغة الإنكليزية تحدث فيها عن معاناة شعوب الشرق الأوسط. وقال اننا نصلي اليوم من اجل اخوتنا واخواتنا في العالم اجمع وخصوصا في الشرق الأوسط، في أماكن مثل إسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان، مشددا على الحاجة الماسة اليوم الى السلام، ليس فقط في الشرق الأوسط انما أيضا في العالم اجمع، لان سلام المسيح لا يعني فقط غياب الصراعات انما أيضا وجود العدالة، الحقيقة والمحبة.

وقال: خلال هذه الأيام، دعا البابا لاوون الى وضع حد لمآسي الحرب، خصوصا في قطاع غزة. وتطرق الى عمق المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة، مشيرا الى ما ارتكبته "حماس" في 7 تشرين الأول 2023، مع قتل اكثر من 1200 إسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين. ومنذ ذلك التاريخ، شهدت المنطقة موجة من العنف أدت الى مقتل أكثر من 67000 فلسطيني في قطاع غزة وجرح اكثر من 160 الفا، ونزوح ما يقارب مليوني فلسطيني عانوا الامرّين للبقاء على قيد الحياة. وقد وجه البابا نداءات ودعوات عدة لوقف العنف والافراج عن الرهائن.

وتطرق السفير البابوي الى الوضع في سوريا، والمساعدة الإنسانية المطلوبة، وما شهده الساحل السوري من احداث في آذار الماضي، والاعتداء على كنيسة مار الياس في دمشق، والصراعات الاتنية في أيلول الماضي، مشددا على ان الوضع يستدعي العمل للحفاظ على الأقليات من جهة، ومراقبة وضع المجموعات المسلحة التي لا تزال تقاتل من جهة ثانية.

وعن الوضع في لبنان، قال السفير البابوي اننا نرى بلدا كان دائما عنوانا للأمل والازدهار في الشرق الأوسط، لكنه اليوم يرزح تحت عدم استقرار سياسي وانهيار اقتصادي ولا يزال يعاني من آثار الانفجار في مرفأ بيروت في العام 2020. والشعب اللبناني ما زال يواجه كل هذه الأوضاع، ونحن نراه يعبر بكل قوة عن رغبته في السلام والوحدة وفي مستقبل أفضل. وكما نصلي للبنان، نصلي ايضا من اجل ان يختار زعماؤه بكل شجاعة السلام بدل الانقسام، الوحدة بدل الصراعات والامل بدل اليأس.

وختم: السلام ليس فقط عمل الزعماء، بل هو مطلوب من كل واحد منا، من خلال عملنا اليومي، وان يتحول كل واحد منكم الى عامل سلام، مشددا على ان صلاتنا تعطي القوة لكن اعمالنا أيضا يجب ان تكون كذلك لان السلام ليس مجرد حلم، بل حقيقة نبنيها كل يوم من خلال ايماننا واعمالنا ومحبتنا لبعضنا البعض.    

المطران تابت

وفي الختام كانت كلمة للمطران تابت جاء فيها: "في هذه اللحظة الختامية، وبعدما استمعنا إلى كلمات غنية وعميقة عن السلام وشهادة المسيحيين في الشرق، تتجه أنظارنا نحو المسيح، مصدر رجائنا وأملنا.

اليوم، جمع قداسنا بين التسبيح والابتهال؛ لقد صلينا من أجل السلام في العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط. شكراً لكم، سيادة المطران إيفان يوركوفيتش، على رئاسة هذا القداس، وشكراً لك، سيادة المطران كريستيان ليبين، على الاحتفال بالقداس، وشكراً لإخوتنا في الأسقفية ولآبائنا الكهنة. وشكر خاص لكلّ واحد منكم هنا على حضوركم المبارك.

السلام ليس مجرد غياب الحرب؛ بل هو طريق للمصالحة، والأخوة، والعدالة.
فحقاً، دعوتنا كمسيحيين واضحة: أن نكون صنّاع سلام بشجاعة ومثابرة، نعمل على شفاء الجراح، وفتح طرق المصالحة، ونشهد بأن المحبة أقوى من الكراهية.

وفي هذا السياق، ليس مفاجئاً أن قداسة البابا ليون الرابع عشر قرر أن يبدأ رحلاته الرسولية بتأكيد مجمع نيقية في تركيا الحالية، الذي انعقد سنة 425، قبل 1700 عام؛ وإعادة التأكيد على لبنان، كـ "رسالة رجاء وصبر وحوار وتعايش"، في نهاية تشرين الثاني – أوائل كانون الأول المقبل.

اليوم، نحيي الذكرى، ليس من أجل الانتقام، بل لتذكيرنا بأن لكلّ ضحية اسمًا ووجهًا وقصة. إن آلة الحرب يجب أن تتوقف من دون تأخير. آمل أن تكون قد توقفت في غزة. فالدفاع عن النفس لا يبرّر مجزرة الأطفال، والأمهات، والعزل. العالم أغلق آذانه، وأصيب بالعمى. ومع ذلك، نحمل الرجاء. هذا الرجاء ليس سذاجة، بل مقاومة ويقين بأن الله يعمل حتى في قلب الليل.

عندما رفعنا قلوبنا هذا المساء نحو الرب، وصلينا من أجل الشرق الأوسط، ندعوه إلى أن يستقبل في نوره الأبدي كل ضحايا هذه الحرب. نصلي أيضاً من أجل صانعي القرار في العالم، لعلّ الرب يلين قلوبهم، ويحرك ضمائرهم، ويحفزهم على الكفاح من أجل إنسانية أرقّ، في عالم أقل بؤساً، واثقين بوعده: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (متى 5:9).
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك