Advertisement

لبنان

سوريا "تصحّح مسارها".. ماذا يعني ذلك لـ"حزب الله"؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
16-10-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1430070-638962059881068503.jpg
Doc-P-1430070-638962059881068503.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لا يجدُ "حزب الله" سبيلاً للاعتراض على ترسيخ علاقات جديدة بين لبنان وسوريا، وذلك بعد حصول لقاءات وزيارات رسمية متبادلة بين البلدين، وآخرها زيارة وزير العدل السوريّ مظهر الويس إلى بيروت، حيث جرى البحث في ملفّات قضائية مشتركة بين لبنان وسوريا.
Advertisement

ينأى "حزب الله" بنفسه عن التعليق على تلك الزيارات، فهو لا يستطيعُ التعبير عن رفضها حتى وإن كان النظام الجديد في دمشق مُناوئاً له.

وفي حال تطورت العلاقات أكثر على خطّ لبنان - سوريا، فسيكونُ "حزب الله" أمام اختبارٍ جديدٍ سياسي يتصلُ بإمكانية فتح علاقات مع دمشق وتذليل كل العقبات السّابقة، لكن شكل العلاقة قد لا يكونُ مباشراً وفعالاً على سبيل المثال مثل العلاقة بين الحزب "التقدمي الإشتراكي" والنظام الجديد. في الواقع، فإنّ "الإشتراكي" يخوض مفاوضات مع الحكم في سوريا لمعالجة ملف السويداء، وهذا الأمر يعتبر مؤثراً جداً ويكشف أن حزباً يمكن أن يؤثر على مسار دولة، وهذا الأمر كان قائماً سابقاً بين "حزب الله" والنظام السوري السابق أصلاً.

المفتاح في إيران

فعلياً، فإنَّ ما بين سوريا الجديدة و"حزب الله" أشواطٌ من الإبتعاد، لكن التقارب مُمكن وغير مُستبعد في حالة واحدة، وهي عندما تنفرج العلاقات بين إيران وسوريا ويُعاد تكوين التواصل مُجدداً.

هنا، تقول مصادر سياسيّة لبنانية: "إن العلاقة بين الحزب وسوريا مفتاحها في طهران، والسبيل في هذا الإطار يكمن في طي صفحة الماضي وبناء جسور تواصل جديدة قائمة على شرطين: عدم التدخل في شؤون سوريا، وعدم استخدامها منصة مُجدداً.. والسؤال الأكبر: هل سيُطبق ذلك حقاً؟".

الإشارة من روسيا

في الواقع، فإنَّ زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا مؤخراً ولقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تُعطي إشارة مهمة لـ"حزب الله" مفادها أن من يحمي رئيس النظام السابق بشار الأسد هو ذاته الذي التقى وجه النظام الجديد، أي الشرع. ما حصل يؤكد أنَّ "خصوم الشرع" في السابق فتحوا أبوابهم له، فاستقبال بوتين للرئيس السوري ليس عادياً، ويُشير إلى واقعٍ جديد عنوانه انفتاح سوريا على كل العالم.. فهل ستحذو إيران حذو روسيا تجاه الشرع؟ وهل سيُدرك الحزب في لبنان أهمية الانفتاح على دمشق نفسها والآخرين وتجاوز الماضي بكل حيثياته؟

هنا، تبرز نقطة مهمة أساسها أنَّ الشرع يؤكدُ في كل خطواته أنّ الإصلاح والتغيير يلوحُ في أفق سوريا، وعلى هذا الأساس يُعطى الفرصة الكاملة للانتقال من مكانٍ إلى آخر ببلاده. في غضون عام، ورغم كل الإشكالات والمآخذ على بعض الأحداث، لاسيما في السويداء وفي الشمال السوري، استطاع الشرع تثبيت نفسهِ كـ"إصلاحي" لدى الآخرين. وعليه، يمكن لـ"حزب الله" أن يذهب بهذا المنحى ويُصحح مساره لاحقاً على قاعدة تقريب الآخرين منه مُجدداً، وأن يفتح العلاقات مع مختلف الدول، علماً أن كل هذه الأمور لا يمكن حصولها قبل أن ينتقل الحزب من تنظيم مسلح إلى حزب سياسي، وتحديداً مثلما حصل في سوريا حينما تبددت "هيئة تحرير الشام" برئاسة الشرع سابقاً، وباتت من ضمن الجيش الوطنيّ. عندها، يتم التعامل مع الشرع على أنه صاحب شأن رسمي وليس زعيم جماعة مسلحة خارج الدولة، والأمر ينطبق على "حزب الله".

لكن في المقابل، تكمن مشكلة أساسية، وهي سياسات إيران التي يرفضها الغرب، في حين أن طهران ما زالت تتحدث عن حرب ضد إسرائيل. وعليه، ستبقى المنطقة قيد الاشتعال، بينما لبنان سيبقى الواجهة الأساسية لإيران.

هنا، تقول المصادر السياسية إنّ المسار الحالي الذي تتخذه إيران مثل السابق، لن يغير في القناعات تجاهها، وفي حال فتحت علاقات مع دمشق، عندها سيُفهم الأمر بأنه استغلال لها مجدداً في سبيل دعم جماعاتها في المنطقة. المسألة هذه قد تُعرض سوريا للخطر مُجدداً وتجعلها تحت مجهر الضغوطات مثلما كان سابقاً.

وفي حال كان "حزب الله" يريد استخدام سوريا مُجدداً كقاعدة أساسية له، عندها ستنشأ الإشكالية بين النظام السوري الجديد والدولة اللبنانية، وما كان يحصلُ سابقاً مع دول أخرى قد يتكرر مع سوريا.. فهل ستُفهم هذه الرسالة لدى الجميع؟ وهل سيكون "الحزب" بعيداً عن استغلال ميدان سوريا مُجدداً؟

فعلياً، فإن شبح الأزمات الدبلوماسية يلوح في الأفق في حال حصل هذا الاستغلال المشار إليه، والقصة تقع على عاتق "حزب الله" ومستقبله وتوجهاته السياسيّة.. ولهذا، الإنتظار سيكونُ سيد الموقف.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

صحافي وكاتب ومُحرّر