أكد الرئيس اللبناني السابق فؤاد السنيورة في حديث شامل لقناة "الحدث – العربية" أن المنطقة تشهد تحولات كبيرة ومفصلية، مشيراً إلى أن اتفاق شرم الشيخ الأخير يمثل خطوة مهمة لكنه يحتاج إلى تحويله إلى وثيقة قانونية ملزمة في
مجلس الأمن لتطبيقه بشكل فعال.
وأشار السنيورة إلى أن نصوص الاتفاق ما زالت غامضة، ما يتيح تفسيرات متعددة لكل طرف، داعياً الحكومة
اللبنانية إلى ممارسة
الحكمة والحنكة في تحديد موقف
لبنان الرسمي. وشدد على أهمية إدراك الأطراف اللبنانية المعنية، لا سيما
حزب الله، لحقيقة التحولات الإقليمية والتعامل معها بواقعية، وكذلك التفاهم مع
إسرائيل والولايات المتحدة لتحقيق مصالح لبنان واستقرار المنطقة.
وتطرق السنيورة إلى جوهر الصراع الفلسطيني –
الإسرائيلي، مؤكدًا أن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا بالاعتراف بحق
الفلسطينيين في دولتهم، وأن استمرار وجود الفصائل المسلحة خارج إطار الدولة فشل في حماية غزة أو لبنان، وعطل جهود تحقيق الأمن والاستقرار. وأوضح أن حزب الله تورط في حروب سابقة دون موافقة الدولة اللبنانية، وهو ما أعاق تطبيق القرار 1701 لمجلس الأمن، واعتبر أن تنفيذ حصرية السلاح أصبح ضرورة وطنية عاجلة.
وشدد على أن تحقيق حصرية السلاح يتطلب تعاون الحكومة مع حزب الله، وتوفير الضمانات للأهالي والبيئة المحلية، بما يمكن اللبنانيين من العودة إلى قراهم المتضررة، واستئناف عمليات إعادة الإعمار، وتهيئة انسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة بشكل تدريجي.
وأشار السنيورة إلى الدور الأميركي الحيوي في دعم
الجيش اللبناني وتعزيز قدراته، لكنه شدد على أن التطبيق الفعلي لحصرية السلاح يحتاج إلى حزم الدولة، وحكمة في التعامل مع التحديات، ومنع الانحرافات السياسية التي قد تعرقل هذا المسار.
ورأى أن لبنان بحاجة إلى وحدة الحكم الوطنية، حيث يكون هناك موقف موحد لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس
البرلمان، لضمان صدقية الدولة أمام اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة، وتحقيق نتائج ملموسة على صعيد السيادة والأمن والسلام.
وختم السنيورة بالتأكيد على أن رياح السلام الحالية في المنطقة يجب استثمارها بشكل صحيح، ومنع كل محاولات تسييس الاتفاق أو التهرب من تنفيذ حل الدولتين، الذي اعتبره المفتاح الحقيقي لتحقيق سلام عادل ودائم في
الشرق الأوسط.